بعد اكتشافه في بريطانيا... ما هو جدري القرود وما خطورته؟
تبدأ أعراض جدري القرود عادةً بمزيج من الحُمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق وتضخم الغدد الليمفاوية.

ترجمات - السياق
أعلنت السلطات الصحية في المملكة المتحدة، اكتشاف حالتين جديدتين من مرض جدري القرود -وهي عدوى فيروسية نادرة مرتبطة بالجدري الذي يصيب البشر- مشيرة إلى أنهما غير مرتبطتين بالحالة المكتشفة قبل نحو أسبوع.
وحسب شبكة يورونيوز الأوروبية، يأتي ذلك بعد اكتشاف الحالة الأولى لشخص سافر مؤخرًا إلى المملكة المتحدة من نيجيريا في 7 مايو الجاري.
ووفقًا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، تلقى المريض الأول رعاية خاصة في وحدة العزل بمستشفى الأمراض المعدية جيز وسانت توماس في لندن.
ولم تفصح الوكالة الإنجليزية عن تفاصيل جنس الشخص أو سنه لكنها قالت إنها تعمل على تحديد أي شخص كان على اتصال وثيق بالمصاب، بما في ذلك الذين سافروا على الرحلة نفسها.
الحالات الجديدة
وعن الحالات الجديدة، نقلت "يورونيوز" عن وكالة الأمن الصحي البريطانية، تأكيدها أن المصابين من أسرة واحدة، ويعيشان في المنزل ذاته، مشيرة إلى أنها تجري تحقيقًا لمعرفة كيفية إصابتهما بالفيروس.
وقالت وكالة الخدمات الصحية البريطانية: أحدهما كان يتلقى العلاج في مستشفى سانت ماري في لندن، بينما يخضع الآخر للعزل في المنزل.
وكشفت أن هيئة الصحة العامة في اسكتلندا، بدأت المساعدة في تعقب المخالطين لأحد المرضى شمالي الحدود، مشيرة إلى أنها وضعت بعض المخالطين في الحجر الصحي، كإجراء احترازي.
أعراض المرض
يُعد جدري القرود أحد أنواع الجدري الذي يصيب البشر، وهو مرض تم القضاء عليه عام 1980، مشيرة إلى أنه رغم أن أعراضه أخف بكثير من أعراض الجدري، إذ يُشفى معظم المصابين في غضون أسابيع، فإنه قد يكون مميتًا في حالات نادرة.
وبينت أن المرض يستمر عادةً من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويمكن أن تظهر الأعراض في أي مكان من خمسة إلى 21 يومًا بعد الإصابة.
وأشارت الشبكة، إلى أن أعراض جدري القرود تبدأ عادةً بمزيج من الحُمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق وتضخم الغدد الليمفاوية.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تضخم الغدد الليمفاوية عادةً ما يساعد الأطباء في تمييز جدري القرود عن جدري الماء أو الجدري العادي.
وقالت الشبكة الأوروبية: "بمجرد إصابتك بالحمى، فإن أهم علامات جدري القرود، طفح جلدي مزعج، يميل إلى التطور بعد يوم إلى ثلاثة أيام، وغالبًا ما يبدأ على الوجه ثم ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم".
وبينت أن آفات المرض تمر بعملية نُضج تمنح منظرًا قبيحًا، تبدأ من اللطاخات (آفات مسطحة) إلى حطاطات (آفات بارزة)، فـحويصلات (آفات مملوءة بالسوائل)، ثم بثور (آفات مليئة بالصديد) ثم أخيرًا قشور (آفات قشرية) قبل سقوطها في النهاية وإيقافها.
لماذا يسمى جدرى القرود؟
وأضافت: ينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسات القشرية في عائلة الفيروسات الجدرية، مشيرة إلى أنه اكتُشف لأول مرة عام 1958 عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.
وذكرت الشبكة الأوروبية أن القرود غير مسؤولة عن تفشي المرض، حيث لا يزال المستودع الطبيعي لجدري القرود غير معروف، رغم أن منظمة الصحة العالمية تقول إن القوارض المسبب الأكثر احتمالًا.
