بإصرار بن سلمان والدعم الأممي والأمريكي... هل أوشكت حرب اليمن على الانتهاء؟
لقاءات واتصالات مكثَّفة، أجراها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لبحث وتأييد الجهود، الرامية إلى إنهاء الحرب في اليمن.

السياق
لقاءات واتصالات مكثَّفة، أجراها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لبحث وتأييد الجهود، الرامية إلى إنهاء الحرب في اليمن...
هكذا كانت "مانشتات" الصحف العربية والعالمية مؤخرًا، فهل بالفِعل (هذا البلد الحزين) على وشك، الخلاص من آلامه، ومعرفة طريق الاستقرار قريبًا؟!
كل الشواهد، تؤكِّد أن ولي العهد السعودي، عازم -بمنتهى الجدية- على إنهاء التوتر في اليمن المجاور، وهو ما اتفقت عليه الإدارة الأمريكية، التي أبدت مرونة، في التعامُل مع مبادرة المملكة العربية السعودية، التي أعلنتها مارس الماضي، لبدء خُطط الإعمار، وعودة الحياة إلى طبيعتها، في اليمن السعيد.
ورغم مرور سنوات على الحرب في اليمن، يبدو أنه آن الأوان لإنهائها، بعد المبادرة السعودية بوقف إطلاق النار، في جميع أنحاء البلاد، تحت إشراف الأمم المتحدة، وهي المبادرة التي لقيت ترحيبًا دوليًا وإقليميًا كبيرًا.
المبادرة كشفت (التعنُّت الحوثي)، حيث قوبلت برد يكشف النوايا غير الطيبة، لإنهاء الصراع في البلد العربي الكبير.
وقال محمد عبد السلام، كبير المفاوضين الحوثيين: إن الاقتراح السعودي لا يحتوي على أي شيء "جدي أو جديد"، وهو ما واجهته السعودية بتوضيح أكثر لنواياها لإنهاء الحرب.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود: إن المبادرة تتضمَّن وقف دوامة العنف، وإعادة فتح مطار صنعاء، لتحسين توزيع الغذاء في اليمن، مشيرًا إلى أن بلاده ستخفِّف أيضًا الإجراءات في ميناء الحديدة، لتسهيل استيراد الوقود والغذاء.
لا حل سوى السلام
الموقف السعودي -المطالِب بوقف الحرب- يسانده موقف دولي، حيث قال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إن الحرب "وراء خطر المجاعة وانتشار الأمراض والانهيار الاقتصادي في اليمن"، مشيرًا إلى أنه مع وجود الملايين على شفا المجاعة، وتفشي وباء كوفيد -19 في البلاد، فإن "اليمن لا يتحمَّل المزيد من العنف"، داعياً إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد "في الوقت الحالي"، تأييدًا للمبادرة التي أعلنتها السعودية.
وأضاف لوكوك، أن الأزمة الإنسانية تحاصر اليمنيين، وتجعلهم يعيشون في "دوامة انهيار لا هوادة فيها" ، مشدِّدًا على أن المجاعة تطارد المواطنين في كل مكان، ناهيك عن انتشار وباء كوفيد -19، مع انعدام نظام الرعاية الصحية، إضافة إلى استمرار الحرب، كل ذلك يأخذ بالبلاد إلى الهاوية، ويزيد سوء الأوضاع، بشكل كبير وسريع.
موضحًا أنه مع قطع العديد من المانحين، دعمهم المالي "بشكل كبير" ، فإن نقص التمويل، لا يزال أكبر تهديد، لأكبر عملية مساعدات في العالم، ودعا جميع المانحين إلى زيادة التمويل.
وأوضح مسؤول الأمم المتحدة، أن وقف إطلاق النار، وفتح الموانئ، وفتح مطار صنعاء، من شأنها أن "تقطع شوطاً طويلاً نحو تخفيف معاناة الناس"، مضيفاً أن هذه الإجراءات، يمكن أيضا أن تضع البلاد "على طريق نحو سلام أكثر استدامة"، وكما هو مطلوب، بموجب القانون الإنساني الدولي، شدَّد على ضرورة حماية المدنيين، مع تأكيد أهمية وصول المساعدات الإنسانية.
في غضون ذلك، وبينما يعمل الوضع الاقتصادي، على تسريع مخاطر المجاعة، استشهد لوكوك بخطوتين فوريتين، يمكن أن تساعدا في وقف الانهيار، ففي إشارة إلى أن الريال اليمني، لا يزال يتداول بالقرب من أدنى مستوياته القياسية، قال رئيس الإغاثة، إنه يجب تعزيزه وضمان "تدفُّق مستقر وكاف للواردات التجارية، عبر جميع الموانئ".
التعنُّت الحوثي
الأمم المتحدة، واصلت تحذيراتها للحوثيين، من مغبة مواصلة التعنُّت، وتطرَّق المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى ما سماه التصعيد العسكري "الذي لا هوادة فيه" و "غير المبرَّر" من جانب جماعة أنصار الله حول مأرب وسط اليمن، فقال إنه منذ أكثر من شهر ، فُقدت الأرواح، بما في ذلك أرواح الأطفال والمدنيين النازحين، وهو ما يعمل على تعطيل جهود السلام.
وحذَّر من أنه "كلما طال هجوم مأرب، زادت المخاطر على استقرار اليمن والتماسُك الاجتماعي"، داعياً إلى "تسوية سياسية تفاوضية شاملة" لإنهاء الصراع، مذكِّرًا بأن الغزو العسكري لن ينهي الحرب بشكل حاسم، لكنه سيؤجِّج فقط المزيد من العنف والاضطرابات.
وأوضح المبعوث الأممي الخاص إلي اليمن، أن وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، سيمكن الإغاثة الإنسانية، ويعود الأطفال بأمان إلى المدارس، ويفتح الطرق في أجزاء كثيرة من البلاد، فضلاً عن الهدوء الذي طال انتظاره من اليمنيين.