ميليشيا الحوثي تبدأ محاكمة عارضة أزياء... فما علاقة الجنس والمخدرات بالقضية؟!

انتصار الحمادي ابنة لأب يمني وأم إثيوبية، وهي المعيل الوحيد لأسرتها المكوَّنة من أربعة أفراد، بمن فيهم والدها الكفيف، وشقيقها الذي لديه إعاقة جسدية

ميليشيا الحوثي تبدأ محاكمة عارضة أزياء... فما علاقة الجنس والمخدرات بالقضية؟!
انتصار الحمادي

السياق

رفضت نصب فخ لـ«أعدائهم» بإغوائهم بالجنس والمخدرات والكحول، فاتهموها بارتكاب فِعل مخل بالآداب وحيازة المخدرات، قصة عارضة أزياء يمنية، تحاكمها الميليشيا الحوثية، بعد 4 أشهر من الاحتجاز التعسفي.

ووفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن ميليشيا الحوثي تحاكم بشكل جائر ممثلة وعارضة أزياء يمنية محتجزة تعسفاً منذ 20 فبراير 2021 على خلفية قضية تشوبها مخالفات وانتهاكات.

وقال محامي عارضة الأزياء انتصار الحمادي (20 عامًا)، إن ميليشيا الحوثي، أحضرت في يونيو الجاري، موكلته مرتين أمام محكمة غرب الأمانة في صنعاء، بتهمتَي ارتكاب فِعل مخل بالآداب وحيازة المخدرات.

وأجبرت ميليشيا الحوثي "انتصار" على توقيع وثيقة وهي معصوبة العينين أثناء الاستجواب، وعرضوا عليها إطلاق سراحها، إذا ساعدتهم في إيقاع أعدائهم بـ«الجنس والمخدرات»، إلا أنها رفضت، بحسب "هيومان رايتس ووتش"، التي أكدت أن "انتصار" هُدِّدت بإخضاعها لـ«اختبار العذرية».

من جانبه، قال مايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط في المنظمة الحقوقية، إن ما ارتكبته ميليشا الحوثي، بحق انتصار الحمادي، من محاكمة وصفها بـ«الجائرة»، واعتقال تعسُّفي، وانتهاكات أثناء الاحتجاز، تذكير صارخ بالانتهاكات التي تتعرَّض لها النساء، على أيدي السُّلطات، في جميع أنحاء اليمن.

وطالب ميليشيا الحوثي، بضمان حقوق "انتصار" في محاكمة عادلة، بما يشمل معرفة التُّهم والأدلة ضدها، لتتمكَّن من الطعن فيها، وإسقاط التهم المصاغة بشكل فضفاض وغامض إلى درجة التعسُّف.

 

من هي انتصار الحمادي؟

هي ابنة لأب يمني وأم إثيوبية، وهي المعيل الوحيد لأسرتها المكوَّنة من أربعة أفراد، بمن فيهم والدها الكفيف، وشقيقها الذي لديه إعاقة جسدية.

تعمل "انتصار" منذ أربع سنوات عارضة أزياء، وأدت دورين في مسلسلين تلفزيونيين يمنيين عام 2020، هما «سد الغريب» و«غربة البن».

وعن عملها، قالت انتصار الحمادي، في لقاءات تلفزيونية عام 2020، إنها استمتعت بعرض الأزياء أكثر من التمثيل، الذي تعاني فيه العنصرية، بسبب لون بشرتها.

 

ما قصتها؟

أوقفت ميليشيا الحوثي "انتصار" في 20 فبراير الماضي، في سيارة، مع ثلاثة أشخاص في صنعاء، واعتقلتهم جميعاً.

عصبت ميليشيا الحوثي عيني الحمادي وصديقتها، واقتادتهما إلى مبنى التحقيقات الجنائية، إذ احتُجزت عشرة أيام، من دون اتصال بالعالم الخارجي.

إلا أنه في مارس، نقلتها ميليشيا الحوثي إلى السجن المركزي في صنعاء، وعوملت صورها كعارضة كتصرُّف فاحش، وبذلك اعتُبرت تمارس الدعارة، في نظر ميليشيا الحوثي، بحسب محامي "انتصار".

وأوضح أن حراس السجن وصفوها بـ«العاهرة والأمة»، بسبب بشرتها الداكنة وأصلها الإثيوبي، مشيرًا إلى أنه بعد تسليط الضوء على قصتها، من منظمة العفو الدولية، أوقفت ميليشيا الحوثي سعيها إلى إجراء «اختبار العذرية» القسري.

وفي 24 مايو الماضي، سمحت ميليشيا الحوثي لمجموعة من 13 شخصاً، بينهم نشطاء حقوقيون والمحامي، بلقاء الحمادي في السجن 40 دقيقة تقريباً، في زيارة قالت عنها «هيومن رايتس ووتش»، إن "انتصار" أخبرتهم، بأن حوثيين اشترطوا لإطلاق سراحها، العمل معهم في نصب فخ لأعدائهم، من خلال إغوائهم بالجنس والمخدرات والكحول، لكنها رفضت.

 

ليست وحدها

تواجه المحتجزات في اليمن، وصمة اجتماعية، قد ترافقهن مدى الحياة، فـ "انتصار" واحدة من عدد غير معروف من اليمنيات المحتجزات تعسُّفاً، اللاتي يجب حمايتهن فورًا ومنحهن العدالة، بحسب «هيومن رايتس ووتش».

المحامي، قال إن هناك خمس نساء أخريات محتجزات، إلى جانب "انتصار" في السجن، بناءً على «جرائم» مماثلة تتعلَّق بـ«فِعل فاضح»، لكن النساء رفضن الإعلان عن قضاياهن، خوفاً من الوصم الاجتماعي والإضرار بسمعة أسرهن.

وكان فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن، التابع للأمم المتحدة، أكد في تقرير صدر عام 2020، أن  ميليشيا الحوثي المسلَّحة، أساءت معاملة النساء، وارتكبت أعمال عنف على أساس النوع الاجتماعي، منها العنف الجنسي، بحق النساء اللائي احتُجزن في منشآت سِرية.

بدورها قالت وكالة أسوشيتد برس، إن النساء يواجهن قمعاً متزايداً من ميليشيا الحوثي، مشيرة إلى تعرُّض معتقلات سابقات للإخفاء القسري والاحتجاز والتعذيب، أثناء الاحتجاز، على يد الانقلابيين.