كيف سيتم التعاون بين الصين وروسيا وإيران في عهد رئيسي؟
يتساءل الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شنغهاي الدولية للدراسات، نيو سونج، عن كيفية شكل العلاقات بين الصين وروسيا والنظام الإيراني في عهد إبراهيم رئيسي.

ترجمات- السياق
تساءل الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شنغهاي الدولية للدراسات، نيو سونج، عن كيفية شكل العلاقات بين الصين وروسيا والنظام الإيراني في عهد إبراهيم رئيسي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية كما هو متوقع، على حد قوله.
وقال سونج -في مقال كتبه بصحيفة "جلوبال تايمز"، الصينية- إن رئيسي قد تلقّى تعليمًا دينيًا، وشغل عدة مناصب في النظام القضائي الإيراني، كما تدرّج في المناصب من رئيس السلطة القضائية إلى رئيس النظام الإيراني، مشيرًا إلى أنه من المرجح أن يكون المرشد الأعلى للنظام المقبل.
ورأى سونج أنه عندما يتعلّق الأمر بالسياسة الخارجية لإدارة رئيسي، فإنه ينبغي النظر في جانبين: أولهما، التعامل مع الغرب، إذ إنه من المتوقع أن يتخذ موقفًا متشددًا في الدفاع عن المصالح الاقتصادية والأمنية لإيران، فقد أعلن في يناير/كانون الثاني 2020، إن طهران تخطط لمقاضاة الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، بتهمة اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وفي يناير/كانون الثاني 2021، حذّر رئيسي من أن قتلة سليماني "لن يكونوا بأمان على الأرض"، وذلك خلال حفل أقيم في طهران لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الراحل بطائرة مسيرة.
وتابع: "أما الجانب الثاني، فهو أن رئيسي سيولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون الأمني والعلاقات الدينية مع الدول المجاورة، وإيلاء اهتمام وثيق بالقضية الإسرائيلية-الفلسطينية".
ورأى الكاتب أنه بغض النظر عن نهجه المتشدد، فإن أولوية رئيسي ستتمثل في معالجة المشكلات المعيشية الناجمة عن العقوبات الأمريكية، قائلاً إنه على الرغم من أنه عادة ما يتحدث بصرامة، ويرفض إمكانية لقاء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فإن هذا لا يعني أن حكومته ستتبنى سياسة مواجهة متطرفة ضد الولايات المتحدة، متوقعاً أن يقوم المتشددون في إيران، بعد أن تتولى حكومة رئيسي الجديدة السلطة رسمياً، بالترويج لاتفاق نووي جديد، والذي قال إنه سيكون مفيداً في تحسين الاقتصاد الإيراني.
وتابع: "سيتم تنصيب رئيسي رسميًا رئيسًا (للنظام الإيراني) في 3 أغسطس/آب المقبل، وحينها ستشهد العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران العديد من الاحتمالات، ولكن سواء اعترفت إدارة رئيسي بذلك أم لا، فإن واشنطن ستظل عاملاً مهمًا وأساسيًا يؤثّر على مصالح إيران الداخلية وعلى دبلوماسيتها".
وأشار الكاتب إلى رؤية بعض المحللين بأن رئيسي سيركّز سياسته الخارجية، بعد توليه منصبه، على استراتيجية "النظر شرقًا"، ما يعني تحقيق تعاون أوثق مع الصين وروسيا، قائلاً إنه لطالما حظي تقدم العلاقات الإيرانية-الصينية والعلاقات الإيرانية-الروسية بدعم مرشد النظام خامنئي، مؤكدًا أن إدارة رئيسي ستواصل إطار وآليات التعاون القائمة مع بكين وموسكو.
وأضاف سونج أن إيران تأمل في تطوير علاقتها مع الصين وروسيا في مجالين، أولهما أنه من المرجح أن تتخذ بكين وموسكو المزيد من الخطوات النشطة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، لا سيما من خلال استضافة الفعاليات لمعالجة المشكلات ذات الصلة، كما سيستمر رئيسي في التأكيد على دور كلا البلدين في المساعدة على إعادة إحياء الاتفاق، وثانياً، فإنه يمكن للصين وروسيا، في إطار منظمة التعاون الإسلامي، ممارسة تأثير إيجابي للعامل الإسلامي على العلاقات الثلاثية بين الصين وروسيا وإيران.
وتابع: "رئيسي ليس فقط الرئيس القادم لطهران، ولكنه أيضًا المرشد الأعلى المحتمل (للنظام الإيراني)، وسيكون العامل الإسلامي أساسًا أيديولوجيًا مهمًا لسياسته الخارجية، ففي 13 يونيو/حزيران الجاري، قدّم ممثل الصين المعين لأول مرة لدى منظمة المؤتمر الإسلامي خطاب تعيينه إلى الأمين العام للمنظمة، وهو الأمر الذي يمثّل إقامة روابط مؤسسية بين بكين والمنظمة، كما أن روسيا تُعدّ دولة مراقبة فيها، ما يوفّر فرصة جديدة لبكين وموسكو لتعزيز التبادلات والتنسيق مع إيران بشأن القضايا المتعلقة بها في إطار المنظمة".
ورأى سونج -في ختام مقاله- أنه مع ذلك فإنه من غير المرجح أن تشكّل إيران تحالفًا مع الصين وروسيا في عهد رئيسي، وذلك لأن الأخير لن ينحاز إلى أي طرف بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، لأن سياسته الخارجية لها بُعدان: اتخاذ موقف متشدد تجاه واشنطن وتعميق العلاقات السياسية والدينية مع العالم الإسلامي.
ومضى يقول: "فبعد كل شيء، لا تُعدّ الصين أو روسيا دولاً مسلمة، ولذا فإنه بعد توليه منصبه، فإنه من المتوقع أن تواصل حكومة رئيسي ممارسات حكومة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، ولكنها ستحافظ على وجود تفاعل وثيق نسبيًا مع الصين وروسيا، وقد تزيد من تطوير اتفاقية التعاون التي مدتها 25 عامًا مع الصين، إلا أن هذه الخطوات لن تؤدي إلى ما يُسمى التحالف الجديد بين إيران والصين وروسيا، كما أنه إلى جانب ذلك، فإن كلا من بكين وموسكو لم تظهر أي رغبة في تشكيل مثل هذا التحالف".