هل يمكن للبشر التكاثر على المريخ؟

ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن العلماء اعتقدوا لسنوات، أن الإشعاع الفضائي قادر على تدمير الحمض النووي البشري، ما يجعل التكاثر في الفضاء مستحيلاً، فضلاً عن قلق العلماء من إمكانية الإصابة بالسرطان، نتيجة التعرُّض لهذه الإشعاعات.

هل يمكن للبشر التكاثر على المريخ؟

السياق

باتت الحياة على المريخ حلماً يراود الملايين من البشر، لكن يبقى السؤال: هل يستطيع البشر التكاثر على سطح الكوكب الأحمر؟

من ناحيتها، سعت جامعة ياماناشي اليابانية، إلى الإجابة عن هذا السؤال، عبر دراسة استمرت قرابة 6 سنوات ونشرت نتائجها بدورية "ساينس أدفانسيز" العلمية.

خلال الدراسة، أبقى العلماء عينات من "حيوانات منوية" لفئران بمحطة الفضاء الدولية، وعرضوها للإشعاع لمعرفة قدرتها على الصمود أمام تلك الظروف.

هل يتسبب الإشعاع الفضائي في تدمير الحمض النووي؟

وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن العلماء اعتقدوا لسنوات، أن الإشعاع الفضائي قادر على تدمير الحمض النووي البشري، ما يجعل التكاثر في الفضاء مستحيلاً، فضلاً عن قلق العلماء من إمكانية الإصابة بالسرطان، نتيجة التعرُّض لهذه الإشعاعات.

وبحسب الدراسة، اكتشف العلماء أن الحيوانات المنوية للفئران ظلت سليمة،كما أن الأشعة لم تؤثر -بأي شكل من الأشكال- في الخصوبة، لكن ما تفاصيل الدراسة؟

الفئران الفضائيون

جفَّف فريق العمل بالدراسة عينات الحيوانات المنوية لـ 12 فأرًا ووضعوها في كبسولات صغيرة، قبل نقلها إلى محطة الفضاء الدولية.

وأعيدت بعض العينات إلى كوكب الأرض بعد مرور 9 أشهر، للتأكُّد من عمل التجربة، بينما بقيت مجموعتان بمحطة الفضاء الدولية، واحدة 3 سنوات والأخرى 6 سنوات تقريباً.

وبمجرَّد عودة العينات إلى الأرض، اختبرها العلماء لمعرفة مقدار الإشعاع الذي امتصته العينات، ووجود تلف بعينات الحيوانات المنوية من عدمه، ليكتشفوا أن الفترة التي قضتها العينات في الفضاء، لم تتسبَّب في تلف الحمض النووي للحيوانات المنوية.

وأعاد الباحثون ترطيب خلايا الحيوانات المنوية وحقنها في خلايا مبيض جديدة، ونقلها إلى إناث الفئران، ما أدى إلى ولادة فئران صغار أصحاء، قبل أن يستخدموا تسلسل الحمض النووي، ليؤكِّدوا أنه لا توجد اختلافات جينية لدى "الصغار الفضائيين".

الحيوانات المنوية تعيش في الفضاء 200 عام

لكن الأمر لم يقتصر على ذلك، فبحسب الدراسة يؤكِّد العلماء أنه يمكن الحفاظ على "الحيوانات المنوية" أكثر من 200 عام في الفضاء، من دون تعرُّضها للضرر، ما يثير التساؤل عن إمكانية تكرار التجربة على حيوانات منوية بشرية.

من جهته، أكد البروفيسور الياباني، ساياكا واكاياما، أحد المشاركين في الدراسة، لـ"ديلي ميل"، أن هذه الاكتشافات ضرورية للبشرية للتقدُّم في عصر الفضاء.

وأضاف أنه عندما يحين وقت الهجرة لكواكب أخرى، سنحتاج إلى الحفاظ على تنوع الموارد الجينية، ليس فقط للبشر، وإنما للحيوانات الأليفة أيضاً.