100 مليون زيارة سنويًا... السعودية تستثمر أكثر من تريليون دولار في السياحة

من المقرر أن تنفق المملكة أكثر من تريليون دولار على السياحة خلال العقد المقبل، حيث تسعى للانتقال إلى السياحة الترفيهية، التي تعدها قطاعًا رئيسًا في برنامج رؤية 2030 الذي يهدف إلى تحديث اقتصاد البلاد.

100 مليون زيارة سنويًا... السعودية تستثمر أكثر من تريليون دولار في السياحة

ترجمات - السياق

تأمل المملكة العربية السعودية جذب 100 مليون زائر بحلول عام 2030، حيث تتجه بعيدًا عن قطاع النفط إلى اقتصاد أكثر استدامة.

ومن المقرر أن تنفق المملكة أكثر من تريليون دولار على السياحة خلال العقد المقبل، حيث تسعى للانتقال إلى السياحة الترفيهية، التي تعدها قطاعًا رئيسًا في برنامج رؤية 2030 الذي يهدف إلى تحديث اقتصاد البلاد، وفقًا لتقرير لمجلة رواد الأعمال في الشرق الأوسط، ومؤسسة لوسيديتي إنسايت، نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

تمكنت السعودية من تحقيق قفزات كبيرة في قطاع السياحة، حيث حلت في المركز 33 عالميًا في مؤشر السفر والسياحة لمنتدى الاقتصاد العالمي، متقدمة على 10 دول دفعة واحدة قياسًا بعام 2019.

 

الريادة

ترى إريكا ماساكو ويلش مسؤولة المحتوى للتقارير الخاصة بمجلة "رواد الأعمال في الشرق الأوسط" -إحدى المشاركات في إعداد التقرير- في تصريح لصحيفة ميديا لاين الأمريكية، أن المملكة العربية السعودية تأمل أن تصبح رائدة في مجال السياحة العالمية.

ولتحقيق هذا الهدف، ذكرت ماساكو ويلش، أن السعودية وسعت المجال أمام النساء لاقتحام شتى مجالات العمل بسرعة فائقة، مشيرة إلى أنه قبل نحو عشرة أعوام أو 15 عامًا، كانت النساء العاملات في البلاد لا تتعدى 5%، بينما تبلغ النسبة الآن نحو 34%.

وأشارت إلى أن هناك الكثير من الوظائف التي يتنافس عليها الشباب السعودي، ومن ثمّ فإن هذه الوظائف لن تكون موجودة ما لم يتم تطوير صناعات جديدة في التكنولوجيا والسياحة.

ولتحقيق الريادة أيضًا في مجال السياحة، أعلنت المملكة العربية السعودية، تعاقدها مع نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ليكون سفيرها السياحي الجديد.

وأوضحت "جيروزاليم بوست" أنه بعد وصوله إلى المملكة لحضور موسم جدة -وهو مهرجان فني وثقافي ترفيهي- نشر ميسي في موقع "إنستغرام" من يخت في البحر الأحمر هاشتاغ #VisitSaudi "زوروا السعودية".

 

السياحة الترفيهية

وحسب ويلش، تمثل السياحة الترفيهية نحو 55% من الأنشطة السياحية بالعالم، وعلى هذا النحو، فقد وعدت المملكة باستثمار تريليون دولار أمريكي إضافي في قطاع السياحة السعودي خلال العقد المقبل، إلى جانب المليارات التي استثمرتها فيه في السنوات الخمس الماضية.

وأشارت إلى أنه رغم أن جائحة كورونا أجبرت المملكة على تعديل تركيزها الاستراتيجي على السياحة الداخلية -شأنها شأن العديد من البلدان الأخرى التي اضطرت إلى إغلاق حدودها- فإنها لم تُجرِ أي تعديلات على أهدافها ذات المدى الأطول لرؤية 2030.

وبحلول عام 2030 -حسب مجلة رواد الأعمال- تتوقع السعودية أن تسهم السياحة بما لا يقل عن 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ما قد يعني أن تكون قيمة قطاع السياحة الاقتصادي نحو 186 مليار دولار.

