مغارة علي بابا... العثور على كنز ضخم يثير جدلاً كبيراً في مصر
البداية كانت بالعثور على مقتنيات أثرية ضحمة، ومجوهرات ثمينة ولوحات فنية نادرة، وكميات من الذهب الخالص، داخل شقة بمنطقة الزمالك، مملوكة للمستشار أحمد عبدالفتاح حسن، نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق، بينما واصلت النيابة العامة تحقيقاتها في القضية، بعد أن تحفَّظت على المضبوطات، وشكَّلت لجاناً فنية، من وزارات العدل والمالية والثقافة، لفرز تلك المقتنيات وفحصها، للتأكُّد من مصادرها، والطرق القانونية للشراء والاقتناء.

السياق
مغارة علي بابا... هكذا وصف المصريون، الكنز الذي تم العثور عليه مؤخرًا، بمنطقة الزمالك الشهيرة في القاهرة، التي يسكنها الأثرياء فقط.
البداية كانت بالعثور على مقتنيات أثرية ضحمة، ومجوهرات ثمينة ولوحات فنية نادرة، وكميات من الذهب الخالص، داخل شقة بمنطقة الزمالك، مملوكة للمستشار أحمد عبدالفتاح حسن، نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق، بينما واصلت النيابة العامة تحقيقاتها في القضية، بعد أن تحفَّظت على المضبوطات، وشكَّلت لجاناً فنية، من وزارات العدل والمالية والثقافة، لفرز تلك المقتنيات وفحصها، للتأكُّد من مصادرها، والطرق القانونية للشراء والاقتناء.
الصدفة وحدها، هي التي قادت إلى العثور على هذا الكنز، حيث كانت أجهزة الأمن المصرية، قد توجَّهت لتنفيذ حُكم قضائي، ضد نجل مالك الشقة، لصالح عمه بـ 12 مليون جنيه، وعندما دخل أفراد الأمن، عثروا على ما يشبه الكنز، ومقتنيات ثمينة جدًا وتاريخية.
مليار جنيه
الحكومة المصرية، قدَّرت مقتنيات الشقة، بأكثر من مليار جنيه مصري (الدولار الأمريكي يعادل 15.7 جنيه مصري)، وأفادت وزارة الداخلية المصرية في بيان، بأن "الشرطة كانت تنفِّذ القانون، ضد أحد الأشخاص الصادر بحقهم حُكم قضائي في حي الزمالك الراقي، وأن أجهزة الأمن اضطرت إلى كسر باب الشقة، عندما لم تجد أحداً فيها، من أجل تنفيذ الحكم، لكن المفاجأة تمثَّلت في وجود مقتنيات أثرية كثيرة وتحف نادرة وتماثيل أثرية".
وتشمل المقتنيات، لوحات زيتية ثمينة لرسامين دوليين، وتحفاً وعشرات الزخارف ودبابيس الزينة، بألوان وأحجام مختلفة، تعود إلى العصر الملكي.
إضافة إلى الصناديق المطعَّمة بالمجوهرات، التي تحتوي على كنوز وقطع أثرية نادرة وثمينة وأباريق، وقطع من المعدن مكتوب عليها عبارة "العدل أساس الملك"، وأخرى عليها صور شخصيات أجنبية، وأوان مطعمة بفصوص لامعة، وعشرات القطع المعدنية التاريخية.
مَنْ صاحبة الكنز؟!
في البداية، لم يستطع أحد حل اللغز، إلا أنه بعد أيام من الغموض حول هوية صاحب الشقة، أعلن المستشار بالمحكمة الدستورية في الكويت، أحمد عبدالفتاح حسن، ملكيته للشقة والمقتنيات الموجودة فيها.
أما نجل صاحب الشقة فقال: إن والده كان جامعاً للأشياء الثمينة، واشتراها بالمزاد العلني، إضافة إلى ما ورثه عن والده من أجداده، مثل والده عبدالفتاح باشا حسن، وزير الداخلية في عهد الملك فاروق، الذي ترك له الكثير من الميداليات والتحف والفضية.
وأضاف أن معظم المقتنيات، الموجودة في الشقة، تم شراؤها في مزادات داخل مصر وليس في الخارج، إضافة إلى بعض المقتنيات التي قيل إنها تحف تعود إلى العصور الملكية: "اشتراها والدي من المزادات، مثل مزاد قصر عابدين، عامي 1958 و1959، لأنه من محبي هذه الأشياء، ويحب الاحتفاظ بها، وهي موجودة في منزلنا على الجدران وأمام كل الناس، فهي غير مخزَّنة ولا مطوقة تحت الدرج ".
أما المستشار أحمد عبدالفتاح حسن، فقد أصدر بياناً، أكَّد فيه أن الشقة المشار إليها، التي جرى التنفيذ عليها، يشغلها المستشار أحمد عبدالفتاح حسن، والسيدة حرمه، وجميع المقتنيات الموجودة فيها مملوكة لهما، ولا صِلة لابنه کریم بها، ولا يوجد في الشقة أي منقولات أو أثاث خاص به".
وأضاف البيان، أن صاحب الشقة هو نجل عبدالفتاح باشا حسن، وزير الداخلية، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الوفد سنة 1951 في عهد الملك فاروق، وكان من رجال القضاء، ثم عضواً بمجلس الدولة في أول تشكيل له سنة 1941، ويتمثَّل جهده في وزارة الداخلية في أمرين مهمين، الأول: تنظيم الطابع المؤسسي لعمل وزارة الداخلية، وهو جهد كبير لا يزال يلقى احترام من يعرفون فضله فيه، والثاني: دوره الكبير في المقاومة الشعبية للاحتلال الإنجليزي بمنطقة القناة سنة 1951 عقب إلغاء المعاهدة في أكتوبر 1951 وفي المقاومة التي كانت بمنزلة عامل الحسم في خروج البريطانيين من مصر.
وتابع: "وهو حفيد أحمد باشا علي وزير الحقانية (العدل)، وزير الداخلية، والزراعة والأوقاف، في عهد الملك فؤاد الأول، وعمل وكيلاً لمجلس الشيوخ في عهد الملك فاروق، وهو الذي قدَّم خدمات جليلة لبلاده، لا يستطيع أي جاحد إنكارها".
وعن طريقة الوصول للكنز، قال حس: إنه تم العثور على الكنز عندما استولت السلطات على الشقة، في قضية مالية، بين نجل المالك كريم أحمد وعمه البرلماني السابق خالد محمد حامد محمود.
مخبأ سِري
السُّلطات المصرية، من جانبها، قالت إنها عثرت على الكنز داخل مخبأ سري، عبارة عن غرفة صغيرة بباب في جدار خشبي، داخل إحدى أكبر الغرف في الشقة.
وفورًا، شكَّـلت وزارة العدل المصرية، لجنة من وزارتي العدل والآثار والمالية، لفحص كميات كبيرة من المقتنيات والميداليات التاريخية والمجوهرات والتحف واللوحات الفنية النادرة، التي تعود إلى العهد الملكي، بعد العثور عليها داخل شقة في الزمالك بالقاهرة.
وقد ذاع اكتشاف هذا الكنز على نطاق واسع، حتى أصبح معروفًا في وسائل الإعلام باسم "مغارة علي بابا" أو "شقة الزمالك"، وتحدَّثت تقارير صحفية عن جرد 400 من القطع الأثرية النادرة والتحف والأعمال الذهبية.