جيروزاليم بوست: يجب أن تبقى إسرائيل بعيداً عن الصراع الأمريكي الصيني
التوترات الأمريكية مع الصين، تتزايد على جبهات عدة، بينها النزاعات البحرية في آسيا، وغضب الصين من العلاقات الأمريكية مع تايوان، ناهيك عن الخلافات على أصل كورونا والتعامل مع أزمة تفشيه

ترجمات – السياق
"يجب أن تبقى إسرائيل خارج الصراع بين الولايات المتحدة والصين".. تحت هذا العنوان جاءت افتتاحية صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يحرص على مواصلة إرث حقبة سلفه دونالد ترامب، بمواصلة الضغط على جمهورية الصين الشعبية.
لكن الصحيفة أشارت، إلى أن بكين لن تتراجع ولن تقبل هذا "السلوك يومًا"، ما يعني أن الشرق الأوسط وإسرائيل، سيكونان في معركة (شد الحبل) بين بكين وواشنطن.
قلق واشنطن
أعربت الولايات المتحدة، عن قلقها المتزايد من الصعود الصيني المتنامي عسكريًا واقتصاديًا على المستوى العالمي، خصوصًا دور بكين في السعي للعب دور أكبر في الأسواق الدولية، وهو ما تَعُـدُّه الولايات المتحدة، محاولة لفك هيمنتها على تلك الأسواق.
ووفقاً للصحيفة، فإن التوترات الأمريكية مع الصين، تتزايد على جبهات عدة، بينها النزاعات البحرية في آسيا، وغضب الصين من العلاقات الأمريكية مع تايوان، ناهيك عن الخلافات على أصل كورونا والتعامل مع أزمة تفشيه.
الإيغور
تطرَّقت الصحيفة الإسرائيلية، إلى ما تناولته الأنباء من أن إسرائيل اتخذت موقفًا جديدًا، ضد مزاعم معاملة الصين لأقلية الإيغور وسجنها للآلاف قسريًا، إذ وقَّعت على التنديد الصادر في الدورة 47 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بدعم من كندا، وبأمر من واشنطن، ضد الصين في ما يخص معاملة الإيغور.
وأوضحت الصحيفة، أن التحول في السياسة، أمر مهم، لأن الصين شريك تجاري ضخم ومهم لإسرائيل، وقد طوَّرت تل أبيب علاقاتها بشكل متزايد مع بكين في السنوات الأخيرة، بحسب الصحيفة.
ومع ذلك، كانت بكين تنتقد بشدة، حرب إسرائيل الأخيرة مع حماس، فضلاً عن ازدياد التقارب بين الصين وإيران، وذلك يعني أنه يمكن وضع إسرائيل وسط التوترات الأمريكية الصينية، فقد كان التصويت الأخير نقطة تحول، في رؤية تل أبيب إلى بكين دبلوماسياً.
وذكرت الصحيفة، أن قرار توقيع البيان، اتخذه وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، بالتنسيق مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
ضغوط أمريكية
بالعودة إلى عام 2019، زادت واشنطن الضغط على تل أبيب، في ما يتعلق بمحاولة إسرائيل اللعب على الجانبين، أن تكون حليفًا رئيساً للولايات المتحدة، وتفتح أسواقها لتبادل تجاري غير عادي مع بكين، حتى في الأمور التي قد تهم الولايات المتحدة.
وتوضح "جيروزاليم بوست" أن إسرائيل لم تكن تنوي بهذه العلاقات الثنائية، التخلي عن الأمريكيين، وإنما لأنها تفضّل المكاسب قصيرة المدى، إلا أن الولايات المتحدة استشعرت خطرًا نتيجة استفحال العلاقات الاقتصادية بين بكين وتل أبيب، ما حدا بواشنطن لأن تطلب تفتيش ميناء حيفا، بعد شكوك عن استثمارات أجنبية صينية.
تدخُّل إسرائيل، تراه الولايات المتحدة خطرًا عليها، لكن الطلب الأمريكي قوبل برفض إسرائيلي، رغم التصميم الأمريكي على عملية التفتيش، وطالبتها بضرورة إعادة النظر في التداعيات الأمنية للاستثمار الأجنبي في إسرائيل.
من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى مواجهة الصين، في مجالات أخرى أيضًا، مثل أفريقيا، إذ تركز السياسة الأمريكية على الصين، في جميع أنحاء العالم.
وترى الصحيفة أنه يجب على إسرائيل، أن تكون حذرة في هذا الأمر، وأن تعلنها صراحة، أن حلفها مع الولايات المتحدة، لا يمكن أن يتأثَّر بأي حال من الأحوال.
وعندما تكون للولايات المتحدة مطالب واضحة من إسرائيل، أو شركاء إقليميين آخرين، مثل دول الخليج، في ما يخص العلاقات مع الصين، فإن واشنطن تحتاج إلى توضيح أكثر لـ (الخطوط الحمراء) بشأن الصين، بحسب افتتاحية الصحيفة.
إذا كانت هناك مشاريع بنية تحتية، تشعر الولايات المتحدة بالقلق بشأنها، فهناك أيضًا حاجة إلى إجابة عن كيفية استمرار إسرائيل في هذه المشاريع، حتى لا تظهر تل أبيب في صف بكين ضد واشنطن.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: نعم الصين تمثل اقتصادًا قويًا سريع التوسُّع، ولديها خبرة كبيرة في مجالات عدة، فضلاً عن أنها متعطِّشة للتكنولوجيا الإسرائيلية، لكن من الممكن استغلال هذه العلاقات، من دون المساس بالعلاقات القوية مع الولايات المتحدة.