مكران.. فرقاطة إيرانية بزوارق حربية تدخل الكاريبي لأهداف غامضة

تساءل الجنرال الأمريكي عما يجري بين إيران وفنزويلا بالقرب من الشواطئ الأمريكية، وكيف سيتعاون الفنزويليون مع الإيرانيين في استخدام هذه القوات البحرية؟.

مكران.. فرقاطة إيرانية بزوارق حربية تدخل الكاريبي لأهداف غامضة
سفينة إيرانية

ترجمات - السياق

حذر الجنرال المتقاعد في البحرية الأمريكية، وقائد القيادة العليا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، جيمس ستافريديس، من الخطر المحتمل من توجه سفينة النقل البحري الإيرانية "ماكران" نحو فنزويلا، معتبراً أنها التهديد الجديد الذي يواجه الولايات المتحدة من قبل طهران.

وقال ستافريديس، في مقال كتبه في شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إنه على مدار الأسبوعين الماضيين، كانت السفينة البحرية الإيرانية الضخمة، ماكران، تبحر عبر المحيط الأطلسي، وقيل إنها متجهة إلى منطقة البحر الكاريبي، ولكن هناك حمولة مميتة موجودة على متن هذه السفينة الحربية: سبعة زوارق هجومية صاروخية عالية السرعة، والتي ربما تكون متجهة إلى فنزويلا.

وأشار ستافريديس إلى أن الزوارق السريعة من فئة بيكاب الإيرانية، والتي عادة ما يتم تشغيلها من قبل الحرس الثوري الإيراني، والتي يبلغ طولها حوالي 60 قدماً ( 18.3متراً)، ويمكنها حمل صاروخين مضادين للسفن يبلغ مداهما ما يقرب من 20 ميلاً في وضع سطح-سطح، بالإضافة إلى زوج من الطوربيدات (صواريخ تستعمل لمحاربة السفن ويمكن إطلاقها من غواصة أو من طائرة)، لافتاً إلى بعض التقارير التي أفادت بأنه ربما تكون هناك فرقاطة إيرانية ترافق "ماكران".

وأضاف: "أعرف تلك الفئة من السفن جيداً، وكذلك معظم ضباط البحرية الأمريكية، حيث نراهم كثيراً يضايقون السفن التجارية ويتحدون سفننا الحربية أحياناً في الخليج العربي، فهي خطيرة للغاية".

ورأى ستافريديس، الذي يشغل الآن منصب عميد كلية "فليتشر للقانون والدبلوماسية" في "جامعة تافتس"، أن أهمية الموقف الحالي الخاص بسفينة ماكران هو أنها يمكن أن تعمل كـ"سفينة أم" توفر الدعم اللوجستي العام والوقود والذخيرة والاتصالات طويلة المدى، كما أنه بعد تفريغ القوارب السريعة، فإنه يمكن أن تعمل السفينة كمهبط طائرات كبير لتشغيل طائرات الهليكوبتر، الأمر الذي من شأنه أن يوسع النطاق القتالي للقوارب بشكل فعَال من خلال منحهم أعين للمراقبة في الأفق.

وتساءل الجنرال الأمريكي عما يجري بين إيران وفنزويلا بالقرب من الشواطئ الأمريكية، وكيف سيتعاون الفنزويليون مع الإيرانيين في استخدام هذه القوات البحرية؟.

وتابع: "لقد كانت هناك علاقات وثيقة بين كاراكاس وطهران منذ عقدين، وهي العلاقات التي بدأها الدكتاتور الفنزويلي السابق، هوجو شافيز، كما تعاونت أساطيل البلدين منذ مطلع القرن، وعندما توفي شافيز عام 2013، وتولى الديكتاتور الحالي نيكولاس مادورو زمام الأمور، تعمقت الصداقة بين البلدين، فهناك، للأسف، الكثير من القواسم المشتركة بينهما مثل العلاقات المريرة مع الولايات المتحدة، والعقوبات المعوقة، والاقتصادات المنهارة، والأنظمة القاسية ذات الطموحات الإقليمية".

