من يمول حملة التشويه والضغط على إيلون ماسك؟

الثلاثي المناهض لإيلون ماسك يشكل نوعًا من الاتحاد، ويتخصصون في تكتيكات حرب العصابات، لتوجيه الأمور بالشكل الذي يتفق مع أفكارهم وما يريدون

من يمول حملة التشويه والضغط على إيلون ماسك؟
إيلون ماسك

ترجمات - السياق

منذ إعلان  شراء الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك منصة التواصل الاجتماعي تويتر، بدأت التساؤلات عن التغيرات التي ستطرأ على المنصة الشهيرة، بينما أعربت جماعات حقوق الإنسان عن مخاوفها من أن يؤدي الافتقار إلى الاعتدال في المنصة، إلى زيادة في خطاب الكراهية.

بالمقابل، بدأت جماعات أمريكية حملة تشهير ضد الملياردير الأمريكي، في محاولة لإفشال الصفقة التي بلغت قيمتها 44 مليار دولار.

ورأت مجلة تابلت الأمريكية، أن صفقة شراء إيلون ماسك شركة تويتر أكبر من مجرد استحواذ على مؤسسة بمعايير التجارة، خاصة أمام تحديات حرية التعبير.

وذكرت المجلة، في تحليل للكاتب أرمين روزين، أن مرحلة قبول تمرير التغييرات المتوقعة على سياسات "تويتر" بعد إتمام الصفقة، اختلفت، إذ إن هناك نشاطًا كبيرًا من مجموعات نافذة تحاول إفساد الصفقة عبر التخويف من تلك التغييرات.

ففي 3 مايو، أرسل ثلاثة مما تسمى"مجموعات المناصرة" رسالة إلى كبار المعلنين على "تويتر"، بما في ذلك الشركات الكبيرة المهتمة بالصورة وحساسية اللوائح التنظيمية مثل كوكا كولا وديزني، لحثهم على سحب أعمالهم "من "تويتر" إذا أثبت ماسك أنه لا يرغب في فرض رقابة على النشر في المنصة بما يرضي تلك المنظمات، وفقًا للمجلة.

 

سموم المعلومات

وحسب المجلة الأمريكية، بدأ الخطاب الذي جرى توزيعه باسم مؤسسات ميديا ماترز (Media  Matters for America) وأكونتابل تيك (Accountable Tech) وألترا فيوليت (UltraViolet)، بالقول: إن استيلاء إيلون ماسك على "تويتر" سيزيد من سموم نظام المعلومات لدينا، وسيكون تهديدًا مباشرًا للسلامة العامة.

وأشار الخطاب إلى أن هذه المجموعات، بجانب حركتي حياة السود مهمة، والرابطة الوطنية لإلغاء قوانين الإجهاض، تتعهد بتعبئة نشطائها، وأي موارد أخرى قد تكون لديهم، لمعاقبة الشركات التي ستلتزم بـ "تويتر" إذا تخلت عن نظام الاعتدال في محتوى ما قبل ماسك.

وأمام هذه التحديات، بينّت (تابلت) أن ماسك بدا كأنه يتعامل مع هذه التهديدات، التي تسعى لتدمير علامته التجارية الجديدة، على أنه تحدٍ.

وتساءلت المجلة: "مَنْ يموِّل هذه المنظمات التي تريد التحكم في وصول المواطنين إلى المعلومات؟"، وأجابت بأن مؤسسات (ميديا ماتر، وأكونتابل تيك، وألترا فيوليت)، يقودها جميعًا كبار الموظفين الديمقراطيين السابقين في الكونغرس، والسلطة التنفيذية، والحملات السياسية الرئيسة.

وأوضحت أن هؤلاء يتلقون جميعًا تمويلًا من المؤسسات الليبرالية، التي تتبرع على نطاق واسع للديمقراطيين، أو من منظمات المناصرة، مثل النقابات العمالية، التي تشارك بعمق في سياسات الحزب الديمقراطي، واصفة المؤسسات الثلاث بأنها الذراع الهجومية للحزب الديمقراطي.

 

عدو الحزب

ورأت المجلة أن ترابط جماعات المناصرة هذه للوقوف في وجه ماسك، يأتي لتذكيره بأنه عدو للحزب الذي يمتلك قدرًا كبيرًا من السلطة الرسمية، بما في ذلك السيطرة على الكونغرس والرئاسة.

ومن ثمّ هذه المجموعات تسعى لتهديد مالك "تويتر" الجديد بالامتثال "الطوعي" لأيديولوجية الحزب الديمقراطي.

وبينت أن شركة ميديا ماتر، تعد الحصن الذي يقوده الصحفي الأمريكي الشهير ديفيد بروك ضد قناة فوكس نيوز الأكثر شهرة، مشيرة إلى أنه جرى إطلاق المنظمة عام 2004 بمساعدة من مركز التقدم الأمريكي، الذي كان يدعم هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 .

وكشفت أن هذا المركز جرى الإبلاغ عنه عام 2019، بعد أن بلغت إيراداته أكثر من 14.1 مليون دولار، مشيرة إلى أنه وفقًا لمتابعيها فإن مؤسسة (ميديا ماتر) تمثل الوجه السائد لمناصرة يسار الوسط.

