فتاة الفستان تثير الجدل مجدداً في مصر... ما القصة؟

بينما زعمت بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، التي توصف بالمؤثِّرة، صدور قرار بتحويل حبيبة طارق أو فتاة الفستان، إلى مجلس التأديب، بسبب ما قالوا إنه كذب روايتها، التي أشارت فيها إلى أنها تعرَّضت للتنمُّر، من بعض المراقبين.

فتاة الفستان تثير الجدل مجدداً في مصر... ما القصة؟

السياق

مجلس التأديب ينتظر فتاة الفستان، والتحقيقات ما زالت جارية، روايتان متضاربتان، أثيرتا خلال الساعات الماضية، عن طالبة مصرية، أثارت جدلا كبيرًا الأسبوع الماضي، بعد تعرُّضها لـ«التنمُّر» من مراقبين في إحدى قاعات الامتحان.

فبينما زعمت بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، التي توصف بـ«المؤثِّرة»، صدور قرار بتحويل حبيبة طارق أو «فتاة الفستان»، إلى مجلس التأديب، بسبب ما قالوا إنه «كذب» روايتها، التي أشارت فيها إلى أنها تعرَّضت للتنمُّر، من بعض المراقبين في لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي، بكلية الآداب بجامعة طنطا، شمالي القاهرة.

وزعمت صحفية بمحافظة الغربية (محل الواقعة) مهتمة بالقضية ومطلعة على سير التحقيقات فيها، الإفراج عن المراقبين المتهمين بالتنمُّر على حبيبة طارق، بسبب ملابسها، مشيرة إلى كذب ادعاء الفتاة.

وأفادت بأنه تقرَّر استدعاء حبيبة طارق لمجلس تأديب، عقب إعلان نتائج التحقيق.

إلا أن فتاة الفستان، فنَّدت عبر حسابها في «فيسبوك» تلك الأنباء، قائلة، إن ما أثير بشأن تحويلها إلى مجلس التأديب غير صحيح.

وأوضحت حبيبة طارق، أنه لم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن،  مشيرة إلى أن التحقيقات والتحريات لم تصل إلى خط النهاية.

وأضافت الفتاة العشرينية، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنها قدَّمت مستندات ودلائل على حدوث الواقعة، مشيرة إلى أنها تنتظر تحريات المباحث وحكم القضاء، وأنها لن تترك حقها.

 

عودة الجدل

وشهدت الساعات الماضية، عودة الجدل المثار في القضية، إلا أن الأمر أصبح هذه المرة بين أخذ ورد، فبينما ظل فريق التأييد والمساندة لفتاة الفستان على حاله، انبرى آخرون للتشكيك في رواية الفتاة، مطالبين بضرورة إجلاء الحقيقة وإظهارها للعيان.

 

رسائل دعم

بالمقابل، أيَّدت البرلمانية المصرية صبورة السيد، رواية فتاة الفستان بطريقتها، عبر حضورها جلسة مجلس النواب، أمس، مرتدية فستانًا، على غرار الواقعة.

وأصدرت النائبة المصرية، بيانًا، اطلعت «منصة السياق الإعلامية» على نسخة منه، أكدت فيه عدم التفرقة بين مسلم ومسيحي داخل الجامعة، لأن الكل سواء، في إشارة إلى سؤال فتاة الفستان، من سيدتين كانتا تراقبان في لجنة مجاورة لها، ما إذا كانت حبيبة طارق مسلمة أو مسيحية.

وطالبت صبورة، بمعاقبة كل مَنْ أخطأ في واقعة التنمُّر، بشكل صارم، لكي يصبح عبرة للآخرين، كاشفة عن أن ظاهرة التنمُّر ليست وليدة اللحظة، وإنما انتشرت في الآونة الاخيرة بشكل ملحوظ.

وقالت الكاتبة فاطمة ناعوت، في تغريدة تعليقًا على ما أثير بشأن تحويل فتاة الفستان لمجلس تأديب: إن «الفتاة صاحبة حق، وسيقتص لها قضاؤنا العادل من ظالميها»، مشيرة إلى أن الرأي العام كله يقف إلى جانب حبيبة طارق.

