حماس تحتفى بالحوثي... وسط جدل بشأن تبرعات غزة

أقامت الجماعة حملة تبرعات مالية، بزعم دعم القدس وغزة، الشهر الماضي، ما أثار موجة تشكيك واتهامات، أطلقتها الأوساط السياسية والحقوقية والحكومية اليمنية، باعتبارها تتخذ من اسم فلسطين، أداة لجمع المال الممنوح للفقراء.

حماس تحتفى بالحوثي... وسط جدل بشأن تبرعات غزة
ممثل حركة

ترجمات السياق 

جاء تكريم ممثل حماس ومدير مكتبها في اليمن "معاذ أبوشمّاله"، ومنحه هدية ودرع للقيادي النافذ في مليشيات الحوثي محمد علي الحوثي، تقديراً لمواقفه تجاه الحركة، كالمبادرات التي أطلقها عبدالملك الحوثي، لجمع أموال لمساعدة سكان غزة، التي أثارت خلافات شتى، بين قادة الميليشيا بشأن مصير تلك الأموال، ما اضطر السفير الإيراني في صنعاء إلى التدخل مطالباً بتوريدها، وتساءل حينها القيادي في جماعة الحوثي سلطان جحاف مستنكرا: "أستغرب ما علاقة السفير الإيراني حسن إيرلو، الذي يريد توريد المبالغ من خلاله؟"، لافتاً إلى أن بعض المشرفين، يستغلون أموال المتبرعين، لمصالحهم الشخصية.

ووفقاً لوسائل إعلام جماعة الحوثي في اليمن، فقد أقامت الجماعة حملة تبرعات مالية، بزعم دعم القدس وغزة، الشهر الماضي، ما أثار موجة تشكيك واتهامات، أطلقتها الأوساط السياسية والحقوقية والحكومية اليمنية، باعتبارها تتخذ من اسم فلسطين، أداة لجمع المال الممنوح للفقراء.

كشف حفل التكريم، مدى علاقة الحركتين بإيران، منذ دأبت حماس على الخروج عن وحدة الصف الفلسطيني، والانضمام إلى الميليشيات الإيرانية، مستأثرة بحكم قطاع، في نهج مماثل لنهج الحوثي، الذي انقلب على الشرعية في اليمن (بدعم إيراني)، سقط بسببه آلاف الأبرياء، كان آخرها الاشتباكات التي حدثت في مأرب قبل أيام، التي راح ضحيتها 21 قتيلاً بينهم طفلان.

صحيفة ذا ناشيونال، نقلت عن مراقبين قولهم: إن التكريم بمنزلة الكشف عن (نهب) أموال اليمنيين، بحجة دعم القضية الفلسطينية، بينما تذهب هذه الأموال إلى تسليح حماس، ما يكشف أيضًا عن أن حماس من أذرع إيران في المنطقة، ومؤشر على حجم الاستقطاب الإيراني، ضد المصالح العربية في المنطقة.

وتابعت الصحيفة، أنه من الواضح أن إيران تحاول دفع وكلائها، لإظهار التضامن في ما بينهم، في محاولة لجذب الشارع العربي. 

غضب عربي

أثار حفل التكريم غضبًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع حركة حماس في غزة لأن تتبرأ وتدَّعي أن أبو شمالة يتصرَّف من تلقاء نفسهن، بينما رَدَّ السياسي، وعضو مجلس النواب اليمني، شوقي القاضي، على صفحته في "تويتر" بأنه صُدم بالزيارة وطالب بتوضيحها، وقال القاضي: "إن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، قد تقطع العلاقات مع حماس".

من جانبه، اتهم الصحفي اليمني حمدان العلياء، حركة حماس، بخيانة اليمنيين، بتكريمها لمقاتلي الحوثي، الذين هاجموا المدنيين الأبرياء في مأرب، بينما قال براء شيبان، الخبير والمستشار اليمني: "إن هذه المرة ليست الأولى، التي تشكر فيها حماس الحوثي... حركات المقاومة وإسرائيل غطاء للحركات القمعية والميليشيات الطائفية مثل الحوثيين".

ووصف صحفيون ونشطاء يمنيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، موقف حركة حماس من جماعة الحوثي، بالخيانة للشعب اليمني، بينهم الناشط الحقوقي أنيس عبدالله، من عدن الذي قال: "إن حماس والحوثيين والإخوان المسلمين في اليمن، يشتركون في الأجندة نفسها والفكر ذاته"، وأضاف: "كانت المجموعات الثلاث، تعمل في المشروع نفسه، وتقوم بتبديل الأدوار كلما دعت الحاجة".

من جانبها، قالت الكاتبة والناشطة الحقوقية، سمر أحمد، من جنوب اليمن: "إن الاجتماع في صنعاء، صدمة لكثير من اليمنيين، وأضافت: "اعتقد الكثير من اليمنيين، أن حماس لا تدعم الفظائع التي يرتكبها الحوثيون بحق الشعب اليمني، رغم أنهم مدعومون من إيران أيضًا.. كان هذا التكريم صفعة على وجه اليمنيين، كما لو أن حماس تكافئ الحوثيين، على حرق الأطفال أحياء وترويع اليمنيين".

على الصعيد الدولي، قال محللون، إن العلاقة بين حماس والحوثيين، كانت تنمو بشكل مطرد لبعض الوقت، وقالت المحللة الأمنية إيرينا تسوكرمان لصحيفة ذا ناشيونال، إن "قادة حماس أشادوا علانية بالحوثيين، لدعمهم لهم خلال الصراع الأخير بين حماس وإسرائيل".

وأضافت: يُظهر حفل التكريم، بين ممثل حماس والحوثيين في صنعاء، اندماجًا متزايدًا لوكلاء إيران وشركائها في المنطقة، الذين يشكلون معاً، شبكة متكاملة قادرة على تنسيق العمليات، وتبادل أفضل الممارسات والاستخبارات، ودعم عمليات بعضهم، حسب الحاجة.

وقالت تسوكرمان: "حماس أكثر من شريك، وأقل من وكيل في الوقت الحالي، لكنها رحبت بزيادة تمويل إيران لعملياتها، وكانت منفتحة بشكل متزايد بشأن العلاقات بينهما"، وتابعت: إن الحوثيين بدأوا كحليف لإيران في اليمن، لكن بمرور الوقت، أصبحوا يتبعون بشكل متزايد، أوامر طهران، ومخلصين أيديولوجياً لروحها وأجندتها.

بينما قال المحلل الإيراني جيسون برودسكي، إن الحوثيين طلبوا من حماس مشورة لوجستية، وعرضوا تنسيق الهجمات على إسرائيل.

وبعد الغضب اليمني والعربي، أصدرت حماس بياناً، تنكَّرت فيه لفِعلة "أبو شمالة" وأشادت بالشعب اليمني على دعمه لفلسطين، وادَّعت أن أي بيان أو سلوك، يُنظر إليه على أنه تحيُّـز لأي طرف في اليمن، كان تصرُّفاً شخصيًا، ولا يمثِّل موقف حماس".