مجلة أمريكية: هيلاري كلينتون متورطة في قضية روسيا غيت
رأى بورين، أن شهادة موك أول تأكيد لتورط كلينتون بشكل مباشر في قرار بث قصة ترامب ألفا، وهو ما يؤكده بعض أفعالها اللاحقة.

ترجمات - السياق
اتهم بيتر فان بورين، الموظف السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، المرشحة الرئاسية السابقة، بأنها كانت على علم بتفاصيل فضيحة روسيا غيت، من بدايتها، وهي القضية المعنية بتسريبات عن علاقات مزعومة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمصرف ألفا بنك الروسي عام 2016، المعروفة إعلاميًا بملف "ستيل".
وقال بورين، في تحليل لمجلة أمريكان كونسيرفاتيف الأمريكية: هيلاري كلينتون كذبت بشأن هذه القضية، إذ دفعت مبلغًا لشركة إنترنت، مقابل اختراق خوادم الإنترنت الخاصة بترامب، سواء كانت الأجهزة الموجودة بشركته في أبراج ترامب، أم الأجهزة التي بالبيت الأبيض أيضًا، لتأكيد علاقة بينه وبين روسيا.
وكشف الكاتب، أن كلينتون دفعت إلى الخبراء لإنشاء مجموعتين من البيانات، إحداهما تُظهر الهواتف المحمولة الروسية، التي تصل إلى شبكات ترامب (الواي فاي)، والأخرى تُظهر كمبيوتر ترامب وهو يقوم باختبار اتصال خادم مع بنك ألفا الروسي.
تهمة الكذب
وحسب مجلة أمريكان كونسيرفاتيف، فقد وجهت لمايكل سوسمان، الشريك القانوني السابق للمستشار العام لحملة هيلاري، مارك إلياس، في سبتمبر الماضي، تهمة الكذب بشأن عمله في حملة كلينتون بمخطط يربط ترامب ببنك روسي، حيث قدم المستشار الخاص جون دورهام، طلبًا للمحكمة بشأن تضارب المصالح، مع اتهام محامي حملة هيلاري كلينتون الرئاسية، بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي وشهادة الزور.
وذكرت المجلة، أنه في سبتمبر 2016، أرسل سوسمان ادعاءات بشأن علاقة سرية بين ترامب وبنك ألفا الروسي، إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقال إنه لا يتصرف نيابة عن أي عميل، بينما قال ممثلو الادعاء إنه كان يعمل لصالح حملة هيلاري كلينتون.
بينما اعترف إلياس بإطلاع مسؤولي حملة كلينتون، بمن فيهم هيلاري نفسها، ورئيس الحملة جون بوديستا، والمتحدثة باسم جنيفر بالمييري، ومدير السياسة جيك سوليفان -وهو الآن مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي- فضلًا عن مدير الحملة روبي موك، على الأمر.
وفي لحظة مفاجئة بمحاكمة سوسمان، شهد موك بأن هيلاري كلينتون وقَّعت خطة لنشر معلومات الارتباط بين ترامب وبنك ألفا، رغم المخاوف من أن الاتصال كان مشكوكًا فيه.
ورأى بورين، أن شهادة موك أول تأكيد لتورط كلينتون بشكل مباشر في قرار بث قصة ترامب ألفا، وهو ما يؤكده بعض أفعالها اللاحقة.
تسريبات
وذكرت "أمريكان كونسيرفاتيف" أنه في 5 يوليو 2016، أصدر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي بيانًا يبرئ هيلاري كلينتون من أي فعل خاطئ، في ما يتعلق بخادم البريد الإلكتروني الخاص بها، وهو القرار الذي فتح الباب أمام هيلاري للترشح لانتخابات الرئاسة حينها.
