حرب السجق.. معركة البريكست الجديدة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي
حرب السجق أو النقانق، تأتي بعد معركة بريكست، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أزمة كبيرة بين الجانبين، لم تنته بعد، فقد حذر مراقبون للشأن الأوروبي الطرفين من غياهب حرب تجارية تلوح في الأفق

ترجمات - السياق
"حرب السجق" أو "حرب النقانق"، هكذا يُطلق على الخلاف الأوروبي البريطاني الدائر حاليًا، بسبب القواعد التي تحكم دخول اللحوم المبرَّدة بين الجانبين.
وحذَّرت صحيفة الإندبندنت، من أن يؤدي الأمر في النهاية، إلى فوضى غير مسؤولة.
لم تنقطع الشكوك لدى بريطانيا، في نوايا الاتحاد الأوروبي، لوجود سلسلة من الخلافات المتعلِّقة بالغذاء، بدءًا من الموز إلى اللوائح الخاصة بالنكهة... حتى وصل الأمر الآن، إلى منتجات السجق.
ما يزيد تفاقم الأزمة، أنها تأتي قبل الموعد النهائي الذي يلوح في الأفق، المسمى بـ "فترة السماح" في اتفاقية مؤقَّتة، سمحت لمحلات البقالة في إيرلندا الشمالية، بمواصلة استيراد اللحوم المبرَّدة، بما فيها السجق، التي تُعَدُّ من الوجبات الرئيسة عند الشعب الإيرلندي، بينما يسعى الطرفان في لندن وبروكسل، إلى إيجاد حل قبل 30 يونيو الجاري، عندما يدخل قرار الحظر على اللحوم المبرَّدة، بما في ذلك النقانق واللحم المفروم، حيز التنفيذ.
حرب تجارية
حرب السجق أو النقانق، تأتي بعد معركة (بريكست)، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والأزمة الكبيرة بين الجانبين، لم تنته، فقد حذَّر مراقبون للشأن الأوروبي، الطرفين من غياهب حرب تجارية تلوح في الأفق، إذ يتهم الاتحاد الأوروبي، رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، بمحاولة تجاوز اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في ما يتعلق بنزاع تجارى على استيراد النقانق واللحوم المبرَّدة، بينما تقول لندن، إنها تسعى من جانب واحد، إلى تمديد فترات السماح بموجب البروتوكول، الذى يمنح الشركات في إيرلندا الشمالية الوقت، للتكيُّف مع القواعد الجديدة، بما في ذلك استيراد اللحوم المبرَّدة، مثل النقانق واللحم المفروم من بريطانيا.
فترة السماح هذه، ستنتهي مع نهاية يونيو الجاري، وذلك يفاقم الأزمة، لكن صحيفة الإندبندنت، قالت إن جونسون يفكِّر بجدية في تمديدها، لعدم وجود تقدُّم في ما يتعلَّق بالاتفاقيات الجديدة، التي من المفترض إبرامها بشأن نحو 30 قضية، تتعلَّق بفحوص الحيوانات والسلع والأدوية.
الأزمة تتلخَّص في أن الاتحاد الأوروبي، يضع قواعد خاصة لدخول الأغذية إلى الدول الأعضاء، التي يفترض أن تكون مجمَّدة، لكن بموجب القانون البريطاني، يجوز تصدير اللحوم الطازجة إلى إيرلندا، التي تُـعَـدُّ جزءًا من بريطانيا العظمى، وهو ما يعارض قواعد الاتحاد الأوروبي، وتصر أوروبا على اتباع قواعدها، بينما ترى لندن أن علاقاتها التاريخية بإيرلندا، تمنحها الحق في عدم الالتزام بتلك القواعد.
وأوضح نائب رئيس المفوضية الأوروبية، ماروس سيفكوفيتش، أن بروكسل ستتصرَّف "بسرعة وحزم" إذا حاولت المملكة المتحدة، التراجع عن الاتفاقات المبرمة، بموجب اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
وأثار سيفكوفيتش، احتمال نشوب حرب تجارية، إذ يفرض الاتحاد الأوروبي تعريفات وحصصاً على الصادرات البريطانية، إذا فشلت المملكة المتحدة في الوفاء بأي من التزاماتها الدولية، المنصوص عليها في البروتوكول.
غضب بريطاني
ما سُمي "التعنت الأوروبي" قوبل بغضب شديد من المسؤولين في بريطانيا، ووصف وزير البيئة البريطاني جورج يوستيس، الخلاف مع الاتحاد الأوروبي بـ"المجنون"، زاعمًا أنه ليس لديه أي فكرة، عن سبب فرض الاتحاد الأوروبي قواعد خاصة، على حركة اللحوم المبرَّدة.
وقال يوستيس: "أظن أن ذلك يرتبط بنوع من التصور، بأنهم لا يستطيعون الوثوق بأي بلد، آخر غير دول الاتحاد الأوروبي، لصُنع النقانق".
من جانبه، قال وزير الإسكان البريطاني روبرت جينريك: "إن المملكة المتحدة كانت تطلب فقط من الاتحاد الأوروبي، إظهار بعض الحس السليم، بشأن بعض ترتيبات البروتوكول، والسماح بانتقال النقانق البريطانية إلى إيرلندا الشمالية"، مضيفًا: "آمل أن نتمكَّن من حل ذلك، لأن هناك أيضًا أشياء أكثر أهمية من النقانق على المحك، كالأدوية على سبيل المثال".
صعوبة انفراجة قريبة
وتقول "الإندبندنت"، إنه رغم عدم وجود أي مؤشر على انفراجة قريبة، بشأن أزمة صادرات اللحوم المبرَّدة، فإن التقارير تشير إلى أن الجانبين مستعدان للموافقة على بعض التغييرات في البروتوكول، ما قد يعني التخفيف في البروتوكولات المتعلِّقة بالأدوية والثروة الحيوانية، لتجنُّب الأزمة.
ويصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي، على أنهم يريدون الذهاب إلى أبعد من ذلك. فقد شجعت بروكسل المملكة المتحدة، على الموافقة على صفقة "أغذية زراعية" على الطريقة السويسرية، التي من شأنها أن تلغي ما يقرب من 80 في المئة من عمليات التفتيش على البضائع، لكن حكومة لندن رفضت العرض، خوفًا من أن تؤدي أي اتفاقية، تربط المملكة المتحدة بمعايير الاتحاد الأوروبي، إلى الإضرار بفرص التوصُّل إلى صفقة تجارة حرة شاملة، مع الولايات المتحدة.