بغداد تستضيف غدًا قمة ثلاثية بين العراق ومصر والأردن... ما الملفات المطروحة؟
الشام الجديد على طاولة الحلفاء... هل تمنح قمة بغداد الضوء الأخضر للمشروع؟

السياق
تستضيف العاصمة العراقية بغداد، الأحد، قمة ثلاثية تجمع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لمناقشة ملفات اقتصادية وسياسية، وسط توقعات بأن تشهد ميلاد "الشام الجديد".
فبعد تأجيل القمة المرتقبة مرتين، بسبب ظروف طارئة، قالت صحيفة الصباح العراقية، إن السفير العراقي في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد نايف الدليمي، وصل بغداد للمشاركة في استقبال الوفدين الرسميين المصري والأردني.
من جانبه، اعتبر النائب العراقي يونادم كنا، استضافة العراق القمة الثلاثية، التي تضمه والأردن ومصر، دعمًا عربيًا جديدًا له، مؤكدًا أنه رغم عدم إعلان جدول الأعمال حتى الآن، فإن المطروح سابقًا سيتكرر ويتم تأكيده من المصالح المشتركة، والتبادل التجاري وأمن الحدود والربط الكهربائي وغيرها.
إجراءات أمنية
اتخذت السلطات العراقية، إجراءات أمنية في الطرق المحيطة بحركة مواكب القادة، عبر طريق مطار بغداد الدولي، أو في الأماكن التي ستشهد الاجتماعات.
القمة التي تُعقد في بغداد، استكمالاً للقمتين السابقتين في مصر والأردن، تأتي لتفعيل الاتفاقيات، التي تم توقيعها خلال الفترة الماضية، وسط توقعات بأن يتصدَّر مشروع "الشام الجديد" بين مصر والأردن والعراق، القمة الثلاثية، بما يشمله من تعاون في مجالات اقتصادية واستثمارية بين الدول الثلاث.
لكن ما هو مشروع الشام الجديد؟ وما أهدافه؟ وما الدول التي يضمها؟ وإلى أي حد يمكن أن تكون له تغييرات على خريطة الشرق الأوسط؟
"منصة السياق الإعلامية" تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.
جذور المشروع
طرح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مشروع "الشام الجديد"، لأول مرة، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في أغسطس الماضي، مؤكدًا أنه يعتزم الدخول في مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي، يحمل هذا الاسم.
وفي 25 أغسطس الماضي، طرح الكاظمي المشروع على الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال القمة الثلاثية التي عُقدت في عمّان، مشيرًا إلى أنه سيكون نواة لاتحاد عربي أكثر توسعًا.
3 أعمدة
يعتمد المشروع، الذي لن يقتصر على هذه الدول الثلاث، وإنما مرشح لضم دول عربية أخرى، على ثلاثة أركان، هي الكتلة البشرية الهائلة التي تمتلكها مصر، والثروة النفطية بالعراق، بينما الأردن حلقة الوصل بين البلدين، بحكم موقعه الجغرافي.
المشروع يهدف إلى تفعيل خط النفط، الممتد من البصرة إلى الأراضي المصرية عبر الأراضي الأردنية، الذي بموجبه ستحصل مصر والأردن، على تخفيضات تصل إلى 16 دولارًا على المحروقات النفطية، مقابل استيراد العراق الكهرباء من مصر والأردن.
كما يهدف المشروع إلى استقطاب استثمارات عربية للعراق، وتعزيز التكامل وتطوير المناطق الصناعية المشتركة بين البلدان الثلاثة، عبر التعاون في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، إضافة إلى توسيع الشراكات الاستراتيجية وتشكيل لجنة فنية.
ومن المنتظر أن تمنح قمة بغداد، دفعة كبيرة لتفعيل المشروع بجوانبه الاقتصادية والسياسية، في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات ومخاطر.