الصين تعلن استعدادها لأداء دور في وقف إطلاق النار بأوكرانيا.. فهل تنجح؟
التحول في الموقف العام لبكين يأتي بعد مكالمة بين وزيري خارجية الصين وأوكرانيا

السياق
مع دخول الحرب في أوكرانيا يومها السابع، أعلنت الصين استعدادها لأداء دور في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، بالتزامن مع استنكارها لاندلاع الصراع، في أقوى تعليقاتها -حتى الآن- على الحرب.
وقالت بكين -في بيان صدر بعد مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا- إنها "قلقة للغاية بشأن الضرر الذي سيلحق بالمدنيين".
وأضاف البيان: "أوكرانيا مستعدة لتعزيز الاتصالات بالصين، وتتطلع إلى أن تؤدي الصين دورًا في تحقيق وقف إطلاق النار".
وقال البيان إن بكين تحترم "وحدة أراضي جميع البلدان"، من دون الإشارة إلى ما إذا كانت تقبل بمطالبة روسيا بشبه جزيرة القرم، أو تشاركها اعترافها بالانفصاليين في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
تضخيم الحرب
يمثل البيان تغييرًا في اللهجة من بكين، إذ عندما سُئل في 24 فبراير المتحدث باسم وزارة الخارجية في بكين، عما إذا كان الغزو انتهاكًا لسيادة أوكرانيا، وصف الوضع بأنه "مزيج من العوامل" لكنه لم يصفه بأنه انتهاك.
في الأيام التي سبقت بدء القتال، وصف المتحدث أيضًا الولايات المتحدة بأنها "الجاني" في أزمة أوكرانيا، "ما أدى إلى زيادة التوترات، وسبب حالة من الذعر وحتى إمكانية تضخيم الحرب".
يوم الجمعة الماضي، انضمت الصين إلى الإمارات العربية المتحدة والهند، في الامتناع عن التصويت على قرار للأمم المتحدة، يدين الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أيدته 87 دولة أخرى، واستخدمت موسكو حق النقض ضد القرار.
صانع سلام
في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الشهر الماضي، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الصيني شي جين بينغ، وأعلن أن الصداقة بين بلديهما "لا حدود لها" وأنه لا توجد مجالات محظورة للتعاون.
ويقول بعض المحللين، إن الصين تحاول وضع نفسها كصانع سلام إقليمي، مستفيدة من علاقاتها الوثيقة بالكرملين.
وكررت بكين الثلاثاء دعوات للجانبين، لإيجاد حل من خلال المفاوضات الدولية، لكنها واصلت انتقادها للناتو قائلة إن "الأمن الإقليمي لا يمكن تحقيقه من خلال توسيع الكتل العسكرية".
وقال وزير الخارجية الاوكراني في بيان إنه "طلب من وانغ يي استخدام مستوى العلاقات بين بكين وموسكو لإجبار روسيا على وقف عدوانها المسلح على الشعب الأوكراني".
وأضاف كوليبا أن نظيره الصيني أكد له "استعداد الصين لبذل قصارى جهدها، لإنهاء الحرب على الأراضي الأوكرانية، من خلال الدبلوماسية، بما في ذلك كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
كما "شكر" وانغ أوكرانيا على دورها في تسهيل إجلاء الصينيين من البلاد، بمن فيهم الطلاب الذين نُقلوا إلى أوزبكستان.