فايننشال تايمز: أبوظبي تتجه إلى الثقافة والإبداع لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط
تتجه أبوظبي، نحو توظيف الإبداع والثقافة، باعتبارهما من مصادر الدخل غير النفطية، وذلك ليس جديدًا على أبوظبي، فقد سبق أن ضخَّت استثمارات بـ 2.3 مليار دولار في مشاريع ثقافية وإبداعية وفنية، ويبدو أنها -بعد دراسات وتجارب- وجدت أنه قطاع لو تم استغلاله جيدًا، فإنه سيكون أحد مصادر الدخل للإمارة، خصوصًا أن مستقبل النفط غير مضمون، لأنه ثروة غير متجدِّدة، فضلاً عن اتجاه العالم الآن إلى بدائل أخرى.

ترجمات السياق
عبر ضخ نحو 6 مليارات دولار، في صناعات ثقافية وإبداعية، خلال الأعوام الخمسة المقبلة، شرعت إمارة أبوظبي، بتنفيذ مخطط لتنويع مصادر الدخل، بعيدًا عن النفط والغاز.
تتجه أبوظبي، نحو توظيف الإبداع والثقافة، باعتبارهما من مصادر الدخل غير النفطية، وذلك ليس جديدًا على أبوظبي، فقد سبق أن ضخَّت استثمارات بـ 2.3 مليار دولار في مشاريع ثقافية وإبداعية وفنية، ويبدو أنها -بعد دراسات وتجارب- وجدت أنه قطاع لو تم استغلاله جيدًا، فإنه سيكون أحد مصادر الدخل للإمارة، خصوصًا أن مستقبل النفط غير مضمون، لأنه ثروة غير متجدِّدة، فضلاً عن اتجاه العالم الآن إلى بدائل أخرى.
الإمارة الخليجية، تسعى إلى زيادة إنفاقها على الإبداع، خصوصًا بعد فترة الانكماش التي شهدها العالم، نتيجة تفشي فيروس كورونا، والتنويع بعيدًا عن النفط، ومن ثم فإنها تعتزم تعزيز الإنفاق على التراث الثقافي والفنون والإعلام والفن المعماري .
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز، عن محمد المبارك، رئيس مجلس إدارة دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، قوله: "في ما يتعلق بالنمو ، نعلم أن الصناعات الإبداعية، ستكون مساهماً رئيساً في الناتج المحلي الإجمالي في أبوظبي".
وأطلقت أبوظبي حزمة تحفيز منفصلة بـ 13.6 مليار دولار عام 2019 لإعداد الإمارة لمستقبل ما بعد النفط، وتعمل الآن على تسريع خُطط التنويع، مع خروجها من جائحة فيروس كورونا، بتركيز متجدِّد على التنمية الاقتصادية.
وقد تم تخصيص "جزء كبير" من هذه الأموال الجديدة، لبناء مؤسسات ثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي، التي أصبحت موطنًا لأعظم المعالم الحضارية كمتحف اللوفر-أبوظبي.
متحف زايد
من أهم المشاريع الثقافية البارزة، مشروع يستعرض حياة الأب المؤسس للدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إضافة إلى متحف زايد، كما أوضح محمد المبارك، وأضاف أن هناك مشروع متحف جوجنهايم- أبوظبي، الذي يقوم على تدشينه المصمم المعماري الكندي فرانك جيري، في جزيرة السعديات الثقافية، حيث من المتوقَّع إنجازه قريبًا.
ومن المتوقَّع كذلك، إنجاز المنطقة الثقافية عام 2025، التي ستشمل بيت العائلة الإبراهيمي، الذي يهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان، ويضم مسجدًا وكنيسة وكنيسًا يهوديًا.
مع وجود 20000 شخص، يعملون بالفِعل في القطاع الإبداعي والثقافي، تأمل أبوظبي أن يؤدي استثمارها في البنية التحتية والشراكات مع مؤسسات القطاع الخاص، إلى توفير 15000 فرصة عمل جديدة، في غضون السنوات الأربع المقبلة.
وبالاستراتيجة ذاتها، تعمل أبوظبي على تدشين المنطقة الإبداعية (ياس كريتيف هب)، وهي منطقة إعلامية جديدة، تحتضن كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية، مثل سي إن إن وغيرها، ومن المتوقَّع استقبالها نحو 8000 عامل بحلول نهاية العام الجاري.
وفي معرض حديثه، قال محمد المبارك: "إن توسيع القطاع الإبداعي، مع استهداف توفير فرص عمل للمواطنين، سيتطلب أيضًا مواهب خارجية، حيث سبق أن أطلقت أبوظبي، مبادرة لتسهيل دخول العمال من ذوي المهن المتخصصة، من خلال إصدار تأشيرات خاصة بهم.
تأشيرة الفنانين والعُمّال المتخصصين
تتخذ دولة الإمارات -كغيرها من الدول- حزمة من الإجراءات الأمنية والوقائية، نظراً للظروف الأمنية والوبائية التي يمر بها العالم، لاسيما منطقة الشرق الأوسط، ولكن، بحسب محمد المبارك، فإن سفارات الدولة في الخارج تعمل على إصدار تأشيرات الدخول، وفق إجراءات سلسة وسريعة، كما تراعي أهمية استقطاب الفنانين والمبتكرين ورواد الأعمال، إضافة إلى العُمّال من ذوي الاختصاصات والكفاءات العالية، وتسهل لهم دخول الإمارات.
وقال المبارك: منذ تفشي وباء كورونا، استثمرت الإمارة 200 مليون دولار في إنتاج الأفلام، حيث شارك نحو 1000 شخص في تصوير فيلم Mission Impossible 7 في الإمارة هذا العام، كما أصبحت أبوظبي ودبي، مركزين تقليديين لصُنّاع الإبداع في العالم، لا سيما في صناعة السينما والإعلام.
من الجدير بالذكر أن العاصمة الإماراتية، أطلقت مؤخراً المركز المالي الخاص والمركز التكنولوجي، إذ أكد المبارك أن تقسيم الصناعة الإبداعية بين المدينتين، يُعَـدُّ إضافة جاذبة للمستثمرين ورواد العالم.
وأضاف المبارك: "نحن دولة متطوِّرة وعصرية، وقد شهدت أبوظبي تغييرات هائلة، في شتى مناحي الحياة، وهو ما يمكن ملاحظته، من خلال اهتمام قادة الدولة بعلوم المستقبل.