هل تعيش بيننا كائنات فضائية؟

وجدت قائدة متقاعدة بالبحرية الأمريكية نفسها في بؤرة اهتمام الإعلام، بسبب ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة، التي تقول إنها لا تهتم بها كثيراً، رغم أنها واجهتها بالفِعل خلال عملها.

هل تعيش بيننا كائنات فضائية؟

السياق

ظواهر خارقة للطبيعة، مشاهدات لأجسام طائرة مجهولة، رصد لكائنات غير معروفة، وتقارير رسمية لا تؤكد ولا تنفي، هذا هو الواقع الذي يثير الجدل سنوات طويلة، والذي ارتفعت وتيرته خلال الأيام الماضية، ما يثير سؤالاً هو الأبرز: هل تعيش بيننا كائنات فضائية أو "غرباء" كما تطلق عليهم وسائل الإعلام الغربية؟

 

إثبات ونفي

وقالت المخابرات الأمريكية في تقرير،  إنه لا دليل على وجود كائنات فضائية، لكنها أقرت في الوقت ذاته، بأن عشرات الظواهر التي شاهدها طيارون عسكريون، لا يمكن تفسيرها.

وقال التقرير الذي نشره مكتب مدير المخابرات القومية الأمريكية: "ربما لا يوجد تفسير واحد لهذه الظواهر... ليس لدينا حالياً معلومات كافية في قواعد بياناتنا، لنعزو هذه الحوادث إلى أسباب محددة".

ظواهر جوية مجهولة

التقرير أشار إلى أنه لا توجد لدى محللي الدفاع والمخابرات، بيانات كافية لتحديد طبيعة تلك الأشياء الطائرة الغامضة، التي رصدها طيارون عسكريون، بشأن ما إذا كانت تكنولوجيات متطورة من كوكب الأرض، أو أجساماً من الغلاف الجوي، أو من خارج كوكب الأرض.

وفي التقرير الذي يعود إلى حوادث وقعت بين عامي 2004 و2021، تعترف أجهزة المخابرات الأمريكية، بعدم وجود تفسير لأكثر من 140 ظاهرة، لكنها خلصت إلى أن المعلومات التي تم جمعها، لا تزال "غير حاسمة".

وقال التقرير: "بدا في عدد محدود من الوقائع المسجلة، أن الظواهر الجوية الغامضة، تحدث في شكل سمات طيران غير معتادة.

وقبل صدور التقرير، وجدت قائدة متقاعدة بالبحرية الأمريكية نفسها في بؤرة اهتمام الإعلام، بسبب ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة، التي تقول إنها لا تهتم بها كثيراً، رغم أنها واجهتها بالفِعل خلال عملها.

وقالت أليكس ديتريك، وهي قائدة مقاتلات سابقة بالجيش الأمريكي لـ"رويترز": "لا أعتبر نفسي كاشفة أسرار، ولا أصنِّف نفسي ضمن الشغوفين بمسألة الأطباق الطائرة".

وفي نوفمبر 2004، وخلال مهمة تدريب دورية، مع حاملة الطائرات الأمريكية "نيميتز" قبالة ساحل كاليفورنيا الجنوبي، طلبت سفينة حربية أخرى من" ديتريك" وزميلها في القيادة الطيار "ديفيد فريفر" تحري أمر اتصالات رادار بالمنطقة، تجرى بطريقة يتعذَّر تفسيرها.

وكشفت أنها وزميلها، لاحظا في البداية "حركة موجية" غير مألوفة على سطح المحيط، قبل أن يلمحا ما وصفاه بأنه جسم بيضاوي أملس أبيض اللون، يشبه قرصاً كبيراً من حلوى النعناع، ويطير بسرعة عالية فوق المياه.

وأضافت أنه عندما حاول فريقها التواصُل مع الجسم، بدا أنه يرد بطريقة لم نتعرف إليها، مؤكدة أنه لم يكن على سطح الجسم المجهول، أي أسطح تحكُّم مرئية ولا وسائل دفع.

 

ظواهر متكررة

 

ونشرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مقاطع فيديو، التقطها طيارون في سلاح البحرية الأميركي العام الماضي، للقاءات أثناء تحليقهم مع أجسام فضائية مجهولة، ويعود أحد التسجيلات إلى نوفمبر 2004، بينما يعود مقطعان إلى يناير2015.

وفي أحد هذه المقاطع، يمكن رؤية جسم مستطيل سريع الحركة، يزيد سرعته فجأة، ثم يختفي بعد ثوانٍ قليلة من رصده، بأحد المستشعرات الموجودة في طائرة البحرية الأميركية.

وفي مقطع فيديو آخر، يظهر جسم غامض فوق الغيوم، ويتساءل الطيار إذا كان طائرة من دون طيار.

لكن وفقاً لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هناك 120 حادثاً من هذا النوع، والجزء الأكبر منها لا يتعلَّق بتقنيات اختبرها الجيش الأميركي.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين، طلبوا عدم كشف هوياتهم، أنهم لا يستبعدون احتمال أن تكون طائرات من خارج الأرض.

