آبي أحمد يقود جيش إثيوبيا بنفسه.. وقوات تيغراي تزحف نحو أديس أبابا

جاء بيانا آبي أحمد ووزير دفاعه، في الوقت الذي واصلت فيه جبهة تحرير شعب تيغراي المتمردة الزحف نحو أديس أبابا، زاعمة أنها تتقدم على أربع جبهات على الأقل، باتجاه العاصمة.

آبي أحمد يقود جيش إثيوبيا بنفسه.. وقوات تيغراي تزحف نحو أديس أبابا
آبي أحمد بالزي العسكري

السياق

مع احتدام القتال في جبهات عدة ، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أنه سيقود قواته "على جبهة القتال" ، بينما واصلت جبهة تحرير تيغراي زحفها نحو العاصمة، وسط مستقبل مجهول يهدد أكبر بلد إفريقي من حيث عدد السكان.

وقال آبي أحمد، في بيان، عبر «تويتر»: "ابتداءً من غد، سأكون على الجبهة لقيادة قوات الدفاع". وأضاف: "أولئك الذين يريدون أن يكونوا من بين أبناء إثيوبيا الذين سيشيد بهم التاريخ، انتفضوا من أجل بلدكم اليوم... الحقوا بنا على الجبهة".

«ابتداءً من الغد سأحشد للجبهة لقيادة قوات الدفاع، أولئك الذين يريدون أن يكونوا من بين الأطفال الإثيوبيين الذين سيشيد بهم التاريخ، انتفضوا من أجل بلدكم اليوم، دعونا نلتقي في المقدمة».

وبينما لم يتضح إلى أين يتجه آبي أحمد لقيادة القوات، إلا أن وزير الدفاع الإثيوبي أبراهام بيلاي، قال إن «جميع قوات الأمن ستبدأ اتخاذ إجراءات وتكتيكات خاصة اعتبارًا من الغد»، من دون الخوض في تفاصيل تلك الإجراءات.

وأكد وزير الدفاع في تصريحات لوسائل إعلام تابعة للدولة: «لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال، ما يعني أنه سيكون هناك تغيير (..) ما حدث ويحدث لشعبنا، الانتهاكات التي ترتكبها هذه المجموعة المدمرة الإرهابية اللصوصية لا يمكن أن تستمر»، على حد قوله.

جاء بيانا آبي أحمد ووزير دفاعه، في الوقت الذي واصلت فيه جبهة تحرير شعب تيغراي المتمردة الزحف نحو أديس أبابا، زاعمة أنها تتقدم على أربع جبهات على الأقل، باتجاه العاصمة.

وزعمت جبهة تحرير تيغراي، السيطرة على منطقة دبر برهان على بعد 130 كلم من العاصمة الإثيوبية، وبلدة شيوا روبت، على بعد 220 كيلومترًا فقط شمالي شرق العاصمة عن طريق البر، بينما نفت الحكومة الإثيوبية أن يكون المتمردون -بقيادة قوات من الحرب والمنطقة الشمالية التي دمرتها المجاعة في تيغراي- يحرزون تقدمًا.

لكن لهجة خطاب رئيس الوزراء -المهاجم للأعداء المحليين والأجانب الذين لم يسمهم- حملت جوًا من التحدي، واليأس بالنسبة للبعض، بحسب «بي بي سي» في نسختها الإنجليزية، قائلة إن هناك تقارير تفيد بأن المتمردين على وشك قطع طريق الإمداد الرئيس إلى العاصمة.

دفعة دبلوماسية

يقود المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي للقرن الإفريقي أولوسيغون أوباسانجو، مسعى للتوسط في وقف إطلاق النار، لكن حتى الآن لم يتحقق تقدم ملموس يذكر.

وختم خلال عطلة نهاية الأسبوع زيارة ثانية للبلاد هذا الشهر، تضمنت جولة ثالثة من الاجتماعات في ميكيلي مع قادة جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي.

وبعد مغادرة أوباسانجو، اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي حكومة آبي أحمد بتنفيذ «هجوم بطائرة من دون طيار في منطقة سكنية» في ميكيلي.

