تقرير مصوَّر... مصر تدخل غينيس بمشاريع البنية التحتية

قالت وزارة النقل، في التقرير عن ملف الطرق الذي بدأ العمل به خلال الفترة من يونيو 2014 حتى يونيو 2021، إنها نفَّذت شبكة طرق جديدة، تنوَّعت بين الجسور والأنفاق والمحاور النيلية، فضلاً عن إطلاق مشروع قومي، لرصف الطرق المحلية في المحافظات، بدأ بـ 12 محافظة.

تقرير مصوَّر... مصر تدخل غينيس بمشاريع البنية التحتية

السياق

توافرت الإرادة السياسية، لحسم ملف ظل حبيس الأدراج سنوات، فأعادت رسم خارطة القطر المصري، بشبكة طرق حديثة، ساهمت في ربط أجزاء هذا البلد.

ورغم الظروف، التي تسبَّبت فيها جائحة كورونا، فإن القائمين على هذا المشروع الضخم، تمكنوا في غضون سبع سنوات، من تنفيذ مشاريع بنية تحتية بطول 5 آلاف كم، بنحو 127 مليار جنيه مصري، بحسب تقرير لوزارة النقل المصرية، اطلعت «منصة السياق الإعلامية» على نسخة منه.

وقالت وزارة النقل، في التقرير عن ملف الطرق الذي بدأ العمل به خلال الفترة من يونيو 2014 حتى يونيو 2021، إنها نفَّذت شبكة طرق جديدة، تنوَّعت بين الجسور والأنفاق والمحاور النيلية، فضلاً عن إطلاق مشروع قومي، لرصف الطرق المحلية في المحافظات، بدأ بـ 12 محافظة.

وأشارت الوزارة، إلى المشروعات التي أنجزتها، وكان لها دور في تسهيل حركة المرور، مثل طريق شبرا – بنها الحر، الذي يمتد 40 كم بـ 3.5 مليار جنيه مصري، وطريق الجلالة 82 كم بـ 4.5 مليار جنيه.

طريق شبرا – بنها الحر

يمتد الطريق 40 كم، بعرض 41 مترًا، ويضم 4 مسارات، يهدف إلى تيسير الحركة المرورية، وتخفيف حدة الاختناقات، وشارك في تدشينه نحو 33 ألف عامل ومهندس وفني مصري.

 وأشرفت على تنفيذه 5 شركات، بينما يبلغ حجم المرور اليومي نحو 60 ألف مركبة، يبلغ متوسط زمن الرحلة عليه 25 دقيقة، أي يوفِّر 65 دقيقة للرحلة الواحدة، مقارنة بالطرق القديمة. 

طريق الجلالة

أنشأته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، خلال عامين، بعد حفر سلسلة من الجبال والصخور، باستخدام آلات ومعدات ضخمة.

يمتد الطريق مسافة 82 كيلو متراً، وصمِّم ليكون باتجاهين ومسارات لكل اتجاه، ويبدأ الطريق التصاعد حتى قمة الهضبة بارتفاع 770 متراً، إضافة إلى عدد من الوصلات مع الطريق الساحلي.

وبحسب تقرير رسمي، فإن الطريق أنشئ بدرجة ميل 4% لكي تكون السرعة المحدَّدة عليه 120 كم في الساعة، إضافة إلى سدود توجيه وإعاقة ومخرجات سيول على جانبي الطريق، لنقل مياه السيل الزائدة من اتجاه الجبل إلى البحر.

الطريق الدائري الأوسطي

تربط المرحلة الأولى منه طريقي السويس حتى العين السخنة شمالي البلاد، ويتكون من 8 مسارات مرورية بكل اتجاه، بطول 22 كم وعرض متغير يتراوح بين 45 و55 م، بـ 624 مليون جنيه.

ويهدف الطريق إلى تخفيف الكثافات المرورية عن الطريق الدائري الحالي حول القاهرة الكبرى، وربط "طريق القاهرة / العين السخنة" مع "طريق القاهرة / السويس"، إضافة إلى خدمة المدن الجديدة (القاهرة الجديدة، الرحاب، الشروق، مدينتي، وغيرها من المدن)، بحسب موقع رئاسة الجمهورية المصرية.

ويتم إنشاء الطريق، طبقًا لمواصفات الطرق الحرة، ما يسهم في خفض زمن الرحلات، وتقليل نسبة الحوادث، وزيادة التنمية بالمناطق المحيطة.

كانت هذه بعض الطرق، التي أنشأتها السُّلطات المصرية في فترة وجيزة، إلا أن الأمر لم يقتصر على الإنشاء، بل تخطاه إلى تطوير الطرق الحالية، التي تربط بين المحافظات، والداخلية التي تربط المحافظة ببعضها.

فبحسب تقرير وزارة النقل، اطلعت "منصة السياق الإعلامية" على نسخة منه، انتهت السلطات من تطوير طريق الصعيد الصحراوي الغربي، فى المسافة من القاهرة حتى المنيا، بطول 230كم بـ 7 مليارات جنيه.

كما انتهت من تطوير طريق الصعيد – البحر الأحمر ( سوهاج – سفاجا ) الممتد 180 كيلومتر بمليار جنيه، وتطوير طريق وادي النطرون – العلمين بطول 135 كم وتكلفة 192 مليون جنيه، وتطوير طريق النفق – شرم الشيخ بطول 350 كم وتكلفة 3.2 مليار جنيه، وتطوير الطريق من نفق الشهيد أحمد حمدي إلى الكم 109 طريق السويس بطول 24 كم وتكلفة 870 مليون جنيه.