تجدر الإشارة إلى أن بروك كاتب محافظ سابق في مجلة ذي أميركان سبيكتاتور، وكان فاعلًا في الجهود التي بذلت لتشويه سمعة «أنيتا هيل» وإطاحة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وتحول إلى اليسار منذ عقد.

ويقول بروك إن هدف مؤسسة ميديا ماترز مراقبة قناة فوكس نيوز، ولفت الانتباه إلى تحريفاتها.

وذكرت المجلة الأمريكية، أن توم بيريز رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي السابق، وزير العمل للرئيس الأسبق باراك أوباما، والرئيسة السابقة لتنظيم الأسرة سيسيل ريتشاردز، عضوان في مجلس إدارة المجموعة، بينما شغل الرئيس التنفيذي أنجيلو كاروسون منصب "نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية والإدارة للمؤتمر الوطني الديمقراطي لعام 2016".

وأوضحت (تابلت) أن العديد من موظفي شركة ميديا ماتر نقاد مشهورون، يظهرون بشكل متكرر في وسائل الإعلام مثل (إم إس إن بي س ، ما يزيد طمس الخطوط الفاصلة بين جهاز التدوير للحزب الديمقراطي والمنظمات التي لا تزال مصرة على تقديم نفسها بأنها "صحافة".

 

الأموال المظلمة

ووصفت المجلة الأمريكية أكونتابل تيك بأنها تمثل عملية الأموال المظلمة عبر الإنترنت للحزب الديمقراطي، مشيرة إلى أنها ترفض الكشف عن الجهات المانحة.

وحسب مجموعة كابيتل ريسرش اليمينية، فإن "أكونتابل تيك" تُعد من الأسماء البديلة المسجلة في واشنطن العاصمة لصندوق الشمال، وهي مجموعة مناصرة تلقت 19.3 مليون دولار عام 2020 مما يسمى صندوق سكستين ثيرتي للإنفاق السياسي، وهي جماعة وصفتها مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية بأنها الوزن الثقيل الذي لا جدال فيه للأموال السوداء للديمقراطيين.

وأضافت أن سكستين ثيرتي واحدة من منظمات عدة مانحة غير شفافة وذات رأس مال كبير من يسار الوسط تحت إدارة شركة استشارية غير هادفة للربح تسمى أرابيلا أدفيزور-  مستشارو أرابيلا-وكشفت أن صندوق الشمال دفع نحو 942 ألف دولار رسومًا لأرابيلا عام 2020.

وترى المجلة الأمريكية، أن "أكونتابل تيك" الأقل تمويلًا ضمن مجموعات أخرى تموَّل بالمليارات، لتخدم أهداف الحزب الديمقراطي.

وأشارت إلى أن المؤسس المشارك، الوجه العام لهذه المؤسسة "أكونتابل تيك" هو جيسي ليريش، الذي كان المتحدث باسم السياسة الخارجية لحملة هيلاري كلينتون الرئاسية لعام 2016.

وبينت أنه في يوليو 2017، أقر ليريش لموقع بيزنس إنسايدر بأنه أثناء عمله لدى كلينتون، كان قد "أطلق جرس الإنذار بشأن اتصالات الكرملين، التي تربط موسكو بالخصم الجمهوري السابق دونالد ترامب، الذي فاز في الانتخابات أمام هيلاري"، مشيرة إلى أنه بعد تحقيقات موسعة ثبت أن هذه الاتهامات المزعومة كانت خاطئة.

وكشفت (تابلت) عن علاقات وثيقة واتصالات بين ليريش وموقع (فيسبوك)، مشيرة إلى أن ليريش كان وراء حصول مارك زوكربيرج -مؤسس فيسبوك- على 400 مليون دولار من الحزب الديمقراطي لأسباب تتعلق بالانتخابات.

 

الترا فيوليت

وحسب المجلة الأمريكية، فإن ألترا فيوليت هي العضو الثالث في مجموعة " دعنا نكسر نوافذ إيلون ماسك" وتموَّل من خلال الاتحاد الأمريكي للمعلمين ومؤسسة ليبرا، وهي منظمة مانحة يتولاها ملياردير أمريكي من عائلة بريزكر اليسارية، مشيرة إلى أن ألترافيوليت مؤسسة فريدة من نوعها في عالم المجتمع المدني، لاشتراكها في الاسم مع اندي وارهول.

وأوضحت المجلة، أنه جرى تأسيس ألترا فيوليت من قِبل شخص يحترف السياسة، ويتبع الحزب الوطني الديمقراطي، هو شونا توماس الرئيس السابق للذراع غير الربحية للكونغرس التجمع التقدمي.

ورأت المجلة الأمريكية، أن الثلاثي المناهض لماسك يشكل نوعًا من الاتحاد، ويتخصصون في تكتيكات حرب العصابات، لتوجيه الأمور بالشكل الذي يتفق مع أفكارهم وما يريدون.

وأضافت أن ما يوحد هذه المنظمات ليس أيديولوجية أو قائمة مانحين مشتركة أو جدول أعمال مشترك أو مكانة بارزة للحزب الديمقراطي في السير الذاتية لقيادتهم، وإنما ما يربطهم هو مشروع لتوسيع ساحة المعركة الحزبية للسيطرة على كل شيء، من دون استثناء لأحد، سواء إيلون موسك أم غيره.