إيكونوميست: الصراعات أقوى من كورونا... النازحون يفرون من القتل بالبارود إلى الموت بالوباء

تعود الحصة الأكبر لأعداد اللاجئين إلى سوريا، إذ وصلت الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011 إلى طريق مسدود ودموي، وفي المرتبة الثانية يأتي الفنزويليون، إذ نجا ما يقرب من 5 ملايين فنزويلي من أزمة اقتصادية وقمع سياسي في وطنهم

إيكونوميست: الصراعات أقوى من كورونا... النازحون يفرون من القتل بالبارود إلى الموت بالوباء

ترجمات - السياق

سلَّطت مجلة إيكونوميست البريطانية، الضوء على ظاهرة النازحين، مشيرة في تقرير، إلى أن أعدادهم ما زالت في ازدياد، رغم انتشار فيروس كورونا عالميًا.

وقالت المجلة: إن جائحة كورونا، لم تقف حائلاً أمام الذين يواجهون ظروفًا معيشية غير عادية، في مناطق النزاعات، من الفرار من منازلهم بأعداد متزايدة، لكن النازحين يفرون من القتل بالبارود إلى الموت بالوباء.

وأشارت المجلة، إلى تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) الذي كشف أن 11.2 مليون شخص فروا من مواطنهم عام 2020 بشكل عام، وبذلك سيصل عدد النازحين الدوليين إلى نحو 82.4 مليون نازح قسريًا بحلول نهاية 2021، بل ومن المؤكد أن الرقم سيتجاوز 100 مليون نازح على المدى القريب، وقد شكّلت خمس دول فقط نحو نِصف عدد النازحين، وكان العدد الأكبر من سوريا.

تفاقم الأزمة

"إيكونوميست" وضعت رابطًا عدَّته غريبًا بين أزمة اللاجئين وكورونا، قائلة: بدلاً من أن يُسهم فيروس كورونا، في تراجع أعداد اللاجئين خوفًا منه، إلا أن الأمر جاء بنتيجة عكسية.

فقد أدى الوباء إلى تفاقم أزمة اللاجئين على المدى القصير وازدياد أعداد الفقراء، وذلك من خلال تعطيل سلاسل التوريد وتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، ومن المحتمل أن يؤدي التدهور البيئي إلى إجبار المزيد من الأشخاص على النزوح في السنوات المقبلة، فنحو 95% من الفارين من الصراع عام 2020، جاؤوا من دول معرَّضة لتغيُّـر المناخ أو شديدة التأثر به، وفقًا لمؤشر نوتردام للتكيُّف العالمي. 

أعداد النازحين قد تتجاوز 100 مليون في القريب العاجل، ويشمل هؤلاء الذين صنَّفتهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على أنهم لاجئون، أي أولئك الذين "فروا من الحرب أو العنف أو الصراع أو الاضطهاد، وعبروا الحدود وحصلوا على وضع اللاجئ، أو طالبي اللجوء، والمشردين دوليًا، والنازحين داخليًا، والذين فروا من منازلهم بحثًا عن الأمان، لكنهم ظلوا في بلدانهم.

سوريا في المقدمة

وتعود الحصة الأكبر لأعداد اللاجئين إلى سوريا، إذ وصلت الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011 إلى طريق مسدود ودموي، وفي المرتبة الثانية يأتي الفنزويليون، إذ نجا ما يقرب من 5 ملايين فنزويلي من أزمة اقتصادية وقمع سياسي في وطنهم، بينما الأفغان في المرتبة الثالثة، بسبب تعرُّضهم للإرهاب والتمرُّد، ثم أهل جنوب السودان الذين وقعوا وسط القتال وفروا أيضًا من ديارهم، ثم ميانمار، حيث فر أكثر من مليون شخص من الحرب الأهلية والإبادة الجماعية للروهينجا.

ورغم تركيز الحكومات الغربية ووسائل الإعلام العالمية، على الذين يلتمسون اللجوء إلى أوروبا وأمريكا، فإن معظم اللاجئين يحتمون في دول أفقر مثل باكستان وأوغندا، بينما تستضيف تركيا لاجئين أكثر من أي دولة أخرى، ومعظمهم من سوريا المجاورة. 

وفي انعكاس لما حدث في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عندما رحّبت فنزويلا الغنية بالنفط بالكولومبيين الفارين من الصراع الذي تغذيه المخدرات، فتحت كولومبيا الباب أمام تدفق أعداد كبيرة من الفنزويليين.