وأشار البيان الرسمي، إلى أن السُّلطات المصرية تعمل حاليًا على مشروعات طرق أخرى، بإجمالي أطوال 1400 كم بـ 38 مليار جنيه.

الكبارى العلوية والأنفاق

نجحت السلطات المصرية، في تنفيذ 857 جسراً ونفقًا بـ 120 مليار جنيه، أهمها (جسر دكرنس – جسر سندوب –5 جسور على طريق بنها / المنصورة) وجسر تقاطع طريق الصعيد الصحراوي الغربي، بينما تعمل على تنفيذ 143 جسراً ونفقًا بـ 20 مليار جنيه، بحسب تقرير لوزارة النقل.

شق الطرق، لم يقتصر على الجبال والأراضي الممهَّدة، بل تخطاه إلى عبور المياه، فنفَّذت السلطات المصرية محاور على النيل، دخل أحدها موسوعة غينيس، لأعرض الطرق المعلقة عالميًا.

محور روض الفرج

يُعَـدُّ جسر روض الفرج المعلَّق، أضخم كوبرى معلَّق فى العالم، نفَّذته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وشركة المقاولون العرب، ويمثِّل نقل نوعية في خريطة الطرق بالقاهرة الكبرى.

وبلغت تكلفة الجسر العملاق 6 مليارات جنيه، واستغرق تنفيذه 1277 يومًا، بينما افتتحه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أواخر 2019، وتهدف المرحلة الأولى منه إلى فك التكدُّسات المرورية من وسط القاهرة.

ويشتمل الجسر على محور عرضي، يربط شمالي وشرقي القاهرة بطريق الإسكندرية الصحراوي عند الكيلو 39، ويبلغ طول المحور 600 كيلو متر، وعرضه يصل إلى 64.5 متر، و88 متراً في منطقة الربط بشبرا، بحسب بيان نشرته الشركة المنفِّذة للمشروع، عبر موقعها الإلكتروني.

ويتكوَّن المحور من اتجاهين و6 حارات مرورية بكل اتجاه،  كما يشمل 31 مطلعاً ومنزلاً، ويُعَـدُّ أكبر جسر ملجم على مستوى العالم، من حيث الاتساع، سجل رسميًا في موسوعة غينيس.

كما نفَّذت السُّلطات المصرية 11 محورًا على النيل، إذ تكلَّف جسر روض الفرج 14 مليار جنيه، بينما تعمل على تنفيذ 11 محورًا، بـ 20 مليار جنيه.

الطرق المحلية

بعد تصديق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على إطلاق المشروع القومي لرصف الطرق المحلية داخل المحافظات، انطلقت أخرى على طريق تخفيف المعاناة عن المصريين، بحسب بيان لوزارة النقل المصرية، أكدت خلاله أن العمل في المرحلة الأولى من المشروع داخل 12 محافظة، بإجمالي 207 مشروعات بملياري جنيه، كما أشارت إلى إطلاق المرحلة الثانية للمشروع القومي داخل 3 محافظات بـ 5.3 مليار جنيه.

المعدات الحديثة

شهد رصف الطرق، توسعاً في استخدام التقنيات الحديثة لإعادة تدوير الأسفلت (FDR-CIR) الصديقة للبيئة، التي تعتمد على تدوير ناتج إزالة وكشط الأسفلت القديم، في أعمال صيانة الطرق، بحسب بيان وزارة النقل.

وأكَّدت الحكومة المصرية، أنها تعاقدت على توريد مجموعة كبيرة من المعدات الحديثة، لصالح الشركة المصرية للصيانة الذاتية التابعة لوزارة النقل بـ 339 مليون جنيه.

النقل الذكي ITS

نفَّذت السلطات المصرية طرقها الجديده، بمنظومة النقل الذكي، بهدف رفع مستويات الأمان على شبكة الطرق والحد من الحوادث.

المشروع الذي أسند إلى تحالف مصري عالمي، استخدمت فيه أحدث أساليب تكنولوجيا المعلومات في إدارة منظومة النقل، من أجهزة البوابات الإلكترونية والحساسات والموازين والكاميرات والرادارات، بحسب البيان الحكومي.

وقال الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، في تصريحات صحفية، إن مصر بدأت بمشروعات النقل والطرق، لربط مفاصل الدولة ببعضها، وعمل تنمية شاملة في المدن الجديدة، وإعادة توزيع خارطة السكان، والعمل على استصلاح الأراضي.

وكشف الخبير في الطرق، أن التنمية المستدامة، تدعم توفير فرص عمل، وتقلِّل البطالة، وتفتح مجال الاستثمار الداخلي والخارجي، كما سجَّل هذا الإنجاز ترتيباً متقدمًا في مؤشر الطرق، لتقفز مصر من المرتبة 118 عالميًا إلى المرتبة 28، بحسب تقرير دولي نشر في أغسطس 2020.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالسلامة على الطرق جان تود، أشاد في تصريحات، على هامش المؤتمر الوزاري العالمي الثالث للسلامة على الطرق في ستوكهولم بالسويد، بالعمل الذي قامت به مصر في مجال السلامة على الطرق، وسط التحدي الكبير الذي تواجهه، بتزايُد عدد السكان.