وقال العديد من الشهود، إنهم سمعوا انفجارين على الأقل قبل فجر الأحد، بينما قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في بيان، إن الحادث كان علامة على أن حكومة آبي أحمد لم تكن جادة بشأن اتفاق سلام وأرادت فقط «إطالة أمد بقائهم في السلطة».

حرب مدمرة

وفاز رئيس الوزراء البالغ من العمر 45 عامًا، وهو جندي سابق، بجائزة نوبل للسلام عام 2019 لإنهاء الأعمال العدائية مع إريتريا المجاورة، إلا أنه منذ ذلك الحين شن حربًا مدمرة على منطقة تيغراي في الشمال، في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف ودفع وكالات الإغاثة إلى التحذير من المجاعة الوشيكة.

وأرسل آبي أحمد قوات إلى منطقة تيغراي الواقعة، أقصى شمال إثيوبيا، لإطاحة جبهة تحرير تيغراي في نوفمبر 2020، قائلاً إن هذه الخطوة رد على هجمات الجبهة على معسكرات الجيش.

ورغم وعده بتحقيق نصر سريع، فإن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي أعادت تجميع صفوفها، أواخر يونيو، واستعادت معظم أراضي تيغراي، بما في ذلك عاصمتها ميكيلي، ما دفع الجيش الفيدرالي إلى الانسحاب إلى حد كبير من المنطقة.

ومنذ ذلك الحين، توغلت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين، وشكلت تحالفًا مع مجموعات متمردة أخرى، بما في ذلك جيش تحرير أورومو، الذي ينشط في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا.

مجاعة على الأبواب

ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الحرب قتلت الآلاف ودفعت مئات الآلاف إلى حالة تشبه المجاعة، ووائل نوفمبر الجاري، أعلنت حكومة أبي حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر.

ودفعت المخاوف من تقدم المتمردين في العاصمة، العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لسحب الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين، كما تحث هذه الدول مواطنيها على مغادرة إثيوبيا، بينما لا تزال الرحلات التجارية متاحة.

وتقول الحكومة المحلية إن مكاسب المتمردين والتهديد على أديس أبابا مبالغ فيهما.

اعتقال على الهوية

كانت صحيفة نيويورك تايمز، كشفت الأسبوع الماضي، عن شن الحكومة الإثيوبية حملة اعتقال واسعة النطاق على أساس الهوية، ضد الإثيوبيين المتحدرين من أصول تيغراي، محذرة من أن تلك الحملة تهدد بتفكيك ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته «السياق»، إن الشرطة الإثيوبية اعتقلت واحتجزت آلاف الإثيوبيين المتحدرين من أصول تيغراي، في العاصمة أديس أبابا وخارجها في الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أنه تم استهدافهم بناءً على مزيج من التلميحات: ألقابهم، والتفاصيل المدرجة في بطاقات الهوية ورخص القيادة، وحتى الطريقة التي يتحدثون بها الأمهرية (اللغة الوطنية لإثيوبيا).

وأشارت إلى أن حملة الاعتقالات، استهدفت أيضًا أفراد بعض الجماعات العرقية الأخرى، أشخاصًا في مدن في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لمعلومات قدمتها الشرطة وجماعات حقوقية وأحزاب معارضة، مؤكدة اعتقال ما لا يقل عن 10 من موظفي الأمم المتحدة و34 سائقًا متعاقدًا من الباطن.

الحملات لم تقتصر على الشباب والفتيات، بل امتدت للأمهات مع أطفال وكبار السن، وفقًا لمدافعين عن حقوق الإنسان ومقابلات مع ما يقرب من عشرة أفراد من عائلات وأصدقاء المحتجزين.

وقالت «نيويورك تايمز»، إنه تم احتجازهم من الشوارع، ومن منازلهم وحتى في أماكن العمل -بما في ذلك البنوك والمدارس ومراكز التسوق- واقتيدوا إلى زنازين مكتظة في مراكز الشرطة ومراكز الاحتجاز.