الإمارات عضو غير دائم بمجلس الأمن... وتأمين السلام رسالتها للعالم وسط تحديات عدة

السياق

تحت شعار «أقوى باتحادنا»، حازت دولة الإمارات العربية المتحدة، الجمعة، ثقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتصبح عضوًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، للمرة الثانية في تاريخها.

وعقدت الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جلسة اقتراع سري، لانتخاب 5 أعضاء جدد، غير دائمين، في مجلس الأمن، من يناير 2022 إلى ديسمبر 2023.

الجلسة السرية، قال عنها رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، في تغريدات نشرها الموقع الرسمي للأمم المتحدة، إنها بعد حصولها على ثلثي الأصوات المطلوبة، تم انتخاب ألبانيا والبرازيل والغابون وغانا والإمارات العربية المتحدة، أعضاء في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين، اعتبارا من 1 يناير 2022.

وحصلت الإمارات على 179 صوتًا في اقتراع الجمعة، فيما حازت غانا 185 صوتا، والبرازيل 181 صوتا، وألبانيا 175 صوتا، والغابون 183 صوتا، بحسب سلسلة تغريدات لبعثة الإمارات في الأمم المتحدة، عبر صفحتها الرسمية في «تويتر». 

العمل متعدِّد الأطراف

وقالت بعثة الإمارات في الأمم المتحدة، إن الإمارات تتشرَّف بانتخابها لمقعد غير دائم في مجلس الأمن من 2022 إلى 2023، مشيرة إلى أنه، رغم اختلاف عالمنا اليوم، عما كان عليه قبل 30 عاماً، عندما كانت الإمارات عضوًا في مجلس الأمن، فإننا مازلنا نؤمن بوضع العمل المتعدِّد الأطراف، في صلب جهودنا.

ومن المقرَّر أن تبدأ فترة الأعضاء الخمسة الجدد، في الأول من يناير، بديلا لخمس دول تنتهي عضويتها في 31 ديسمبر المقبل، هي: إستونيا والنيجر وسانت فنسنت وجزر غرينادين وتونس وفيتنام.

ومن المقرَّر –وفقاً لنتائج التصويت- أن تخرج إستونيا والنيجر وتونس وفيتنام وسانت فنسنت وجزر جرينادين من المجلس، نهاية ديسمبر المقبل.

 التسوية السلمية

ويتولى مجلس الأمن زمام المبادرة، في تحديد وجود تهديد للسلم أو عمل عدواني، ويدعو أطراف النزاع إلى تسويته بالوسائل السِّلمية، ويوصي بأساليب التسوية أو شروط التسوية، بحسب تقرير لمجلس الأمن عبر موقعه الإلكتروني، أكَّد فيه أنه قد يلجأ إلى فرض عقوبات، أو حتى التصريح باستخدام القوة، للحفاظ على السِّلم والأمن الدوليين أو استعادتهما.

دبلوماسية نشطة

وقال نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن من 2022 إلى 2023، يعكس دبلوماسيتها  النشطة، وموقعها الدولي،  ونموذجها التنموي المتميز.

وتوجَّه حاكم دبي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، بكل الشكر لفريق الدبلوماسية الإماراتي، بقيادة الشيخ عبدالله بن زايد، معبِّــرًا عن تطلُّع بلاده لفترة عضوية فاعلة وإيجابية ونشطة، في مجلس الأمن الدولي.

ثقة العالم

من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إن انتخاب دولة الإمارات اليوم لعضوية مجلس الأمن الدولي، من 2022 إلى 2023، يجسِّد ثقة العالم في السياسة الإماراتية، وكفاءة منظومتها الدبلوماسية وفاعليتها.

وأكَّد ولي عهد أبوظبي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، أنه انطلاقاً من المبادئ والقيم، التي تأسست عليها الإمارات، ستواصل مسؤوليتها من أجل ترسيخ السلام والتعاون والتنمية، على الساحة الدولية. 

تأمين السلام

من جانبه قال شخبوط بن نهيان، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، إن دولة الإمارات التي انتُخبت في مجلس الأمن، للمرة الثانية في تاريخها، ستعمل على تعزيز الشمولية، والتحفيز على الابتكار وبناء القدرة على الصمود، وتأمين السلام، خلال فترة عضويتها.

رئيس اللجنة الوطنية الإماراتية لحقوق الإنسان، أنور قرقاش، أكَّد أن فوز الإمارات بعضوية مجلس الأمن الدولي، يأتي في فترة حافلة بالتحديات.

وأوضح المسؤول الإماراتي، في تغريدة، عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، أن الدبلوماسية الإماراتية عادت إلى عضوية المجلس، بعد 35 عاماً من تجربة أولى ثرية.

