فستان وبوركيني يثيران ضجة في مصر.. ما القصة؟

الواقعة الأولى بدأت بنشر حبيبة طارق أو فتاة الفستان، كما سماها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منشورًا عبر حسابها على فيسبوك، روت فيه تعرضها للتنمر من قِبل بعض المراقبين على لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي بكلية الآداب في جامعة طنطا، شمال القاهرة.

فستان وبوركيني يثيران ضجة في مصر.. ما القصة؟

السياق

72 ساعة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بسبب قصتي فتاتين تعرضتا للتمييز بسبب ارتداء إحداهما فستانًا والأخرى بوركيني، إلا أن الواقعة الأولى شهدت مسارًا متسارعًا بانتقالها إلى ساحات القضاء.

قصتا الفتاتين تداولهما رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والدول العربية، مطالبين باتخاذ إجراءات ضد التمييز الواقع عليهما، لكن من أين بدأت قصتاهما؟ وإلى أين وصلتا؟ ولمَ كل هذه الضجة؟

الواقعة الأولى

الواقعة الأولى بدأت بنشر حبيبة طارق أو "فتاة الفستان"، كما سماها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منشورًا عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، روت فيه تعرضها للتنمر من قِبل بعض المراقبين على لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي بكلية الآداب في جامعة طنطا، شمال القاهرة.

وقالت الطالبة، إنها ذهبت إلى الجامعة مرتدية فستانًا لتأدية امتحان، إلا أنها عقب الامتحان ذهبت للحصول على هويتها الشخصية، لتُفاجأ بتهكم مراقب اللجنة عليها بسبب الفستان.

ورغم تعجبها من السؤال -على حد قولها- فإنها تجاوزت الموقف، وما إن خرجت من اللجنة حتى استوقفتها مراقبتان على لجنة مجاورة، قائلة: "بدأتا بالحديث معي حول الفستان الذي أرتديه، وبدأت إحداهما بالتهكم عليّ، وسألتني هل نسيتِ ارتداء (البنطال)؟!".

وتابعت حبيبة: "المراقبتان قالتا لي (وانتي ماشية الهوا هيطير الفستان... ربنا يهديكي وتعودي لحجابك)"، مشيرة إلى أن حديثهما "جعل الجميع يلتفت إليَّ، فقررت الخروج سريعًا من الجامعة، والذهاب إلى المنزل".

تطور لافت

القصة هكذا بدأت، إلا أنها تطوّرت بشكل كبير، فبعد أن تفاعل الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع منشور الطالبة، مطالبين المسؤولين بالجامعة بالتحقيق في الواقعة، تدخلت جامعة طنطا وأعلنت فتح تحقيق عاجل.

وقال المتحدث باسم جامعة طنطا، الدكتور وليد العشري -في تصريحات تلفزيونية- إن رئيس الجامعة أعلن فتح تحقيق في واقعة فتاة الفستان، مضيفًا أنه كان من المفترض على الطالبة التوجه إلى مكتب عميد الكلية، بعد الواقعة مباشرة.

إجراءات رسمية

وأحالت الجامعة واقعة "التنمر" و"التحرش" بالطالبة حبيبة طارق إلى النيابة العامة لاتخاذ ما تراه مناسبًا، مهيبة بالجميع عدم التطرق إلى الموضوع لحين انتهاء النيابة العامة من التحقيق واستبيان الحقائق كاملة.

واستقبل رئيس الجامعة الدكتور محمود زكي، الأحد، "فتاة الفستان" برفقة والدها، مقدمًا لها اعتذارًا رسميًا، ودعمًا نفسيًا، بعد الواقعة التي تسبّبت في "إيذاء نفسي" لها، على حد قول الطالبة.

الواقعة الثانية

على الجانب الآخر، وفي واقعة كانت تفاصيلها مغايرة لما حدث مع حبيبة طارق، كان الموعد مع دينا هشام وهي فتاة تعرّضت للتمييز أيضًا، لكن  من نوع آخر، بمنعها من النزول إلى حوض السباحة.

وقالت دينا هشام -في مقطع بثته عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "أنستقرام"، حقق ملايين المشاهدات- إنها تعرّضت لما وصفته بـ"التنمر" من قِبل إدارة الفندق التي رفضت نزولي حمام السباحة، بسبب ما يُعرف بـ"المايوه الشرعي"، الذي يغطي الجسم.

قهر وتمييز

وأوضحت دينا أن صديقتها سألت ما إذا كان النادي يقبل دخول المحجبات، فأتت الإجابة بالرفض، وهو ما جعل دينا تشعر بالقهر من التمييز الذي تعرضت له.

وأشارت إلى أن والدتها أخبرتها بأن النادي لا يقبل "المايوه الشرعي"، إلا أنها أخبرتها أن قانونًا جديدًا أقرته وزارة السياحة المصرية يبيح ذلك.

وكشفت دينا في المقطع الذي بثته ملابس السباحة المختلفة التي تقتنيها من بيكيني وبوركيني، مشيرة إلى أنها جميعها تُعد ملابس سباحة، خاصة أن البوركيني مصنوع من القماش نفسه المستخدم في البيكيني، إلا أن الاختلاف في أن الأول يغطي الجسم كاملاً.

وأشارت "فتاة البوركيني" -كما أطلق عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي- إلى أنها أمضت 10 سنوات في كندا ولم تشعر يومًا بالضغط بسبب حجابها.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والدول العربية، أمطروا الفتاتين بوابل من رسائل الدعم من جهة، ومناشدة الحكومة المصرية مراقبة تطبيق القوانين التي سنتها مؤخرًا على أرض الواقع من جهة أخرى.