إيران تتمدد في سوريا عبر مليشياتها.. حزب الله يخفي أسلحة في قاعدة عسكرية بدمشق
مليشيا حزب الله اللبناني عمدت إلى طرد الفلاحين، الذين كانوا يترددون إلى أراضيهم الواقعة قرب القاعدة، خوفًا من تصوير عمليات الحفر التي تجري على قدم وساق

السياق
أذرع تخريبية وضعتها إيران في سوريا لتنفيذ أجندتها، ومواصلة خطتها الممنهجة لتغيير التركيبة السكانية في جميع أنحاء البلد العربي، وهو دور يبدو أن طهران أتقنته وتؤديه بشكل جيد.
ففي إطار التمدد الإيراني في سوريا، كشفت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مليشيا حزب الله اللبناني بدأت بعمليات حفر وتوسعة لقاعدة عسكرية قديمة، كانت تتخذها قوات النظام للتدريب على استخدام طائرات الاستطلاع ومركزًا لتدريب المخابرات الجوية على الرمي، في منطقة تقع قرب بلدة خربة الورد، بالقرب من منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة.
وأكدت مصادر المرصد، أن مليشيا حزب الله اللبناني بدأت خلال الأيام الماضية حفر «بلوكوسات وأقبية»، ضمن القاعدة التي يتمركز فيها خبراء ومسلحين تابعين له، مشيرة إلى أن حزب الله عمد خلال الفترة الأخيرة، إلى إخفاء طائرات مسيرة إيرانية الصنع، في بلوكوسات كان قد حفرها، خشية استهدافها من إسرائيل.
وأوضحت المصادر، أن مليشيا حزب الله اللبناني عمدت إلى طرد الفلاحين، الذين كانوا يترددون إلى أراضيهم الواقعة قرب القاعدة، خوفًا من تصوير عمليات الحفر التي تجري على قدم وساق.
شحنات أسلحة
وفي سياق متصل، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن وصول شحنات من الأسلحة والذخائر وقطع لتصنيع الطائرات المسيرة إلى مطار الديماس العسكري في ريف دمشق الغربي، مشيرًا إلى أن المطار خاضع لسيطرة إيران وميليشياتها، بشكل شبه كامل خلال الفترة الأخيرة.
وأكد المرصد السوري، وجود عمليات حفر لأقبية وبلوكوسات داخل مطار ديماس العسكري وفي محيطه، لتخزين الأسلحة الاستراتيجية التي تجلبها إيران إلى المنطقة القريبة من الحدود السورية اللبنانية.
وأشارت مصادر المرصد السوري، إلى أن مطار الديماس يوجد فيه خبراء من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وبعض الخبراء التابعين لمليشيا حزب الله اللبناني، ممن تدربوا في إيران.
وطالب المرصد السوري المجتمع الدولي ومجلس الأمن، بالعمل الجاد لإخراج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية، وتقديم المتورطين في قتل وتهجير أبناء الشعب السوري من الميليشيات الإيرانية، إلى محاكم دولية عادلة.
التركيبة السكانية
وفي تقرير ثان للمرصد السوري، فضح كيف تحاول إيران التمدد في سوريا، لتغيير التركيبة السكانية للمناطق المختلفة، في جميع أنحاء البلد الآسيوي، مشيرًا إلى أن طهران والميليشيات التي تعمل بالوكالة لها، تتمتع بنفوذ غير مسبوق، في معظم المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام «الرمزية»، حيث لا يمكن لهجمات إسرائيل والتحالف الدولي ولا الحرب الباردة مع روسيا، أن تعرقل التحصن والتوسع المقلق لهذه القوات، في جميع أنحاء سوريا.
وبينما أكد المرصد السوري، أن محاولات القوى الكبرى للقضاء على الوجود الإيراني في سوريا، التي تجلت في الهجمات الصاروخية والغارات الجوية المتكررة على المقرات والوحدات العسكرية ومستودعات الذخيرة، ألحقت خسائر بشرية ومادية كبيرة بالقوات الإيرانية ووكلائها، إلا أنه قال إن هذه الخسائر لا تقارن بالمكاسب التي حققتها إيران، في ظل طموحها اللامحدود في المنطقة.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 161 من الميليشيات المدعومة من إيران في هجمات على مواقعهم في سوريا عام 2021، مشيرًا إلى أن الضربات الإسرائيلية دمرت 70 هدفاً على مواقع للميليشيات المدعومة من إيران، بينما دمرت هجمات الولايات المتحدة والتحالف 23 هدفًا.