ومضى يقول: "عندما كنت رئيساً للقيادة الجنوبية للولايات المتحدة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كنت أشعر بالقلق بشكل خاص من الأنشطة البحرية الفنزويلية غير النظامية الموجهة ضد حلفاء الولايات المتحدة في مناطق مثل كولومبيا وترينيداد وتوباجو، وشمل ذلك الضغط على الصيادين التجاريين وتقديم دعم ضمني لسفن التهريب".

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن البحرية الفنزويلية لديها عدة استخدامات محتملة للقوارب الإيرانية، قائلاً إن الاستخدام الأكثر وضوحاً هو مضايقة السفن الحربية الكولومبية، والتي غالباً ما تتواجد في مياه جنوب البحر الكاريبي، مضيفاً أن الدولتين متورطتين في العديد من النزاعات الإقليمية، كما حاولت كولومبيا تقديم مساعدات غذائية أمريكية لمعارضي مادورو.

وهناك خيار آخر هو أن يستخدم الفنزويليون القوارب الإيرانية لحماية ومرافقة السفن التجارية التي تنتهك العقوبات الأمريكية أو المتورطة في تهريب المخدرات، فبعد أن صادرت الولايات المتحدة أكثر من مليون برميل من النفط من ناقلات إيرانية متجهة إلى فنزويلا في أغسطس الماضي، فإنه يبدو أن نظام مادورو قد رأى أنه بحاجة إلى خطة أكثر قوة لحماية السفن القادمة من وإلى موانئ البلاد، بحسب ستافريديس.

ولفت الجنرال الأمريكي السابق إلى أنه يمكن أيضاً للفنزويليين أن يجعلوا أنفسهم مصدر إزعاج في المياه القريبة، مثلما يفعل الإيرانيون في الخليج، وذلك بالنظر إلى أن منطقة البحر الكاريبي مليئة بالسفن السياحية والبضائع التجارية والسفن الكبيرة المتجهة نحو قناة بنما، كما يمكنهم الاتفاق مع السفن البحرية الكوبية لتشكيل محور ازعاج عبر شرق البحر الكاريبي.

ورأى ستافريديس أنه من غير الواضح ما إذا كان البحارة الإيرانيون سيشغلون الزوارق السريعة أو يدربون الفنزويليين على القيام بذلك بأنفسهم، ولكن كلا الاحتمالين يشكلان مصدر قلق كبير للقيادة الجنوبية الأمريكية في ميامي، والتي لديها مسؤوليات عديدة بالفعل تتمثل في مكافحة تهريب المخدرات، وعمليات الإغاثة الإنسانية في حالات الكوارث، والدبلوماسية الطبية التي تركز على مكافحة وباء كوفيد-19، وقبل كل شيء حماية قناة بنما والقاعدة الأمريكية في خليج جوانتانامو، كوبا.

واعتبر ستافريديس أن نقل الأسلحة من قبل أي من الدولتين يعد انتهاكاً محتملاً للعقوبات الأمريكية، ولذلك فإن التدخل قد يكون مُبرَراً، مطالباً الولايات المتحدة بضرورة أن تأخذ أي معلومات استخبارية لديها عن رحلة "ماكران" إلى منظمة الدول الأمريكية، والتي يمكنها تنسيق الرد من خلالها مع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.

واختتم ستافريديس مقاله قائلاً إنه إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لمصادرة شحنات النفط الإيراني لانتهاكها العقوبات كما فعلت العام الماضي، فإنه ينبغي أن تكون مستعدة أيضاً لاتخاذ إجراءات مباشرة لوقف تسليم آلات الحرب الصغيرة والمميتة هذه إلى النظام الذي وصفه بـ"الفاسد" و"الخطير" في كاراكاس.