وتساءلت الكاتبة المصرية: لماذا محاولات كسر نفسية الطالبة، بهذه الأساليب الرخيصة؟!

إلى ذلك انهالت رسائل الدعم على الفتاة، من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين فيها عن الأسباب التي تدقع الفتاة إلى اختلاق رواية كتلك، مشيرين إلى أن إخلاء سبيل المتهمين في الواقعة، ما هو إلا إجراء طبيعي، يتخذه القضاء، في أي قضية ما زالت التحقيقات جارية فيها.

من جهة أخرى، اتخذ البعض من قرار إخلاء سبيل المتهمين، الذي لم تثبت صحته، مدخلا للتشكيك في رواية فتاة الفستان، مطالبين بإظهار نتائج التحقيق.

كما طالبوا وسائل الإعلام، بتسليط الضوء على رواية الفتاة، التي ادعوا أنها كانت منافية للواقع، مشيرين إلى ضرورة إبراء ذمة المتهمين، على حد قولهم.

 

بداية الواقعة

بدأت الواقعة بنشر حبيبة طارق أو «فتاة الفستان»، كما سماها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، منشورًا عبر حسابها في «فيسبوك»، روت فيه تعرُّضها للتنمُّر من بعض المراقبين في لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي، بكلية الآداب في جامعة طنطا، شمالي القاهرة.

وقالت الطالبة، إنها ذهبت إلى الجامعة، مرتدية فستانًا لتأدية امتحان، إلا أنها عقب الامتحان، ذهبت للحصول على بطاقتها الشخصية، (الطلاب يتسلَّمونها قبل دخول اللجنة)، لتفاجأ بتهكم مراقب اللجنة عليها بسبب الفستان.

ورغم تعجبها من السؤال، على حد قولها، فإنها تجاوزت الموقف، وما إن خرجت من اللجنة، حتى استوقفتها مراقبتان في لجنة مجاورة، قائلة: «بدأوا الحديث معي عن الفستان الذي أرتديه، وبدأت إحداهما بالتهكم علي، وسألتني هل نسيتِ ارتداء البنطال؟!».

وتابعت حبيبة: «المراقبتان قالتا لي وأنتي ماشية الهواء هيطير الفستان... ربنا يهديك وتعودي لحجابك»، مشيرة إلى أن حديثهما، «جعل الجميع يلتقت إليَّ، فقرَّرت الخروج سريعًا من الجامعة، والذهاب إلى المنزل».

تطور لافت

القصة هكذا بدأت، إلا أنها تطوَّرت، فبعد أن تفاعل الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع منشور الطالبة، مطالبين المسؤولين بالجامعة بالتحقيق في الواقعة، تدخلت جامعة طنطا وأعلنت فتح تحقيق عاجل.

وقال المتحدِّث باسم جامعة طنطا، الدكتور وليد العشري، في تصريحات تلفزيونية، إن رئيس الجامعة أعلن فتح تحقيق في واقعة فتاة الفستان، مضيفًا أنه كان من المفترض على الطالبة، التوجُّه إلى مكتب عميد الكلية، بعد الواقعة مباشرة.

 

إجراءات رسمية

وأحالت الجامعة واقعة «التنمُّر» و«التحرُّش» بالطالبة حبيبة طارق إلى النيابة العامة، لاتخاذ ما تراه مناسبًا، مهيبة بالجميع عدم التطرُّق للموضوع، لحين انتهاء النيابة العامة من التحقيق واستبيان الحقائق.

واستقبل رئيس الجامعة الدكتور محمود زكي، الأحد الماضي، «فتاة الفستان» برفقة والدها، مقدِّمًا لها اعتذارًا رسميًا، ودعمًا نفسيًا، بعد الواقعة التي تسبَّبت في «إيذاء نفسي» لها، على حد قول الطالبة.