واشنطن بوست: عودة الحياة إلى طبيعتها لكن ليس لمَنْ فقدوا أقاربهم بسبب كورونا

الجائحة أدت إلى وفاة ما يقرب من 600 ألف شخص في الولايات المتحدة، ما ترك نحو 5.4 مليون شخص، يشعرون بمرارة الفقد، لذلك فإنه بالنسبة للكثير، تُعَـدُّ مشاهدة العالم منفتحاً من جديد، كإعادة فتح جراحهم مرة أخرى

واشنطن بوست: عودة الحياة إلى طبيعتها لكن ليس لمَنْ فقدوا أقاربهم بسبب كورونا

ترجمات السياق

قالت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير نشرته هذا الأسبوع، إنه عندما أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، الشهر الماضي، أن الذين تم تطعيمهم، يمكن أن يستأنفوا التجمع في الأماكن المغلقة، من دون الأقنعة الواقية، رأى الكثيرون أن هذا الإعلان، أكثر العلامات تفاؤلاً حتى الآن، على إعادة فتح العالم من جديد، وأضافت، لكن بالنسبة للكثيرين فإنهم شعروا بأنه من السابق لأوانه، التوقُّف عن ارتداء الأقنعة.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه بعد 15 شهراً من الزيادات المفاجئة في أعداد المصابين، وفرض عمليات الإغلاق، نجحت اللقاحات في التغلُّب على جائحة كورونا في الولايات المتحدة، وانخفضت معدلات الإصابة، ولكن بالنسبة للملايين، لن يكون هناك لم شَمل للعائلات من جديد، ولا عودة إلى حياة ما قبل الجائحة.

وتابعت: "ذلك لأن الجائحة أدت إلى وفاة ما يقرب من 600 ألف شخص في الولايات المتحدة، ما ترك نحو 5.4 مليون شخص، يشعرون بمرارة الفقد، لذلك فإنه بالنسبة للكثير، تُعَـدُّ مشاهدة العالم منفتحاً من جديد، كإعادة فتح جراحهم مرة أخرى".

وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للكثيرين، فإن الخسارة ليست نفسية فحسب، بل مالية أيضاً، حيث فقد نحو 40 ألف شخص، دون سن الـ18، أحد الوالدين بسبب كورونا، فالأطفال الصغار الذين لا يفهمون حتمية الموت، مازالوا ينتظرون عند النافذة، حتى يعود الوالد المفقود، بينما يشعر الأطفال الأكبر سناً، بالقلق من أن تكون الوفاة قد حدثت بسببهم، بطريقة أو أخرى، أو أنهم يشعرون بالذنب عند تلقي التطعيم، لأن الفرصة لم تُتح لوالديهم، الذين لقوا حتفهم.

ورأت الصحيفة، أن أحداث مثل بيرل هاربور أو هجمات 11 سبتمبر 2001، تمثِّل صدمة جماعية للمجتمع، لكن جائحة كوفيد-19 تشبه إلى حد كبير حرب فيتنام.

وأوضحت أنه، في حين يريد البعض أن يصنِّف الجائحة الحالية، على أنها صدمة مشتركة بين الناس، فإن البعض الآخر لا يفعل ذلك، لأن هناك أشخاصاً يموتون في المستشفيات، ومع ذلك فإن هناك مَنْ يقولون إنه لا يوجد شيء اسمه كوفيد-19 من الأساس.

ونقلت الصحيفة عن أستاذة علم الاجتماع والديموغرافيا، في جامعة ولاية بنسلفانيا، أشتون فيردري، قولها إن الجائحة لا تزال مستمرة، مع آثار اجتماعية ستستمر، حيث يعاني كبار السن، الذين فقدوا أزواجهم أو زوجاتهم، مخاطر أعلى للوفاة في أعقاب وفاة شريك حياتهم، كما أن البالغين الذين يفقدون أحد الوالدين، في منتصف العمر، أكثر عُرضة للإصابة بمشكلات الصحة العقلية أو الانطوائية، أما الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين، فقد تقل احتمالات التحاقهم بالجامعة".

ويتابع التقرير، لعل أفضل مقارنة لفيروس كوفيد-19 هو الإيدز، المرض الذي تم تسييسه أيضاً، حيث اعتبره الكثيرون لسنوات، مرضاً خاصاً بالفئات المهمَّشة فقط، ومن المحتمل أن يجد كوفيد-19 طريقه إلى المراجع الثقافية، مثل الأفلام والأدب والفن، كما فعل الإيدز".

ولفتت الصحيفة، إلى أنه في حين تم تدشين عدد من الفعاليات المؤقَّتة عبر الإنترنت، للاحتفال بالذكرى السنوية للوباء، فإن الكثيرين يأملون تحديد يوم رسمي لهذه الذكرى.