ماذا يعني حظر بايدن واردات النفط والغاز الروسي؟
المملكة المتحدة تنضم إلى واشنطن في الحظر مع تزايد الضغط الاقتصادي على موسكو بسبب غزو أوكرانيا

السياق
حظر الرئيس الأمريكي جو بايدن، واردات النفط والغاز الروسي إلى الولايات المتحدة، مع تصعيد واشنطن العقوبات الاقتصادية على موسكو، بسبب غزو أوكرانيا.
تزامنت هذه الخطوة مع حظر بريطاني على واردات النفط الروسية، لكن الاتحاد الأوروبي لم يحذو حذوهما، وبدلاً من ذلك كشف النقاب عن خطة لخفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين، في غضون عام.
ويفتح القرار الأمريكي جبهة جديدة، في الجهود المبذولة لعزل روسيا عن الاقتصاد العالمي، في أعقاب تحركات لفرض عقوبات على البنوك الروسية الرئيسية وكبار المسؤولين الحكوميين، وبنكها المركزي.
غير أن سرعان ما جاء الرد الروسي، إذ حذرت روسيا الغرب من أنها تعكف على تجهيز رد واسع النطاق على العقوبات سيكون سريعا ومؤثرا وينال من معظم القطاعات المهمة.
وقال دميتري بيريتشيفسكي مدير إدارة التعاون الاقتصادي بوزارة الخارجية إن "رد فعل روسيا سيكون سريعا ومدروسا وملموسا".
حظر كامل
وقال بايدن، من البيت الأبيض: "لن يكون النفط الروسي مقبولًا -بعد الآن- في الموانئ الأمريكية، وسيوجه الشعب الأمريكي ضربة قوية أخرى لآلة بوتين للحرب".
لكن فرض حظر على واردات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، سيكون أقل إزعاجًا للأسواق العالمية، من الحظر الدولي الكامل، لأن نسبة صغيرة فقط من الشحنات الروسية، تذهب إلى هذين السوقين.
جاء الحظر بعد أيام من الجدل داخل إدارة بايدن، وبين الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين، بشأن مزايا حظر الطاقة الروسية، لمعاقبة الرئيس فلاديمير بوتين، على الهجوم على أوكرانيا، ومخاطر حدوث صدمة في أسواق الطاقة العالمية.
كأقسى إجراء اتّخذته إدارته ضد #روسيا حتى الآن.. الرئيس الأمريكي جو #بايدن يعلن حظر واردات النفط الروسية، ردا على غزوها #أوكرانيا.#السياق #أمريكا #روسيا_اوكرانيا #RussiaUkraineWar pic.twitter.com/FdHixuH0Qy
— السياق (@alsyaaq) March 8, 2022
وقالت حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إنها ستتوقف تدريجياً عن استيراد النفط الروسي بحلول نهاية العام.
وقال كواسي كوارتنج، وزير الأعمال، إن الحكومة البريطانية تخطط لـ "انتقال منظم" بعيدًا عن واردات النفط الروسية.
لكن ريشي سوناك، وزير المالية البريطاني، قال -في اجتماع لمجلس الوزراء- إن المستهلكين سيدفعون ثمن الحظر، مع تأثير خاص في الأسر ذات الدخل المنخفض.
المملكة المتحدة أقل اعتمادًا على روسيا من معظم دول أوروبا، حيث تشكل الإمدادات الروسية 8 في المئة من إجمالي واردات النفط.
ضغوط مستدامة
من المتوقع أن يدلي جونسون ببيان -هذا الأسبوع- بشأن خفض واردات بريطانيا من الغاز الروسي.
وتقاوم ألمانيا -حتى الآن- أي حظر من الاتحاد الأوروبي على شراء الخام الروسي.
وقال أولاف شولتز، المستشار الألماني، إنه يفضل ممارسة ضغوط "مستدامة" على موسكو بحيث لا تفرض تكلفة باهظة على المستهلكين الألمان، وأضاف أن تطوير بدائل للطاقة الروسية "لا يمكن بين عشية وضحاها".
وقال بايدن: "نحن نمضي قدمًا في هذا الحظر، ونفهم أن العديد من حلفائنا وشركائنا الأوروبيين، قد لا يكونون في وضع يسمح لهم بالانضمام إلينا، لكننا نعمل بشكل وثيق مع أوروبا وشركائنا، لتطوير استراتيجية طويلة الأجل، لتقليل اعتمادهم على الطاقة الروسية أيضًا".
كانت روسيا -أكبر مصدر للنفط الخام والمنتجات البترولية في العالم- تشحن ما يقرب من 8 ملايين برميل يوميًا إلى الأسواق العالمية نهاية العام الماضي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
تذهب هذه الصادرات الروسية إلى أوروبا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والصين.
العدوان الروسي
يواجه بايدن ضغوطًا شديدة من أعضاء الكونجرس، الجمهوريين والديمقراطيين، للمضي قدمًا في حظر استيراد النفط الروسي، لكنه كان يقاوم، في محاولة للحفاظ على تدفق الطاقة، في جميع أنحاء العالم، ومنع أسعار البنزين من الارتفاع الحاد في الداخل.
وحذر الرئيس الأمريكي من أن "الدفاع عن الحرية" سيجلب التكاليف لأمريكا أيضًا على شكل أسعار أعلى، لكنه دعا شركات الطاقة الأمريكية لعدم الاستفادة من الزيادات.
وقال بايدن: "إن العدوان الروسي يكلفنا جميعًا ولا يوجد وقت للتربح أو التلاعب بالأسعار".
وقال البيت الأبيض إن الأمريكيين سيُمنعون أيضًا من "تمويل أو تمكين الشركات الأجنبية" التي تستثمر في إنتاج الطاقة الروسية.
بدوره، حذر ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، من أن فرض حظر محتمل قد يتسبب في ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من الضعف، لتصل إلى 300 دولار للبرميل.
وقال إن لدى روسيا خيار إيقاف إمدادات الغاز إلى أوروبا، عبر خط أنابيب نورد ستريم الأصلي، لكنها لم تفعل ذلك -حتى الآن- لأن لا أحد سيستفيد منه".
سد الفجوة
وارتفع خام برنت 6.5 في المئة الثلاثاء إلى نحو 131 دولارًا للبرميل، مع رد فعل التجار على أنباء الحظر الأمريكي. وارتفع خام غرب تكساس الأمريكي بهامش مماثل إلى 127 دولارًا.
وحذر محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة أوبك، من أنه لن تكون هناك طريقة لسد الفجوة -التي خلفها النفط الروسي- في حال فرض حظر شامل.
وقال في مؤتمر للطاقة بهيوستن الاثنين: "لا توجد طاقة في العالم في الوقت الحالي، يمكنها أن تحل محل 7 ملايين برميل من الصادرات".
وارتفعت أسعار النفط في الأيام الأخيرة، حيث قاطع العديد من كبار المستهلكين، النفط الروسي حتى قبل إعلان أي حظر رسمي على استيراد الخام.
وكشف الاتحاد الأوروبي عن خطة، لخفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين، في غضون عام.