صكوك أرامكو بالدولار... والطلبات تضاعفت 10 مرات
شركة النفط السعودية، التي عادت إلى أسواق الدين العالمية، بأول إصداراتها من الصكوك المقوَّمة بالدولار الأمريكي، جمعت 6 مليارات دولار أخرى، لتساعدها في تمويل توزيعات نقدية ضخمة.

السياق
أيام قليلة وينتهي الموعد الرسمي، الذي أعلنته شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، لغلق باب طرح الصكوك الدولية بالدولار.
وكانت "أرامكو"، فتحت في 7 يونيو الجاري، باب طرح صكوك دولية بالدولار لمدة 10 أيام، تنتهي في 17 من الشهر نفسه، بحسب بيان صادر عن الشركة اطلعت «منصة السياق الإعلامية» على نسخة منه.
إلا أن أكبر شركة للطاقة في العالم، أعلنت قبل يومين، بيع سندات بستة مليارات دولار، في أول بيع سندات إسلامية مقوَّمة بالدولار.
6 مليارات دولار
وقالت وكالة رويترز، في نسختها الإنجليزية، إن شركة النفط السعودية، التي عادت إلى أسواق الدين العالمية، بأول إصداراتها من الصكوك المقوَّمة بالدولار الأمريكي، جمعت 6 مليارات دولار أخرى، لتساعدها في تمويل توزيعات نقدية ضخمة.
وكشفت وثيقة صادرة عن أحد البنوك المرتِّبة للعملية، نشرت «رويترز»، مقتطفات منها، أن إصدار الدين، الذي سيساعد في تمويل التزام الشركة بتوزيعات قدرها 75 مليار دولار، سيذهب في معظمه للحكومة، ويتألف من شرائح لأجل ثلاث وخمس وعشر سنوات.
صكوك مستحقة
وباعت الشركة الصكوك المستحقة في باقة من الشرائح (ثلاث وخمس وعشر سنوات)، بينما سيحقِّق الجزء الأطول 120 نقطة أساس فوق سندات الخزانة، وقال مطلعون على الصفقة، إن دفاتر الطلبات للبيع تجاوزت 60 مليار دولار.
وتفصيلاً، باعت "أرامكو" سندات بمليار دولار في شريحة السنوات الثلاث، عند 65 نقطة أساس، فوق سندات الخزانة الأمريكية، وبمليارين في شريحة السنوات الخمس، عند 85 نقطة أساس، فوق سندات الخزانة الأمريكية، وبثلاثة مليارات دولار في شريحة السنوات العشر، عند 120 نقطة أساس، فوق سندات الخزانة الأمريكية.
وبحسب بيان صادر عن "أرامكو"، اطلعت منصة السياق الإعلامية على نسخة منه، فإن الشركة تجمع الأموال، للمساعدة في تمويل خُططها لدفع 75 مليار دولار من الأرباح، وهو التزام تفرضه "أرامكو" على نفسها.
اضطرت أرامكو إلى خفض الإنفاق والوظائف، وبيع الأصول غير الأساسية، مع انتشار فيروس كورونا، وعمليات الإغلاق الواسعة النطاق، التي حدَّت من الطلب على النفط، العام الماضي.
آلية الطرح
كشف بيان لشركة أرامكو، اطلعت «منصة السياق الإعلامية» على نسخة منه، آلية طرح الصكوك، التي تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية بالدولار الأمريكي.
وقالت الشركة في بيانها، إن عملية طرح الصكوك، ستكون مباشرة ذات أولوية وغير مضمونة، ومن دون حق الرجوع على الأصول، وأكد البيان، أن الفئة المستهدفة منها، هي المستثمرون والمؤهلون، في الدول التي سيتم فيها الطرح، وفقاً للأنظمة واللوائح المعمول بها.
الحد الأدنى للاكتتاب، الذي ينتهي في 17 يونيو الجاري، هو 200 ألف دولار، على أن يتم تحديد قيمة الإصدار، وسعر الطرح والقيمة الاسمية للصك ومدة الاستحقاق وقيمة العائد، حسب ظروف السوق.
وأكدت "أرامكو" أنه سيتم استخدام عائدات الصكوك للأغراض العامة، أو لأي غرض آخر محدَّد في الشروط النهائية لسلسلة من الصكوك.
خيار الاسترداد
ستقوم "أرامكو" بالاسترداد عند تاريخ الاستحقاق، مع إمكانية الاسترداد المبكِّر، بعد وقوع حدث تصفية، أو تقوم الشركة بالتصفية المبكرة، حال وقوع حدث ضريبي، أو التصفية التنظيمية، أو تصفية في حال "وقوع هلاك كلي".