بينما تقول وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة: "في إفريقيا، عُثر على أدلة لعدوى فيروس جدري القرود، في العديد من الحيوانات بما في ذلك السناجب الحبلية، وسناجب الأشجار، والجرذان الغامبية، وبعض الزهور، وأنواع من القرود".
أين يوجد؟
وحسب "يورونيوز" ينتشر جدري القرود البشري بشكل أساسي في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة وسط إفريقيا وغربها، إلا أنه لا يُشاهد عادةً في أوروبا.
وبينت أن جمهورية الكونغو الديمقراطية سجلت أول حالة بشرية مسجلة لمرض جدري القرود عام 1970.
منذ ذلك الحين -حسب الشبكة الأوروبية- أبلغ عن حالات في 11 دولة إفريقية: بنين ، والكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والغابون، وساحل العاج، وليبيريا، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو، وسيراليون، وجنوب السودان.
ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية، رُبط أول تفشٍ لجدري القرود أبلغ عنه خارج إفريقيا باستيراد ثدييات مصابة عام 2003 في الولايات المتحدة.
ووفقًا لوكالة الصحة الأوروبية، فإنه خلال عامي 2018 و2019، شُخِّصت إصابة مسافرين من المملكة المتحدة، وثالث من إسرائيل، ورابع من سنغافورة، وجميعهم لديهم تاريخ سفر في نيجيريا، بجدرى القرود بعد تفشٍ كبير للمرض هناك.
كيف تصاب بجدرى القرود؟
وبينّت "يورونيوز" أنه يمكن التقاط الفيروس من لدغة أو خدش حيوان مصاب، عن طريق تناول لحوم الأدغال، أو الاتصال المباشر بمصاب أو لمس الفراش أو الملابس الملوثة.
وأشارت إلى أن الفيروس يدخل الجسم عن طريق الآفات الجلدية أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم)، بينما يُعتقد أن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر يحدث في المقام الأول من خلال قطرات كبيرة من الجهاز التنفسي، التي لا يمكنها الانتقال أكثر من بضعة أقدام، لذلك ستكون هناك حاجة إلى الاتصال وجهًا لوجه فترة طويلة.
وقالت هيئة خدمات الصحة والخدمات الإنسانية في المملكة المتحدة، في بيانها الذي يؤكد الحالة، إن جدري القرود "عادةً ما يكون مرضًا خفيفًا يُشفى من تلقاء نفسه، ويتعافى معظم الناس منه في غضون أسابيع".
ونقلت "يورونيوز" عن الدكتور كولين براون، مدير الوكالة السريرية للعدوى الناشئة، قوله: "من المهم تأكيد أن جدري القردة لا ينتشر بسهولة بين الناس، وأن الخطر العام على عامة الناس منخفض للغاية".
وأشارت الشبكة الأوروبية، إلى أنه رغم أن أعراضه أكثر اعتدالًا من الجدري، فقد ثبت أنه يتسبب في وفاة ما يصل إلى 11 في المئة من المصابين مقارنة بنحو 30 في المئة للجدري، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وذكرت الصحة العالمية، أن معدل الوفيات أعلى بين الأطفال والشباب، مشددة على أن الذين يعانون نقص المناعة معرضون لخطر الإصابة بأمراض خطيرة.
العلاج والوقاية
وعن العلاج والوقاية، بينت "يورونيوز" أنه لا يوجد أي علاج محدد موصى به لجدري القرود، إلا أنه عادةً ما يختفي من تلقاء نفسه.
وحسب الشبكة، يُعتقد أن التطعيم ضد الجدري فعّال للغاية في الوقاية من جدري القرود، لكن بسبب إعلان القضاء على الجدري منذ أكثر من 40 عامًا، لم يعد الجيل الأول من لقاحات الجدري متاحًا لعامة الناس.
وأشارت إلى أنه تمت الموافقة على لقاح جديد طورته شركة (بافاريان نورديك) الدنماركية، للوقاية من الجدري وجدري القرود في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا (تحت الأسماء التجارية إمفانيكس وجينوس وإيمفاموني)، كما يجرى تطوير مضادات الفيروسات للوصول لدواء ناجع لمواجهة الفيروس الجديد.