وقالت ويلش: تجربة السياحة الترفيهية جديدة على السعوديين، الذين اعتادوا السياحة الدينية المقتصرة على الحج والعمرة، إلا أنها شددت على أن السياحة الدينية -التي تستقدم مئات الآلاف من المسلمين سنويًا- دفعت الخطوط الجوية السعودية لتنافس بقوة كبريات الخطوط الجوية العالمية، مثل الخطوط الجوية البريطانية.

 

مستقبل أكثر علمانية

وكشفت ماساكو ويلش أنها زارت المملكة لمعرفة حقيقة تطور صناعة السياحة فيها، وقالت إنها لاحظت "فرقًا كبيرًا" من حيث تطوير البنية التحتية وأعمال الطرق والمطارات، مقارنةً ببضع سنوات مضت.

وأشارت إلى أنه من بين أفضل مناطق الجذب -قيد التطوير- عروض العطلات في منطقة العلا، وهو وادي ضخم يقع شمالي غرب المملكة وموقع تراث عالمي لليونسكو.

وأوضح التقرير، أنه رغم أن السياحة في المملكة العربية السعودية لا تزال في مهدها، فإنها قد تكون باهظة الثمن بالنسبة للمسافر العادي.

وأشار التقرير إلى أن بلدانًا أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحاول أيضًا دعم قطاعات السياحة، خلال الفترة المقبلة.

وتظل شركة طيران الإمارات الوِجهة الأكثر شعبية في هذا الصدد، تليها المملكة العربية السعودية والكويت ومصر وقطر، بينما اجتذبت دبي وحدها ما يقرب من 17 مليون زائر عام 2019.

 

إمكانات السعودية

وحسب تقرير مجلة رواد الأعمال، يعتقد الخبراء أن المملكة العربية السعودية لديها القدرة على أن تصبح لاعبًا مهمًا في السوق السياحي، لأنها تستهدف المسافرين من كل الشرائح، مشيرة إلى أن ذلك قد "يُشكل خطرًا" على الوِجهات السياحية الأخرى في المنطقة.

ونقلت صحيفة ميديا لاين الأمريكية، عن فيصل خان نائب الرئيس في منصة ذكاء المستهلك الرقمي قوله: السوق السعودي يتضمن فرصًا مذهلة، مشيرًا إلى أنها تمتلك المساحة والتاريخ والجيوب العميقة التي تساعد في ذلك، والأهم من ذلك الخطة التي يلتزمون بها، مضيفًا: "لم أر أي كيان ملتزم برؤية وخطة معينة مثل السعودية".

وتابع: "القيود الدينية أصبحت شيئًا من الماضي، وقد قطعت المملكة شوطًا كبيرًا في ذلك، إذ تواصل إعادة تشكيل الصورة التي يتصورها الزوار العالميون عنها".

وحسب تقرير (رواد الأعمال)، ربما تمر المملكة بتحول في النظرة العامة كوِجهة سياحية، لكن لم يبدأ إصدار التأشيرات للمسافرين الراغبين في زيارة البلاد إلا عام 2019 لأسباب أخرى غير الحج الديني أو العمل.

ومع ذلك -تضيف المجلة- من المهم ملاحظة أن المملكة العربية السعودية لا تزال تتحفظ دينيًا، وهو ما قد يجعل بعض المسافرين الغربيين يفكرون جيدًا قبل السفر إلى هناك.

وتعليقًا على ذلك، قالت سارة فيث، مديرة المحتوى والاتصالات في شركة ريسبونسابل ترافيل لصحيفة ميديا لاين الأمريكية: "هناك العديد من الوِجهات العالمية التي يمكن أن تشكل معضلة أخلاقية للمسافرين المحتملين".

وأضافت: "المملكة العربية السعودية من هذه الدول، إلا أنه رغم ذلك، لا يزال من الممكن السفر إلى هناك".

وقالت: "إذا سافرت إلى المملكة العربية السعودية، ستجد تزايدًا في عدد العاملات، وصاحبات الشركات والأعمال، وهو أمر لم يكن موجودًا قبل عام 2018".