تكتيك تمويهي
إلا أنه مع ذلك، غيرت الميليشيات المدعومة من إيران مواقعها بشكل دوري، وأعادت انتشارها كجزء من تكتيكاتها التمويهية، بسبب مخاوف من الهجمات المتكررة من إسرائيل والتحالف الدولي، فشملت إعادة النشر تغيير الوظائف والمواقع واستبدال القوات، إضافة إلى ذلك، جلبت هذه المليشيات تعزيزات عسكرية بشكل يومي، إلى مواقعها وقواعدها وهياكلها العسكرية.
وبينما كان أسلوب التمويه الآخر، الذي استخدمه الإيرانيون هو استبدال العلم السوري المعترف به دوليًا بأعلامهم، ردت الميليشيات المدعومة من إيران، على الضربات الجوية للولايات المتحدة وقوات التحالف، عبر مناوشات وهجمات عدة، كانت أشبه بـ«لعبة القط والفأر».
مستعمرة ذاتية
وأوضح تقرير المرصد، أن طهران تمكنت في غضون سنوات قليلة، من تحويل منطقة غرب الفرات إلى «مستعمرة ذاتية الحكم»، مع وجود عشرات الآلاف من السوريين والمقاتلين غير السوريين وعائلاتهم، تحت القيادة الإيرانية.
وأكد أن الميليشيات المدعومة من إيران، واصلت جلب الأسلحة والذخيرة من العراق إلى غربي الفرات على دفعات تُنقل في الغالب في شاحنات الفاكهة والخضروات للتمويه، خوفًا من هجمات متكررة.
ووفقًا لمصادر موثوقة، دخلت سوريا عام 2021 أكثر من 31 شحنة أسلحة وذخيرة، بما في ذلك أسلحة متوسطة وخفيفة وصواريخ إيرانية متوسطة المدى، بحسب المرصد الذي أكد أنه فور وصول هذه الشحنات إلى منطقة غربي الفرات، تم تفريغها وتخزينها في ثلاثة مواقع رئيسة بمنطقة الميادين.
وأشارت إلى أنه في حصن الرحبة الأثري، يخزن الإيرانيون أسلحتهم بمستودعات في أنفاق وأقبية تحت الأرض، كان يستخدمها تنظيم داعش، أثناء سيطرته على المنطقة، للاستفادة من البناء المحصن لتجنُّب خسائر فادحة في الهجمات المتكررة، التي تستهدف المقار الرئيسة ومخازن الذخيرة والأسلحة، في انتهاك صارخ للتراث الحضاري لسوريا.
وبحسب التقرير الذي ترجمته «السياق»، فإن الميليشيات المدعومة من إيران، خزنت بعض أسلحتها وذخائرها في مناطق مأهولة بالسكان، في مدينتي الميادين والبوكمال وريفها غربي الفرات، خشية هجمات متوقعة من إسرائيل والتحالف.
في غضون ذلك، نقلت دفعات من الأسلحة والذخائر المخزنة غربي الفرات، إلى مواقع في محافظات سورية أخرى، أبرزها صحراء الرقة، صحراء حمص الشرقية، ريف دمشق، قرب الحدود السورية اللبنانية، مواقع قريبة من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي حلب ومناطق سيطرة التحالف الدولي شرقي الفرات.
تطور مريب
وفي تطور غريب ومريب، نقل الإيرانيون صواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع، إلى مواقع على ضفة نهر الفرات، مقابل مناطق يسيطر عليها التحالف الدولي شرقي الفرات، إذ نصبوا منصات إطلاق صواريخ باتجاه منطقة شرقي الفرات.
وأفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بنصب 13 منصة إطلاق صواريخ أرض - أرض على تلال البطين بأطراف الميادين شرقي دير الزور، وتركيب 9 منصات أخرى بحظيرة في حاوي الميادين.
ومطلع أغسطس، نصبت مليشيا الحرس الثوري الإيراني نظام رادار لكشف الطائرات في منطقة المزار، حيث أشرف خبراء عسكريون إيرانيون على عملية تركيب وتشغيل نظام الرادار.
وخلال أكتوبر الماضي، بدأ الحرس الثوري الإيراني دورات تدريبية للمليشيات المحلية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني على استخدام الطائرات المسيرة بمنطقة المزار في الميادين تحت إشراف ضباط إيرانيين.
علاوة على ذلك، وكجزء من عمليات «الشيعة» والدعوة المستمرة ومحاولات تجنيد المزيد من الشباب والبالغين من خلال تقديم حوافز مالية، واستغلال الظروف المعيشية الصعبة، خرَّجت الميليشيات المدعومة من إيران دفعات جديدة من المجندين، الذين انضموا إلى هذه الميليشيات بعد خضوعهم لدورات تدريبية، كما قدَّمت الميليشيات خدمات عدة لمجنديها، بينها إصدار بطاقات تحميهم من الملاحقة القضائية من أجهزة أمن النظام.