مواجهة بين المؤسسات الدينية في مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة
الجيش الأمريكي: سلوك إثيوبيا يقلق أمريكا كثيرًا، ومصر تمارس قدرًا هائلا من ضبط النفس محاولةً الوصول إلى حل دبلوماسي وسياسي.

السياق
دخلت المؤسسات الدينية في مصر وإثيوبيا، على خط أزمة سد النهضة، التي توشك على الانفجار، بعد وصول المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، إلى طريق مسدود.
وتقدَّمت مصر بخطاب رسمي، تشكو فيه إثيوبيا إلى مجلس الأمن، معلنة اعتراضها على اتخاذ أديس أبابا قراراً منفرداً، بالملء الثاني للسد.
القيادة المركزية الأمريكية، قالت -على لسان الجنرال كينيث ماكنزي- إن سلوك إثيوبيا، بشأن مشكلة سد النهضة، يقلق الولايات المتحدة كثيراً، فواشنطن تدرك أهمية النيل المتميزة لمصر، كمورد مائي واقتصادي.
مساندة مصر والسودان
تلك التطورات، لم تكن المؤسسات الدينية في البلدين بمنأى عنها، إذ دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب، المجتمع الدولي والعربي والإسلامي والإفريقي، إلى مساندة مصر والسودان، في الحفاظ على حقوقهما المائية، في ظِل استمرار أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وأكد الأزهر -في بيان اطلعت السياق على نسخة منه- أن "الأديان كافة تتفق، على أن ملكية الموارد الطبيعية المتعلِّقة بحياة الإنسان كالماء، ملكيات عامة، ولا يصح بأي حال من الأحوال، أن يستحوذ عليها طرف دون آخر، أو أن تستأثر بها دولة على حساب معيشة شعوب الدول الأخرى، التي تشاركها في المورد الطبيعي العام".
وقال الإمام الطيب: "إن الماء بمفهومه العام، وكمكون من مكونات الحياة، تناولته شرائع الأديان المختلفة، من خلال نصوص، أكدت وجوب التقاسم والمشاركة".
ظالم ومعتد
ونوَّه شيخ الأزهر إلى أن التضييق على الآخرين، أو سلب حقوقهم أو التصرُّف في ملكيات الآخرين، ضرب من ضروب الظلم والاعتداء، وطالب الطيب، الجهات المعنية في العالم، بتحمُّل مسؤولياتها، وبضرورة الأخذ على يد المعتدي، وأن تحمي حقوق الشعوب من التغول.
هل يتسبب سد النهضة في اندلاعِ أول حرب مياه في العالم؟
وأكد الطيب، أن التمادي والاستهانة بحقوق الآخر، أمر منهي عنه في جميع الشرائع، فضلاً عن مخالفته للأخلاق والأعراف والقوانين الدولية، ولو فُتح هذا الباب، فسوف تكون له عواقب وخيمة على السلام العالمي، فبعض الأنهار يمر بأكثر من خمس دول، فمن الأنانية المفرطة، أن تنفرد به دولة دون الآخرين.
بلد الملك النجاشي
بيان شيخ الأزهر، الذي وُصف بـ "العاصف والقوي"، قوبل ببيان من المجلس الأعلى الفيدرالي للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، قال فيه رئيسه: "نحن في بلد الملك النجاشي، الملك العادل".
وقال المفتي عمر إدريس، رئيس المجلس الأعلى الفيدرالي للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، في بيان نشرته وكالة الأنباء الإثيوبية، واطلعت السياق الإعلامية، على نسخة منه، إن مياه النيل تنبع من قلب إثيوبيا، ولها الحق في الاستفادة من مواردها الطبيعية، من دون إلحاق ضرر كبير بدول حوض النيل بشكل عام.
وندَّد إدريس ببيان شيخ الأزهر، مُعتبرًا أنه تصريح يفتقر للواقعية.
ويرى إدريس، أن إثيوبيا لم تمنع مصر والسودان، من الاستفادة والانتفاع بمياه النيل، بل طالبت بأن ننتفع منه معاً على حد سواء، وبصورة عادلة ومنصفة، وهذا هو العدل المحض، على حد قوله.
يذكر أن، بيان المؤسستين الدينيتين، يأتي بعد أسبوع عاصف، دخلت فيه أزمة سد النهضة الإثيوبي مرحلة خطرة، إذ تبدأ إثيوبيا الملء الثاني بعد أيام، وهي خطوة ترفضها مصر والسودان، وتحذِّر من تبعات فِعلها، على الأمن الإقليمي.
من ناحية أخرى، دخل الجيش الأمريكي بدوره، على خطوط أزمة سد النهضة، بتصريحات للجنرال كينيث ماكينزي، قائد المنطقة المركزية، مؤكداً أن سلوك إثيوبيا بشأن سد النهضة، يقلق أمريكا كثيرًا، مشيرًا إلى أن مصر تمارس قدرًا من ضبط النفس، وتحاول الوصول إلى حل دبلوماسي وسياسي، وأضاف أن أزمة السد مشكلة حقيقية، وستواصل واشنطن إيجاد حل مناسب لكل أطراف النزاع.