هل تقف هيلاري كلينتون خلف تسريب معلومات عن علاقة ترامب بروسيا؟
كشف المدير السابق للحملة الانتخابية لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، أن المشرفين على الحملة نظموا عام 2016 تسريباتٍ عن علاقات مزعومة لدونالد ترامب مع مصرف ألفا بنك الروسي

ترجمات - السياق
رغم مرور نحو 8 سنوات على هذه الواقعة، فإن "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نشرت إقرارًا جديدًا على لسان المدير السابق للحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، روبي موك، يكشف فيه أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أقرت خطة لتنظيم تسريبات عن علاقات مزعومة لدونالد ترامب بمصرف ألفا بنك الروسي عام 2016.
ونقلت الصحيفة -في تقرير- تصريحات مدير حملة كلينتون الانتخابية، خلال مداولات في مقاطعة كولومبيا الكبرى بواشنطن، عن اتهامات ترامب بعلاقته بالبنك الروسي، مشيرة إلى أن ما سمتها "رواية التواطؤ بين روسيا وترامب لعام 2016" كانت خدعة قذرة، رتبت لها المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون.
وعلَّقت الصحيفة الأمريكية، على اعتراف موك بقولها: رغم أن هذه الأنباء لا تمثل مفاجأة جديدة، لكن العثور على بصمات هيلاري على هذا السلاح السياسي، لا يزال مثار شغف واهتمام كبيرين للرأي العام الأمريكي.
جذور القضية
وحسب "وول ستريت جورنال" أدلى موك بشهادته عن تقرير المحقق الخاص، المستشار جون دورهام، الذي جرى تكليفه بفحص أصول قضية التدخلات الروسية في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016.
ويتهم دورهام، مايكل سوسمان محامي الحملة الانتخابية لكلينتون، بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وبينت الصحيفة الأمريكية، أنه في سبتمبر 2016، أرسل سوسمان ادعاءات بشأن علاقة سرية، بين ترامب وبنك ألفا الروسي، إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقال إنه لا يتصرف نيابة عن أي عميل، بينما يقول ممثلو الادعاء إنه كان يعمل لصالح حملة هيلاري كلينتون.
وكشف تقرير دورهام أن محامي هيلاري كلينتون وفريقها الانتخابي دفعوا لشركة تكنولوجيا، مقابل التسلل إلى خوادم تابعة لترامب ثم البيت الأبيض، لاستنتاج وسرد منطقي يدين ترامب في تلك القضية، ما يُعد بدوره مخالفة للقانون.
اعتراف
وبينت "وول ستريت جورنال" أن المدعين سألوا موك عن دوره في تسريب هذه المزاعم إلى الصحافة، فاعترف بأن الحملة الرئاسية لكلينتون، كانت تفتقر إلى الخبرة لفحص البيانات، ومع ذلك فقد اتُخذ القرار من قِبله ومستشار السياسة جيك سوليفان (الآن مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن)، ومديرة الاتصالات جينيفر بالمييري ورئيس الحملة جون بوديستا، لتسريب مزاعم علاقة ترامب بـ(بنك ألفا) إلى الصحافة.
وقال موك خلال المحاكمة: كلينتون سُئلت عن الخطة ووافقت عليها، مشيرًا إلى أنها وافقت على خطة تنظيم هذه التسريبات، عندما كانت مرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الديمقراطي.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه بعد موافقة كلينتون، ظهرت قصة مزاعم علاقة ترامب ببنك ألفا الروسي على موقع مجلة «سلايت» الأمريكية.
وكشف موك أنه حضر اجتماعًا مع أعضاء في حملة كلينتون الانتخابية، حيث علموا بوجود نشاط إلكتروني مريب، يشير إلى صلة بين منظمة ترامب -وهي شركة تكتل دولية أمريكية- وبنك ألفا الروسي، مشيرًا إلى أنهم -خلال ذلك الاجتماع- قرروا تسريب هذه المعلومات إلى وسائل الإعلام.
وأضاف: "ناقشنا الموضوع مع هيلاري، ووافقت على هذا القرار"، قائلاً إنه كان يأمل أن "يتحقق الصحفيون من هذه المعلومات ونشر ما يعدونه حقيقة".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه في 31 أكتوبر 2016، أصدر سوليفان بيانًا ذكر فيه مزاعم «سلايت»، حيث كتب: "قد يكون هذا هو الرابط الأكثر مباشرة -حتى الآن- بين دونالد ترامب وموسكو"، بينما شاركت كلينتون بيان سوليفان مع التعليق: "علماء التكنولوجيا اكتشفوا -على ما يبدو- خادمًا سريًا يربط منظمة ترامب ببنك مقره روسيا".
سذاجة
وخلصت "وول ستريت جورنال" في تقريرها إلى القول: حملة كلينتون اختلقت المزاعم عن صلات بين ترامب وبنك ألفا، مشيرة إلى أن ما سمتها (الصحافة الساذجة) رغم فشلها في تأكيد هذه المزاعم، فإنها عززتها بتبنيها والترويج للقصة، كما لو كانت أخبارًا مشروعة.
وأشارت إلى أن حملة كلينتون سلَّمت هذه المزاعم إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، ما منح الصحفيين ذريعة أخرى لتصوير الاتهامات على أنها خطيرة وربما صحيحة.
ورأت الصحيفة الأمريكية، أن الصحافة ستتجاهل المعلومات الجديدة، إلا أنها شددت على أن الرواية عن صلات بين روسيا وترامب، التي باركتها هيلاري كلينتون، ألحقت أضرارًا جسيمة بالبلاد وأهانت "إف بي آي" وأذلت الصحافة وأدخلت البلاد في تحقيق استمر ثلاث سنوات، مضيفة: "حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يلحق هذا القدر من الضرر الإعلامي المضلل".
يذكر أن ترامب كان قد رفع -في مارس الماضي- دعوى قضائية ضد منافسته في انتخابات الرئاسة عام 2016، إضافة إلى عدد آخر من الديمقراطيين، اتهمهم فيها بمحاولة تزوير تلك الانتخابات، بربطهم حملته الانتخابية بروسيا.