كاتب أمريكي: بايدن يعزِّز خيانة ترامب لسياسة أمريكا الخارجية

المبعوث الأمريكي السابق، لدى التحالف العالمي لمحاربة "داعش"، بريت ماكغورك، شعر بالغضب الشديد، حينما أعلن ترامب، في 6 أكتوبر 2019، دون استشارة فريقه، ولا حلفاء الولايات المتحدة، عن تخلي الأخيرة عن المقاتلين الأكراد السوريين، الذين تحالفت معهم، لهزيمة "داعش"، فضلاً عن منحها الضوء الأخضر لغزو تركي شمالي سوريا.

كاتب أمريكي: بايدن يعزِّز خيانة ترامب لسياسة أمريكا الخارجية
بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة

ترجمات-السياق

قال الكاتب الأمريكي مايكل روبين، وهو زميل في معهد أمريكان إنتربرايز، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تستمر في نهج سلفه، دونالد ترامب في السياسة الخارجية.

وأضاف روبين، في مقال كتبه بصحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية، أن المبعوث الأمريكي السابق، لدى التحالف العالمي لمحاربة "داعش"، بريت ماكغورك، شعر بالغضب الشديد، حينما أعلن ترامب، في 6 أكتوبر 2019، من دون استشارة فريقه، ولا حلفاء الولايات المتحدة، عن تخلي الأخيرة عن المقاتلين الأكراد السوريين، الذين تحالفت معهم، لهزيمة "داعش"، فضلاً عن منحها الضوء الأخضر لغزو تركي شمالي سوريا.

وأوضح روبين، أن ما نتج عن ذلك، كان إعلان وزير الدفاع الأمريكي حينها، جيمس ماتيس، استقالته، وسرعان ما تبعه ماكغورك، وفي غضون أيام، تحرَّكت القوات التركية جنوباً، إلى أكثر المناطق استقراراً وديمقراطية في سوريا، حيث كانت الأولوية بالنسبة لهذه القوات، قمع الأكراد والمسيحيين، والآيزيديين، على حساب هزيمة "داعش".

وتابع: "بينما لم يهتم ترامب كثيراً بالأكراد، أدرك العديد من كبار مساعديه، أن التخلي عنهم، لن يبث الروح من جديد في تنظيم داعش فحسب، بل سيرسل رسالة أيضاً إلى القوى المحلية، مفادها أنه ينبغي عليهم ألا يثقوا بالولايات المتحدة، في أي صراع مستقبلي".

وأشار الكاتب، إلى أنه من أجل منع هزيمة الأكراد، أقنع الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي، جاك كين، والسناتور ليندسي جراهام، ترامب، بالتراجع عن الانسحاب، لحماية آبار النفط، الموجودة بالقرب من دير الزور.

وقال: "بالفِعل أوقف الوجود الأمريكي التقدُّم التركي، فقد كانت لآبار النفط هذه ميزة إضافية، تتمثَّل في مساعدة الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا، في تمويل نفسها، ومواصلة قتالها ضد داعش، كما أنها كانت ملاذاً لمئات الآلاف من السوريين، من مختلف الأعراق والأديان، الذين ليس لهم مكان آخر يذهبون إليه".

وأعلن فريق الأمن القومي للرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي، أنه سينهي مرسوماً خاصاً بوزارة الخزانة، يسمح لشركة أمريكية، بالمساعدة في إنتاج النفط، الذي تحتاجه المنطقة الكردية السورية للبقاء، وفقاً للكاتب.

ونقل الكاتب، عن مسؤول في إدارة بايدن، اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله إن القرار لا يستند إلى رؤية استراتيجية، وإن هدفه فقط، عكس قرار خاص بإدارة ترامب، لكنه في النهاية، يكمل التخلي عن الأكراد، الذي بدأه الرئيس السابق.

وأشار روبين، إلى أن أن غضب ماكغورك، من خيانة ترامب للأكراد، دفعه للانتقال إلى فريق إدارة بايدن، لكنه الآن يرأس استكمال هذه الخيانة، وتلك المفارقة، حسب وصفه.

ورأى روبين أن الاستعداد نفسه، لاستمرار خيانة شركاء أمريكا، كان موجوداً أيضاً لدى إدارة بايدن في أفغانستان، موضحاً أن إدارته أعلنت أنها ستكمل الانسحاب الأمريكي من كابول، بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، على الولايات المتحدة.

وقال روبين، إنه في حين أن بايدن وكبار مساعديه، انتقدوا ما يسمى"حظر المسلمين" الذي فرضه ترامب، فإن البيت الأبيض، ليس لديه أي خُطط، لإجلاء 18 ألف مترجم أفغاني، كانوا يعملون مع القوات الأمريكية في كابول، والذين من المؤكَّد أن حركة طالبان ستطاردهم وتعذِّبهم وتقتلهم، بعد انسحاب الولايات المتحدة.

ورأى روبين، أن صمت كبار موظفي بايدن، أمثال ماكغورك، ونائب مستشار الأمن القومي، جون فينر، في مواجهة خيانة شركاء الولايات المتحدة في سوريا وأفغانستان، يبرز المشكلة الموجودة في واشنطن، موضحاً أن كلاً منهما الآن، في وضع يسمح له بصياغة سياسة بايدن، لكنهما لا يظهران سوى القليل من الميل لمساعدة أولئك الشركاء، وهو ما رآه يشير إلى تفوق السلطة والامتيازات على المبدأ.

واختتم روبين قائلاً: "لقد وعد بايدن ووزير خارجيته، أنطوني بلنكين، بإعادة الدبلوماسية إلى قلب السياسة الخارجية، لكن خيانة الأكراد والأفغان -التي تلوح في الأفق- تشير إلى أن كلاً منهما، يكرِّر أسوأ قرارات ترامب".