بعد ذلك نشر موقع ويكيليكس معلومات مأخوذة من خوادم دي إن سي، التي أظهرت جهود حملة كلينتون للتقليل من قيمة وحجم المرشح بيرني ساندرز، الذي أطاحته هيلاري من تمثيل الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، مشيرة إلى أن التسريبات جاءت خلال المؤتمر الديمقراطي (25 إلى 28 يوليو) وهددت بانقسام الحزب.
وبالتزامن مع تسريبات ويكيليكس والشعور بالذعر داخل حملة كلينتون في مؤتمر الحزب الديمقراطي لعام 2016، جاءت موافقة هيلاري لبدء حملة (روسيا غيت) -كما شهد موك- بأن هذا كان هو التوقيت المثالي لبدء الحملة ضد ترامب، للفت انتباه الجمهور لقضية أخرى، بعيدًا عن مشكلات الحزب الديمقراطي الداخلية.
وفي 28 يوليو 2016، أطلع مدير وكالة المخابرات المركزية، جون برينان، الرئيس باراك أوباما على خطة هيلاري كلينتون، لربط المرشح ترامب بروسيا، كوسيلة لإلهاء الجمهور.
وأضافت المجلة الأمريكية، أن برينان استغل موقعه -رئيسًا لأقوى جهاز مخابرات في العالم- لمساعدة حملة هيلاري كلينتون (وللحفاظ على منصبه الوظيفي)، مشيرة إلى أنه نجح في الحصول على موافقة مجلس النواب، لبدء إجراء تحقيقات بشأن ترامب، بعدما أوضح أمام جلسة استماع للجنة الاستخبارات بمجلس النواب في مايو 2017، أنه "لديه معلومات مخابراتية عن اتصالات بين مسؤولين روس وأمريكيين".
وبينت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي حصل (عن طريق الاحتيال) في 21 أكتوبر على أول مذكرة قضائية بموجب قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، ضد أحد أعضاء فريق ترامب.
وبعد بيان صحفي لجيك سوليفان، غردت هيلاري في 31 أكتوبر 2016، بأن ترامب لديه خادم سري يتواصل مع روسيا، وهو ما علق عليه بورين، بالقول: "كانت تعلم أن حملتها دفعت الأموال لإنشاء تلك المعلومات، ودفعها إلى الجمهور عبر سوسمان وامرأة تدعى لورا سيغو".
وحسب المجلة، فقد كانت سيغو، محللة في شركة الأبحاث الأمريكية (فايشون جي بي إس)، وهي المنظمة التي كُلفت بمتابعة "ملف ستيل" -الاسم الذي أطلق على قضية روسيا غيت لاحقًا- نيابة عن كلينتون.
وشهدت سيغو، في محاكمة سوسمان، بأنها ذهبت مع آخرين إلى منزل الصحفي فرانكلين فوير لعرض القصة، وأخبرته بأنه تم فحصها من قِبل "علماء كمبيوتر يتمتعون بمصداقية عالية" والذين "يبدو أنهم يعتقدون أن هذه الادعاءات موثوقة".
وأمام ذلك، نشر فوير القصة في 31 أكتوبر 2016، تزامنًا مع بيان سوليفان وتغريدة هيلاري، التي تشير إلى أن الخادم الذي يربط ترامب ببنك ألفا، تم استخدامه كأداة اتصالات سرية.
ونقلت المجلة، عن كيفن بروك، مساعد مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، قوله: محاكمة سوسمان تُظهر أن هيلاري كلينتون كانت تدير بنفسها بداية ونهاية قصة (روسيا غيت) الزائفة، مشيرًا إلى أن ما سماها (الصحافة الساذجة) رغم فشلها في تأكيد هذه المزاعم، فإنها عززتها بتبنيها والترويج للقصة، كما لو كانت أخبارًا مشروعة.
وأشارت إلى أن حملة كلينتون سلَّمت هذه المزاعم إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، ما منح الصحفيين ذريعة أخرى، لتصوير الاتهامات على أنها خطيرة وربما صحيحة.