الاتفاق النووي... هل يحسم مع روحاني أم ينتظر رئيسي؟
لم يكن انتخاب إبراهيم رئيسي، رئيسًا لإيران مفاجئًا، فقد تم استبعاد جميع أولئك الذين ربما كانوا يمثِّلون تهديدًا للمرشد الأعلى خامنئي، وبذلك باتت مسألة الانفتاح أكثر على الغرب تحوم حولها الشكوك.

ترجمات – السياق
نشرت صحيفة المونيتور، تقريرًا عمّا يمكن أن تؤول إليه الأوضاع، في ما يخص الاتفاق النووي مع إيران، متسائلة: لماذا يمكن أن يكون هذا الاتفاق مكسبًا للطرفين المتنافسين في طهران، الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، والرئيس المنتخب حديثًا إبراهيم رئيسي، الذي سيتولى منصبه رسميًا في أغسطس المقبل؟
صفقة إيران
قالت الصحيفة في تقرير بعنوان: (الخلاصة... صفقة إيران قد تتحضَّر على ماء ساخ،ن قبل تولي رئيسي منصبه): قد تجتمع أطراف خُطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، إضافة إلى الولايات المتحدة قريبًا في فيينا، فهل ينتهي المجتمعون إلى اتفاق نهائي، يشهده الرئيس الإيراني الحالي روحاني، أم أن الأمور ستتأجُّل حتى يتولى رئيسي مهامه، في أغسطس المقبل؟
وتأتي الجولة الأخيرة، وسط ترقُّب لاتفاق محتمل، بينما ترفع إيران شعار (كل شيء أو لا شيء)، إذ قال متحدِّث باسم الحكومة الإيرانية، هذا الأسبوع، إنه "ما لم يكن هناك اتفاق على جميع نقاط جدول الأعمال، فلا توجد صفقة عمليًا".
وشدَّد على ضرورة تخفيف العقوبات المصرفية والنفطية، والعقوبات المفروضة على الأفراد وكيانات مرتبطة بالمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، وربما حتى الرئيس القادم إبراهيم رئيسي.
في المقابل، قال مسؤول أمريكي في 24 يونيو المنصرم: إن "الخلافات الجادة" لا تزال بحاجة إلى تفاهم أكثر خلال المحادثات.
فوز متبادل
توقَّعت الصحيفة، ألا يتغيَّـر الخطاب الإيراني كثيرًا، في ظِل حكم رئيسي، وأضافت: "ربما تشهد اللهجة فقط تحولاً مختلفًا، لكن يمكن أن يحقق رئيسي وروحاني فوزًا متبادلًا، إذا تمكنا من إحياء خُطة العمل الشاملة المشتركة بشكل ما".
يريد روحاني الفوز لإرثه، إذ كانت الصفقة أعظم إنجازاته، وانسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منها، كان ضربة قاتلة للمعسكر الآخر.
أما رئيسي، فيدرك أن "الصيغة الأسرع" لمواجهة التحديات الاقتصادية العميقة، التي تواجهها إيران "تبدأ من خلال إحياء خُطة العمل الشاملة المشتركة"، وبذلك إذا تمكَّنت إيران من إبرام الصفقة، قبل أن يتولى منصبه، يمكن لرئيسي جني الفوائد، من دون الاضطرار إلى أن يُنظر إليه على أنها مساومة مع الغرب.
المشكلة الحقيقية
لم يكن انتخاب إبراهيم رئيسي، رئيسًا لإيران مفاجئًا، فقد تم استبعاد جميع أولئك الذين ربما كانوا يمثِّلون تهديدًا للمرشد الأعلى خامنئي، وبذلك باتت مسألة الانفتاح أكثر على الغرب تحوم حولها الشكوك.
ولن يتطلَّع رئيسي إلى التكيُّف مع الولايات المتحدة، بأي شكل من الأشكال، فضلاً عن استمرار سلوك إيران العدائي تجاه الشرق الأوسط، وهو ما أكده رئيسي بنفسه قائلا: "هذا الأمر غير قابل للتفاوض".
مواقف رئيسي وخامنئي هذه، تستدعي -حسب "المونيتور"- مواجهة جهود إيران المتصاعدة في المنطقة أولاً، قبل الموافقة على تخفيف العقوبات، وتوقيع الاتفاق النووي، إن حدث، فضلاً عن ضرورة الضغط على ميليشيات إيران المسلحة، مثل حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق والحركات الفلسطينية، من أجل وقف مد هذه الجماعات بالأسلحة والتدريب.
المسار الصحيح
خلال ست جولات، من المحادثات في فيينا، كانت الدول الست، التي لا تزال أطرافًا في الاتفاقية - روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيران - تحاول حل القضايا العالقة بشأن كيفية انضمام الولايات المتحدة.
وانسحب الرئيس دونالد ترامب حينها من الاتفاقية، عام 2018، لكن الرئيس جو بايدن تبرَّأ من سلفه، وقال إن الولايات المتحدة تريد العودة إلى الاتفاقية.
يهدف اتفاق 2015 إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفي طهران أنها تسعى إليه، وبموجب مبادئ الاتفاقية، تم رفع عقوبات الأمم المتحدة، التي أثَّرت بشدة في اقتصاد الدولة الغنية بالنفط، لكن ترامب أعاد فرض تلك العقوبات من جانب واحد، وأضاف عقوبات أكثر صرامة، عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية.
يدعو أحد البنود الرئيسة، في قرار مجلس الأمن لعام 2015، الذي يؤيد الاتفاقية إيران "إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلَّق بالصواريخ البالستية المصمَّمة لتكون قادرة على إيصال أسلحة نووية"، لكنه لا يطالب طهران صراحةً بذلك.
إلا أن إيران أطلقت صواريخ بالستية، واختبرت مركبة فضائية، في وقت مبكر من هذا العام، ما أثار شكاوى من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، لكن روسيا وإيران أصرتا على أنهما لم ينتهكا الاتفاق.
ووسط كل هذه الخلافات، هل تنجح الجولة الأخيرة من المفاوضات، أم تتأجَّل الأمور إلى أن يتولى زمامها الرئيس الإيراني الجديد؟