كاتب أمريكي: استعدوا للتعايش مع قيود كورونا إلى الأبد
أشار الكاتب إلى أنه ربما يكون من الخطأ القول بأن عمليات الإغلاق تضر أكثر مما تنفع في العالم المتقدم، وذلك رغم أنه كان من الممكن تجنّبها أو تقصير أمدها من خلال إجراء الاختبارات المبكرة وتعقب المخالطين

ترجمات -السياق
شبّه الكاتب الأمريكي، نيال فيرجسون، مطالب نجمة البوب الأمريكية، بريتني سبيرز، بإسقاط وصاية والدها القانونية عليها، حينما قالت: "كل ما أريده هو عودة حياتي كما كانت سابقًا"، برغبة البشرية في التحرّر من قيود فيروس كورونا المستجد التي فُرضت منذ بداية انتشاره في جميع أنحاء العالم منذ نحو عام ونصف العام.
وقال فيرجسون، في مقال كتبه بشبكة "بلومبرغ"، الأمريكية، إنه على الرغم من كون هذه المقارنة غير دقيقة، فإن رغبة امرأة واحدة في التحرّر من الوصاية القانونية تبدو مشابهة إلى حد كبير برغبة بقية سكان العالم في التحرر من إجراءات "كوفيد-19".
عودة الحياة الطبيعية
وتابع: "لقد خضعنا جميعًا -بدرجات متفاوتة- إلى إجراء الاختبارات، والحصول على اللقاحات، ولكن بالنسبة إلى عدم رؤية أصدقائنا وأفراد عائلاتنا، فالجميع يريد استعادة حياته في مرحلة ما قبل الوباء".
وأشار الكاتب إلى أنه ربما يكون من الخطأ القول بأن عمليات الإغلاق تضر أكثر مما تنفع في العالم المتقدم، وذلك رغم أنه كان من الممكن تجنّبها أو تقصير أمدها من خلال إجراء الاختبارات المبكرة وتعقب المخالطين، إلا أن عمليات الإغلاق هذه تضر بالفعل أكثر مما تنفع في البلدان النامية، إذ إنها أدّت إلى فقدان حياة 1.76 طفل بسبب الانكماش الاقتصادي، في مقابل كل حالة وفاة جرى تجنبها بسبب كورونا في البلدان ذات الدخل المنخفض.
وتابع: "فضلًا عن أنه في العالم المتقدم كان هناك ما يشبه المقايضة بين الأجيال، إذ عانى الشباب خسائر تعليمية واقتصادية ضخمة، بسبب فرض القيود الهادفة للحد من انتشار المرض والوفيات بين الفئات العمرية الأكبر سنًا، وهي الفئات الأكثر عرضة للتعرض للعدوى".
ولفت الكاتب إلى أنه بصرف النظر عن العمر فإن جميع سكان العالم يريدون وقف كل هذه القيود، معتبرًا أن الأمر ليس بهذه السهولة، وذلك لأن الوباء لا يزال أمامه طريق طويل، حسب قوله.
القيود مستمرة
ورصد الكاتب ما وصفه بـ"معاناته"، الأسبوع الماضي، للسفر من شمال كاليفورنيا في الولايات المتحدة إلى جنوب ويلز، في بريطانيا، لرؤية أفراد عائلته وأصدقائه بعد 18 شهرًا من التباعد، قائلًا: "جعلتني هذه التجربة أدرك أن العودة إلى الحياة الطبيعية ستكون أبطأ بكثير مما نتصور".
ومضى يقول: "أرى أنه -للأسف- حتى لو نجحنا في احتواء الوباء وخفض معدلات الوفيات إلى المستويات الطبيعية في كل البلاد، فإننا قد لا نكون قادرين على التخلص من القيود التي تقيد حرياتنا".
وأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من حملات توزيع اللقاحات المضادة لكورونا، فإنه لا يزال ارتداء الأقنعة مطلوبًا في الأماكن المغلقة، وفي وسائل النقل العام، فضلًا عن أنه لا يُسمح لأعداد كبيرة بالتجمع في الأماكن المفتوحة، ناصحًا مّن يفكرون في الذهاب إلى رحلة طويلة إلى أي مكان في العالم بـ"البقاء في المنزل".
وأوضح فيرجسون أن الأسباب الطبية التي تجعل استمرار الوباء لمدة أطول بكثير مما نتصور أمر حتمي وتبدو واضحة للغاية، وأولها أنه لا يمكن القضاء على الفيروس بسهولة، لأننا لسنا المضيفين الوحيدين له، كما أن العالم لن يصل إلى مناعة القطيع قبل ظهور سلالات جديدة خطيرة لديها القدرة على الانتشار، ومقاومة للقاحات، وحتى التهرب من الاختبارات الحالية، بشكل أكبر.
وتابع: "لقد حصل 22% فقط من سكان العالم على جرعة واحدة من اللقاح، فيما لم يحصل سوى 10% على تطعيم كامل، وذهب ثلث اللقاحات إلى البلدان ذات الدخل المرتفع، و0.3% فقط إلى البلدان ذات الدخل المنخفض".
الاعتياد على القيود
ورأى الكاتب أنه كلما طالت مدة حصول الدول على الجرعات فإنه سيكون من الصعب التخلّص من القيود التي تراكمت على مدى العام ونصف العام الماضيين، معربًا عن خوفه من أن يعتاد سكان العالم على القيود التي بدت في البداية غير محتملة، تمامًا كما حدث في السنوات التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
واختتم فيرجسون مقاله قائلًا: "يجب علينا أن نعتاد على ملء الأوراق عبر الإنترنت، وعلى إجراء اختبارات كورونا، كما يجب أن نعتاد على الحصول على اللقاحات أيضًا، وذلك لأننا بالتأكيد سنحتاج جرعة معززة قبل نهاية العام، وقبل كل شيء، أن نعتاد على الإجراءات المعقدة للغاية المتعلقة بالوباء، لأنه لا أحد سيقرر إلغاءها قريبًا".