بعد تسجيل أولى إصابات كورونا... كوريا الشمالية تطلق صواريخ

كوريا الشمالية محاطة بدول واجهت وما زالت تحاول السيطرة على انتشار أوميكرون بشكل واسع على أراضيها.

بعد تسجيل أولى إصابات كورونا... كوريا الشمالية تطلق صواريخ

السياق

إعلان مفاجئ، أطلقته كوريا الشمالية، مؤكدة تسجيل أول إصابة بكورونا على أراضيها الخميس، وسرعان ما أعلنت حالة "طوارئ خطيرة" بينما ظهر زعيمها كيم جونغ أون واضعًا كمامة لأول مرة، ليصدر أمرًا بفرض تدابير إغلاق على مستوى البلاد.

وبعد ساعات على الإعلان المفاجئ، الذي كان أول إقرار من الدولة المعزولة، بتسجيلها إصابات بكورونا، قال الجيش الكوري الجنوبي إنه رصد إطلاق ثلاثة صواريخ بالستية قصيرة المدى من قرب بيونغ يانغ.

جاءت عملية الإطلاق، وهي من أكثر من عشرة اختبارات للأسلحة هذا العام، أجرتها الدولة المسلحة نوويًا رغم العقوبات المفروضة عليها، بعد وقت قصير من تحذير واشنطن من أن نظام كيم قد يختبر سلاحًا نوويًا في أي لحظة، إذ تشير صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية إلى نشاط جديد في المواقع النووية.

وأعلنت كوريا الشمالية -الخميس- أنها انتقلت إلى "نظام أقصى درجات الوقاية الوبائية الطارئة" بعدما ثبتت إصابة مرضى عانوا الحمى بالمتحور أوميكرون.

وأشرف كيم، الذي ظهر عبر التلفزيون الرسمي واضعًا كمامة لأول مرة، على اجتماع طارئ للمكتب السياسي لمناقشة تفشي الفيروس و"دعا مدن البلاد ومقاطعاتها إلى فرض إجراءات حجر صارمة على أراضيها".

وأكد كيم -خلال الاجتماع- أن الهدف "معالجة الإصابات للقضاء على جذور الجائحة في أقصر فترة زمنية ممكنة"، وفق ما أفادت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية، من دون تحديد عدد الإصابات.

ويشير خبراء إلى أن البنى التحتية الصحية الكورية الشمالية المتقادمة، ستواجه صعوبة في التعامل مع أي تفشٍ واسع للفيروس، بينما يعتقد أن سكانها البالغ عددهم 24 مليونًا لم يتلقوا اللقاحات.

وأشار الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية يانغ مو-جين إلى أن كوريا الشمالية سعت -عبر إجراء الاختبار الصاروخي مباشرة بعد تأكيدها إصابات كورونا- ببعث رسالة مفادها أن "لا علاقة بين السيطرة على الفيروس ومضيها قدمًا في دفاعها الوطني".

وأضاف: "من المنطقي افتراض أنها قد تجري اختبارًا نوويًا بضوء أخضر من كيم جونغ أون في أي لحظة".

 

لا لقاحات

وقال الأستاذ بجامعة إيوها في سيول ليف-إريك إيزلي إن "إقرار بيونغ يانغ بوجود إصابات بأوميكرون، يشير إلى أن الوضع الصحي العام خطير".

وأضاف: "ستمضي بيونغ يانغ قدمًا على الأرجح بفرض تدابير إغلاق، رغم أن إخفاق استراتيجية (صفر إصابات بكورونا) التي تتبعها الصين، يشير إلى أن هذا النهج لا يفيد في مواجهة المتحور أوميكرون".

ورفضت كوريا الشمالية عروض تلقي لقاحات من منظمة الصحة العالمية والصين وروسيا.

وفي هذا الصدد، يوضح الباحث لدى معهد آسان للدراسات السياسية غو ميونغ-هيون لوكالة فرانس برس، أن قبول اللقاحات في إطار آلية كوفاكس، التي وضعتها منظمة الصحة العالمية "يتطلب شفافية بكيفية توزيع اللقاحات... لهذا السبب رفضتها كوريا الشمالية".

وكوريا الشمالية محاطة بدول واجهت وما زالت تحاول السيطرة على انتشار أوميكرون بشكل واسع على أراضيها.

وخففت كوريا الجنوبية، حيث معدلات التطعيم مرتفعة، جميع قيود كورونا مؤخرًا، إذ انخفضت الإصابات بشكل حاد، بعدما ارتفعت جرّاء أوميكرون في مارس.

أما الصين المجاورة، القوة الاقتصادية الكبرى الوحيدة في العالم، التي ما زالت تتبع استراتيجية "صفر إصابات بكورونا"، فتشهد انتشارًا واسعًا للمتحور.

وفُرضت تدابير إغلاق مشددة على مدن صينية كبرى، بما فيها العاصمة المالية شنغهاي، تواصلت أسابيع.

وأكدت الصين -الخميس- أنها "مستعدة لتقديم الدعم والمساعدة لكوريا الشمالية في معركتها ضد الوباء"، وفق ما جاء على لسان الناطق باسم خارجيتها تشاو ليجيان.

ويبدو أن كوريا الشمالية ستحاول تجنُّب اللجوء لإجراءات الصين المتشددة للغاية على غرار "سجن السكان نظريًا داخل الشقق"، بحسب ما أفاد شيونغ سيونغ-شانغ من معهد سيجونغ.

لكنه لفت إلى أن حتى تدابير الإغلاق المحدودة ستؤدي إلى "نقص شديد في الغذاء الفوضى ذاتها التي تواجهها الصين".

وذكر موقع إن كي نيوز المتخصص ومقره سيول، أن السلطات أغلقت أجزاء من بيونغ يانغ يومين، وسط تقارير عن تهافت السكان لتخزين حاجاتهم.

 

اختبار نووي

وتعهّد رئيس كوريا الجنوبية الجديد المتشدد يون سوك يول -الذي جرى تنصيبه رسميًا الثلاثاء- باتّباع نهج صارم حيال بيونغ يانغ، بعد خمس سنوات من الدبلوماسية الفاشلة.

وبعد انهيار محادثات عالية المستوى عام 2019، ضاعفت كوريا الشمالية تجارب أسلحتها وقامت بسلسلة عمليات إطلاق صواريخ العام الجاري، بما فيها صواريخ بالستية عابرة للقارات.

وتشير صور التقطت بالأقمار الاصطناعية إلى أن كوريا الشمالية تستعد لإجراء اختبار نووي، بينما حذّرت الولايات المتحدة من أن ذلك قد يكون الشهر الجاري.

لكن تفشي كورونا قد يعطّل برنامج بيونغ يانغ العسكري، بحسب محللين.

وقال الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية سانغ مو-جين لـ "فرانس برس": "هناك احتمال بتأخير الاختبار النووي من أجل التركيز على تجاوز كورونا".

لكن في حال انتتشار المخاوف وسط السكان من تفشي الفيروس، قد يمضي كيم قدمًا بالاختبار "لتحويل اتّجاه هذه المخاوف".