وفي الحالات السابقة، سيكون خيار الاسترداد متاحًا لحملة الصكوك، حال وقوع حدث لبيع أصل ملموس، بحسب بيان الشركة، الذي أكَّد أن خيار التصفية، سيكون متاحاً لحملة الصكوك، في حال وقوع حدث تنتج عنه أحقية البيع لحملة الصكوك.
وفي رسالة طمأنة للمستثمرين، أكَّدت "أرمكو"، أن الطرح يخضع لموافقة الجهات الرسمية، وسيتم بموجب أحكام القاعدة 144-أ و(اللائحة إس) من قانون الأوراق المالية الصادر في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 1933، حسب تعديلاته.
المؤسسات المسؤولة
سيتم تقديم طلب، لقبول الصكوك في القائمة الرسمية لهيئة السلوك المالي البريطانية وسوق الأوراق المالية بلندن.
بينما عيَّنت أرامكو مؤسسات مالية عدة، مسؤولة عن إدارة هذا الإصدار.
والمؤسسات التي عينتها أرامكو هي: الأهلي المالية، وإس إم بي سي نيككو، والإنماء للاستثمار وجي بي مورجان ومورجان ستانلي، والراجحي المالية، وإس إم بي سي نيككو، ورياض المالية، وستاندرد تشارتر وبي إن بي باريبا، وبنك أبوظبي الأول، وسيتي وجولدمان ساكس وإتش إس بي سي.
وكانت أرامكو، أعلنت الشهر الماضي، نتائجها المالية عن الربع الأول من عام 2021، التي كشفت عن تحقيق زيادة بـ 30% على أساس سنوي، في صافي الدخل الذي بلغ 81.4 مليار ريال سعودي (21.7 مليار دولار أمريكي).
18 مليار دولار أرباح
كما ستوزِّع الشركة أرباحًا بـ 70.3 مليار ريال سعودي (18.8 مليار دولار أمريكي) ستدفعها خلال الربع الثاني من هذا العام، عازية هذه النتائج، إلى ارتفاع أسعار النفط، وتحسُّن البيئة الاقتصادية في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021.
من جانبه، قال رئيس "أرامكو" السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للشركة السعودية، إن نتائج الربع الأول من عام 2021، كانت انعكاسًا لتحسُّن البيئة التشغيلية، ممثَّلة في الاتجاهات الإيجابية، التي تشهدها مناطق عدة من العالم، نحو العودة التدريجية إلى التعافي الاقتصادي وتوازن أسواق النفط، التي تأثَّرت بالجائحة.
صفقة استثمارية رائدة
وأوضح المسؤول السعودي، أن برنامج تحسين محفظة الأعمال، الذي تنفِّذه الشركة، يواصل تحديد فرص إيجاد القيمة، ما بدا بوضوح في صفقة استثمارية رائدة في البنية التحتية بـ 46.5 مليار ريال سعودي (12.4 مليار دولار أمريكي) وهي صفقة خطوط أنابيب النفط، التي أعلنّا عنها مطلع الربع الثاني.
من جانبٍ آخر، يحمل برنامج «شريك» السعودي آفاقًا واعدة لإطلاق العنان أمام فرص جديدة، في السوق المحلية، بحسب الناصر، الذي أكَّد أنها ستُسهم، في تعزيز موثوقية الشركة واستدامتها، وفي الوقت نفسه، سيكون لها تأثير إيجابي في تطوير قدرات القطاع الخاص والبيئة الاستثمارية والاقتصادية في المملكة.
احتياجات العالم
واختتم المسؤول السعودي تصريحاته، معبِّــراً عن تفاؤله بالمستقبل، نظرًا للمؤشرات الإيجابية لمستويات الطلب على الطاقة لعام 2021، مؤكِّدًا أن الشركة التي يرأسها، ستكون مستعدة لتلبية احتياجات العالم المتزايدة من الطاقة، رغم أن هناك بعض التحديات.
وبلغ صافي دخل أرامكو السعودية 81.4 مليار ريال سعودي (21.7 مليار دولار أمريكي) خلال الربع الأول، بزيادة بـ 30% مقارنة بـ 62.5 مليار ريال سعودي (16.7 مليار دولار أمريكي) في الربع الأول من عام 2020، بحسب بيان الشركة.
كما حقَّقت تدفقات نقدية من أنشطة التشغيل، بلغت 99.3 مليار ريال سعودي (26.5 مليار دولار أمريكي)، وتدفقات نقدية حرة بلغت 68.5 مليار ريال سعودي (18.3 مليار دولار أمريكي) خلال الربع الأول من 2021.
في حين بلغ حجم النفقات الرأسمالية خلال الربع الأول 30.8 مليار ريال سعودي (8.2 مليار دولار أمريكي).