أوباما يغذي نظرية المؤامرة

ما زاد حالة الجدل، أن الرئيس السابق باراك أوباما، روى في برنامج كوميدي أنه سأل عندما وصل إلى البيت الأبيض، عمّا إذا كان هناك مختبر سِري "نحتفظ فيه بعينات من كائنات من خارج الأرض وسفن فضاء".

وأضاف مبتسماً: "أجروا بعض الأبحاث والجواب كان لا".

لكن أوباما استطرد قائلاً: "صحيح -وهنا أتحدث بجدية- أن هناك مقاطع فيديو وصوراً لأجسام في السماء، لا نعرف ما هي بالتحديد".

 

سِر المنطقة 51

المنطقة 51 موقع على الخريطة، واسم شائع لقاعدة جوية أمريكية، وتقع في بحيرة "غروم" الجافة في صحراء نيفادا، وعلى مسافة 135 كيلومتراً شمالي لاس فيغاس.

وتجري في هذه المنطقة أمور سِرية للغاية، ولتحذير العامة من الاقتراب، وُضعت لهذا الغرض لافتاتٌ وأجهزة مراقبة إلكترونية، فضلاً عن حراس مسلحين، لكن عشاق نظرية المؤامرة يرون فيها ما هو أكثر من ذلك.

أقيمت المنطقة، عام 1955 بالتزامن مع فترة الحرب الباردة، بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، كمكان لاختبار الطائرات وتحديثها.

لكن وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي أيه" لم تعترف بوجودها رسمياً الإ عام 2013.

وغم نُدرة المعلومات الرسمية، فإن تقريراً لـ"بي بي سي"، أشار إلى أن الجيش الأمريكي لا يزال يستخدم المنطق،ة في تحديث الطائرات الجديدة، وأن نحو 1500 شخص يعملون هناك.

 

هل في منطقة 51 كائنات فضائية؟

الغموض الذي يكتنف المنطقة 51، أسهم في تغذية نظريات المؤامرة، إذ تقول أشهر تلك النظريات، إن الموقع يستضيف مركبة فضائية وأجسام طياريها، بعد أن تحطَّمت بهم في منطقة "روزويل" بولاية نيو مكسيكو عام 1974.

ويزعم كثيرون أنهم رأوا أجساماً طائرة مجهولة، تحوم فوق أو على مقربة من الموقع.

 بينما يقول آخرون، إنهم تعرَّضوا للاختطاف على أيدي "كائنات فضائية"، وهناك من يذهب للقول، إنه خضع لتجارب من تلك الكائنات، قبل العودة إلى كوكب الأرض.

لكن الواقعة الأشهر حدثت عام 1989، عندما قال أمريكي يدعى "روبرت لازار" إنه عمل على تقنية فضائية في المنطقة 51.

وذهب إلى أنه اطلع على صور فوتوغرافية طبية لكائنات فضائية، وأن الحكومة تستخدم المنشأة، لاختبار أجسام طائرة مجهولة.

تلك الفرضيات التي تدور حول المنطقة المجهولة، دفعت نشطاء أمريكيين، للدعوة إلى الهجوم على القاعدة وتخليص الكائنات بالداخل، وبصرف النظر عن جدية الأمر، فقد تخطى التفاعل على الحملة مليون شخص، في ذلك الوقت.

 

هل زارت كائنات فضائية الأرض؟

في الفترة من 4500 إلى 1900 عام قبل الميلاد، ظهرت الحضارة السومارية جنوبي بلاد الرافدين، التي تعرف بالعراق حالياً، وكان السومريون أول مَنْ وضع نظاماً للكتابة في التاريخ.

لكن هناك مؤرخاً أمريكياً من أصل سوفييتي يدعي "زكريا سيتشين"، يجد في الحضارة السومرية ما هو أكثر من ذلك بكثير.

وحسب "زكريا سيتشين"، فقد جاءت لكوكب الأرض كائنات فضائية من كوكب يسمى "نيبيرو"، في آلات طائرة قبل آلاف السنين، بهدف استخراج الذهب والنحاس.

لكنهم نقلوا تكنولوجياتهم الحديثة، إلى إنسان ما قبل التاريخ، وأطلق عليهم السومريون "أنوناكي" التي تعني بالسومرية "الذين جاؤوا من السماء".

وحسب المؤيدين لأفكار "سيتشين"، فإن هؤلاء الفضائيين جلبوا للبشرية معارف كثيرة، منها الطريقة اللازمة لتشييد المعالم الضخمة، بل إن البعض يذهب إلى كونهم من استنسخ الإنسان الحديث.

لكن كثيرين لا يجدون في تلك النظرية سوى قصص شيقة، لتحقيق الشهرة بين الناس بشكل عام، وعشاق نظرية المؤامرة بشكل خاص.

 وبين هذا وذاك، يبقى السؤال الجدلي: هل توجد بينا كائنات فضائية، من دون إجابة حتى وقتنا هذا... فهل يحمل المستقبل القريب إجابة هذا السؤال؟