بلومبرج: خلافات بين أمريكا وأوروبا بشأن التعامل مع الصين

احتل الملف الصيني، وما يجب فِعله بشأن بكين، وصعودها إلى الصدارة، جدول المناقشات بين الولايات المتحدة وحلفائها خلال الفترة الأخيرة، سواء على مستوى اجتماع قادة الدول السبع، أو الاجتماعات الثنائية بين الدول.

بلومبرج: خلافات بين أمريكا وأوروبا بشأن التعامل مع الصين

ترجمات - السياق

احتل الملف الصيني، وما يجب فِعله بشأن بكين، وصعودها إلى الصدارة، جدول المناقشات بين الولايات المتحدة وحلفائها خلال الفترة الأخيرة، سواء على مستوى اجتماع قادة الدول السبع، أو الاجتماعات الثنائية بين الدول.

وفي تقرير، أشارت "بلومبرج" إلى الخلافات الأمريكية الأوروبية، بشأن التعامل مع الصين، فبينما يراها الغرب أقل تهديداً، يراها الرئيس الأمريكي جو بايدن خطرًا أكبر، وأنها تسعى لاستعادة نفوذها عالميًا.

ورغم أن الولايات المتحدة وأوروبا ترجِّحان، أن الصين ستصبح أكثر تأثيرًا، في مسار التقدُّم الاقتصادي العالمي، يتردَّد بعض السياسيين الغربيين، في اتخاذ موقف قوي ضد بكين، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأرمين لاشيت، رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، والمرشح الأوفر حظًا لمنصب المستشار الألماني المقبل، الذي صرح بأنه لا يريد حربًا باردة مع الصين.

يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يُعَدُّ أكثر زعماء العالم تشدُّدًا في موقفه من الصين، إذ دعا إلى اتخاذ موقف أكثر حسمًا، في اجتماع مجموعة الدول السبع، بيد أنه من غير المحتمل، أن يغيِّـر الغرب موقفه من بكين، إذ لا تزال الصين شريكًا مهمًا في القضايا العالمية، مثل تغيُّـر المناخ، ولا يمكن التعامل معها كخصم.

ولكن الطريقة التي يسعى بها الرئيس الصيني، لتنفيذ مصالحه الوطنية، تجعل الصراع مع الغرب أمرًا شِبه حتمي، خاصة مع سيطرة بكين على بحر الصين الجنوبي، بما يقوِّض القواعد الدولية.

 

اهتمام غير عادي

دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى اتخاذ موقف أكثر تشدُّدًا في اجتماع مجموعة الدول السبع هذا الشهر، ورغم أن الدول الصناعية الكبرى، حاولت تقديم جبهة موحَّدة، فمن الواضح أن الاختلافات لا تزال قائمة، وسيحتدم الجدل لاحقًا، لأن كلا من الجانبين لديه نقاط مختلفة، إذ ترى واشنطن أن بكين تمثِّل تهديدًا يجب مواجهته، بينما البعض الآخر، بقيادة لاشيت، الأقرب لخلافة أنجيلا ميركل في ألمانيا، ليسوا مستعدين للتخلي عن المشاركة الاقتصادية مع هذا البلد.

وقال تقرير "بلومبرج" على الموقف الأوروبي: إن أكبر خطأ ترتكبه القوى الغربية، هو التفكير في أنها لا تزال في مقعد القيادة في علاقاتها مع الصين.. ربما تكون قراراتهم مهمة، لكن الأمر كذلك بالنسبة للصين، وأكثر من أي وقت مضى.

 

هدف بكين

هدف بكين -حسب "بلومبرج"- القيام بكل ما يلزم، لاستعادة الهيمنة والقوة الصينية، بدءًا من القدرات العسكرية، إلى تمويل أبحاث الرقائق الإلكترونية.

هذا بحد ذاته، ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، إذ يفترض المسؤولون في الغرب، أن النتيجة النهائية ستكون أكثر ازدهارًا وتأثيرًا، وركيزة للتقدُّم الاقتصادي العالمي.

لكن القيادة الصينية الحالية، التي يتصدَّرها الرئيس شي جين بينغ، تسعى وراء مصالحها الوطنية، بطرق تجعل الصراع مع الديمقراطيات الغربية، أمرًا شِبه حتمي، لأنه لا يؤكد فقط على نفوذ الصين الجديد، وإنما يستخدم هذا النفوذ لتقويض المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية للولايات المتحدة وحلفائها.

ومع سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، تعمل بكين على تقويض قواعد السياسة الدولية، كما يهاجم الحزب الشيوعي، المُثل الديمقراطية، من خلال إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة للغرب، واستفزاز النقّاد.

أما أولئك الذين يتحدون بكين، مثل الحكومة الأسترالية، فإنهم يواجهون حربًا اقتصادية، تهدف إلى فرض الامتثال لسياسات بكين.

 

قوة استبدادية مخيفة

 

 أشار الرئيس الصيني، إلى هذا الاتجاه لسنوات مقبلة، ودعا إلى "نوع جديد من العلاقات الدولية"، قائلا: "يجب على جميع البلدان، احترام سيادة بعضها، وكرامتها وسلامة أراضيها، ومسارات التنمية والأنظمة الاجتماعية لبعضها"، لكن ما يعنيه ذلك في الحياة الواقعية، هو نظام عالمي لا تسوده الديمقراطية.

وفي خطاب ألقاه في يناير الماضي، وصف شي ما سماها "محاولة فرض ثقافة معينة أو نظام اجتماعي معين على الآخرين" بأنها "غطرسة وتحامل وكراهية".

وتفسِّر" بلومبرج" هذا الخطاب بقولها: إن شي يريد أن يُنظر إلى الأنظمة الاستبدادية، على أنها شرعية، مثل الأنظمة الديمقراطية.

وتضيف: هذه أشياء خطيرة، وتهديد لأساس النظام العالمي الحالي، ورغم أن مصطلح "الحرب الباردة" قد لا يناسب دور الصين في العالم، إذا يختلف الأمر اختلافًا كبيرًا، عن دور الاتحاد السوفييتي السابق، فإن التهديد من قوة استبدادية، عازمة على إعادة تشكيل النظام الدولي، مماثل بشكل مخيف.

وحذَّرت "بلومبرج" الغرب، من أن اتباع المسار الصيني ستكون له تكلفة كبيرة، أبرزها: إذعان لأجندة بكين الأكبر، والتهديد الذي تمثِّله للنظام الليبرالي وقيمه، منهية تقريرها بالقول: «من الواضح أن الاختيار بين حرب باردة جديدة، وقبول سُلطة استبدادية، ليس أمرًا يريد القادة الغربيون القيام به، لكن سياسات الصين تقود العالم إلى هذا الخيار".