وأشار إلى أن الإمارات، تنضم إلى المجلس بتطلعات كبيرة، ورؤية ملهمة شعارها #أقوى_باتحادنا، وهدفنا بناء الجسور وتعزيز التعاون والسلام.

تاريخ الإمارات أمميًا

انضمت الإمارات، إلى منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها في ديسمبر1971، وسبق لها أن كانت عضوًا غير دائم في مجلس الأمن في الفترة بين 1986 و1987.

إلا أنها أعلنت في سبتمبر 2020، نيتها الترشُّح للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة للفترة بين 2022 و2023.

وحصلت على تأييد جامعة الدول العربية عام 2012، ومجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، في يونيو 2020. 

15 عضوًا

ويتألف مجلس الأمن الدولي من 15 عضواً، خمس دول دائمة العضوية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) و10 دول غير دائمة العضوية، يجدَّد نِصفها كل سنة، لتتولى مهامها، بعد ستة أشهر من التصويت.

وكانت مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، أكدت في تصريحات لوكالة الأنباء الإماراتية، أن بلادها تؤمن بأن لديها الكثير لتقدِّمه إلى مجلس الأمن، وإلى النظام المتعدِّد الأطراف.

وقالت نسيبة، إن «الإمارات دولة ديناميكية في المنطقة، تتطلَّع إلى المستقبل، وتسعى لبناء جسور مع المجتمع الدولي، كما تقوم بدور قيادي في مجال العمل الإنساني، وتُـعَـدُّ مركزاً عالمياً للاقتصاد والتجارة والابتكار». 

تهنئة عربية

من جانبه، هنأ عادل بن عبدالرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، دولة الإمارات، مؤكِّدًا أن هذه الخطوة تُـعَـدُّ تتويجاً لإنجازاتها.

وأشار رئيس البرلمان العربي، في بيان اطلعت «منصة السياق الإعلامية» على نسخة منه، إلى ما تبذله الإمارات، من مساعٍ مستمرة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة، ودفاعها المتواصل عن القضايا العربية وحقوق شعوبها، في إطار نهجها الراسخ وخطاها ومبادئها، التي تأسست عليها جهودها، في صون السِّلم والأمن الدوليين، فضلاً عن تاريخ الإمارات، الحافل بالدفاع عن القضايا المحورية، التي تهم المنطقة العربية، وصِدق سياستها الخارجية، إزاء قضايا الأمتين العربية والإسلامية. 

تحديات مهمة

وأعرب رئيس البرلمان العربي، عن ثقته بقدرة الإمارات، على مواجهة تحديات المنطقة، في الوقت الحاضر.

وزارة الخارجية الكويتية رحبت من جانبها، بانتخاب المجتمع الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، معربة عن خالص التهاني للبلد الخليجي، قيادة وحكومة وشعباً، وتمنياتها بالتوفيق والسداد، خلال فترة العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، بما يحفظ ويعزِّز الأمن والسِّلم الدوليين.

وقالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «كونا»، إن اختيار المجتمع الدولي يعكس الدور البارز الذي تقوم به الإمارات، على المستويين الإقليمي والدولي، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. 

إنجاز تاريخي

بدورها هنأت مملكة البحرين، الإمارات، معربة عن اعتزازها قيادة وشعباً، بهذا الإنجاز الدبلوماسي، الذي وصفته بـ«التاريخي» الذي يعكس المساعي الحثيثة، التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز الجهود الرامية لإحلال الأمن والسِّلم في العالم.

وأكَّدت وزارة الخارجية، دعم بلادها لدولة الإمارات في عملها كعضو في مجلس الأمن الدولي، مشيدة بالدور البارز الذي تضطلع به في تعزيز الاستقرار والأمن والسِّلم الدولي،  ومساهماتها الدائمة في دعم البرامج الإنسانية والتنموية، في العديد من الدول.

 تواصُل بنّاء

البعثة العراقية الدائمة في الأمم المتحدة، هنأت بدورها الإمارات، واصفة في سلسلة تغريدات، عبر حسابها الرسمي في «تويتر»، فوز الإمارات بـ«الكبير والمهم».

وقالت البعثة، إن الإمارات ستكون العضو العربي في المجلس، مشيرة إلى أن العراق يتطلَّع إلى استمرار التواصُل البنّاء بين البلدين الشقيقين، في مختلف المجالات، وعلى كل المستويات.

الولايات المتحدة الأمريكية، هنأت بدورها الإمارات، مؤكِّدة تطلُّع واشنطن، إلى العمل مع الإمارات بشأن القضايا الأكثر إلحاحاً للسِّلم والأمن الدوليين.