الملف السوري... على طاولة حوار بايدن وبوتين

في حال حقق الزعيمان تقدُّماً بشأن توصيل المساعدات الإنسانية، إلى هؤلاء السوريين، عندما يلتقيان للمرة الأولى، في جنيف، فإن ذلك علامة إيجابية على التعاون بين البلدين، كما أنه سيلبي تطلعات الملايين الذين يعانون في البلاد، لكن في حال أصر بوتين على تجويع الشعب السوري، فإنه يتعيَّن على بايدن التدخل لمساعدتهم.

الملف السوري... على طاولة حوار بايدن وبوتين
جو بايدن - فلاديمير بوتين

ترجمات-السياق

رأى الكاتب الأمريكي، جاش روجن، أن القمة المقرَّر عقدها الأسبوع المقبل، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ستكون "لحظة حاسمة" بالنسبة للسوريين.

وقال روجن، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية، إنه في حال حقق الزعيمان تقدُّماً بشأن توصيل المساعدات الإنسانية، إلى هؤلاء السوريين، عندما يلتقيان للمرة الأولى،  في جنيف، فإن ذلك علامة إيجابية على التعاون بين البلدين، كما أنه سيلبي تطلعات الملايين الذين يعانون في البلاد، لكن في حال أصر بوتين على تجويع الشعب السوري، فإنه يتعيَّن على بايدن التدخل لمساعدتهم.

وأشار روجن، إلى وجود أكثر من 3 ملايين سوري، معظمهم من النازحين الداخليين، في محافظة إدلب السورية، قائلاً إن هؤلاء باتوا جائعين ويائسين، بعدما نزحوا عن بيوتهم، في محاولة لتفادي القنابل.

وأضاف روجن، أن تهديد موسكو الآن، بقطع آخر مسار لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود، الذي يوفِّر الغذاء والدواء الضروريين، أمر مؤسف ومخزٍ، لافتاً إلى أنه في حال لم توافق روسيا، على تفعيل قرار مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، وفتح طريق المساعدات عبر تركيا، بحلول 10 يوليو المقبل، فإن جماعات الإغاثة تحذِّر من مواجهة ملايين اليائسين بالفِعل لمصير مروِّع.

ونقل روجن، عن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرنفيلد، قولها خلال زيارتها لتركيا، الأسبوع الماضي: "إن عواقب إغلاق المعبر الحدودي الإنساني الأخير إلى سوريا لا تُحصى، حيث أخبرتني المنظمات غير الحكومية الدولية واللاجؤون أنفسهم، بأنهم سيموتون إذا لم يُفتح هذا المعبر الحدودي".

كما نقل الكاتب، عن العديد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، الذين لم يذكر أسماءهم، قولهم له إن قضية المعابر الحدودية في سوريا، ستكون ضمن أجندة القمة المرتقبة بين بايدن وبوتين، وأن الإدارة تتواصل بالفِعل بشأن الأمر، مع الحكومة الروسية على مستويات مختلفة، كما مارس وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، ضغوطاً على نظيره الروسي، سيرجي لافروف، في هذه القضية، خلال اجتماعهما في مايو الماضي.

وتابع: "رغم اكتظاظ أجندة فريق بايدن، الخاصة باجتماعه مع بوتين في سويسرا، فإن الجزء الخاص بسوريا من الاجتماع، سيمثِّل اختباراً رئيساً لكلا الجانبين".

وتساءل روجن: هل يستعد بوتين لعقد صفقة، يمكن أن تشكِّـل أساساً لمزيد من التعاون بشأن سوريا؟ وهل يستعد بايدن لجعل هذه القضية أولوية، ويمارس الضغط على موسكو لفِعل ما هو صحيح؟".

ورأى روجن، أن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع موسكو، في قضية المساعدات السورية، لن يكشف فقط عن موقف بوتين، لكنه سيكشف أيضاً مدى التزام إدارة بايدن، بوضع حقوق الإنسان والديمقراطية كأولوية، في سياستها الخارجية.

ولفت الكاتب، إلى أن المسؤولين الأمريكيين رأوا، في الكواليس، أن روسيا ترغب في رفع العقوبات الأمريكية عنها، مقابل إعادة فتح طرق المساعدات، وهو ما سيكون مكافأة للرئيس الروسي، على عدم تجويع المدنيين، واصفاً الأمر بأنه "بشع".

ويقول: "في حال رفض بوتين مطالب بايدن، ولم يوافق على توصيل المساعدات الإنسانية، حينها ستواجه واشنطن وشركاؤها، بما في ذلك أنقرة، تحديات هائلة، تتمثَّل في العمل خارج نظام الأمم المتحدة، لإيصال المساعدات إلى دمشق، الأمر الذي يتعيَّن على الولايات المتحدة الاستعداد له، من الآن".

وأكد روجن، أن تصرفات الرئيس الأمريكي، بشأن سوريا في جنيف، ستكون اختباراً حاسماً لكيفية تعامل الولايات المتحدة مع التوسُّع الروسي والصيني في المنطقة، قائلاً: صحيح أن تركيز الدبلوماسية الأمريكية على دمشق، يبدو وكأنه إلهاء لفريق بايدن، في الوقت الذي يسعى فيه إلى تحويل الأموال والموارد، بعيداً عن الشرق الأوسط، نحو منافسة القوى العظمى مع موسكو وبكين، لكن هذه المنافسة تحدث في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط.

واختتم الكاتب مقاله: "لا تستطيع إدارة بايدن تجاهل هذه المنطقة، كما لا يمكن لواشنطن تجاهل ملايين الأبرياء، الذين يتضوَّرون جوعاً في سوريا، ففريق بايدن يقول أشياء صحيحة، لكن الأفعال دائماً ما يكون صوتها أعلى من الأقوال".