موقع حساس... نيويورك تايمز تكشف تفاصيل استهداف مجمع عسكري إيراني
استهدف الهجوم موقع مجمع بارشين العسكري، على بُعد 37 ميلًا جنوبي شرق العاصمة، بطائرات من دون طيار

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تفاصيل الهجوم الذي استهدف، مساء الأربعاء، مجمع بارشين العسكري الإيراني، (على بعد 37 ميلاً جنوب شرق طهران)، الذي تستخدمه طهران لتطوير تكنولوجيا الصواريخ والنووي والطائرات المسيرة خارجها، موضحة أن الهجوم تم بطائرات انتحارية رباعية دون طيار، وفقاً لمصادر إيرانية رفضت الإفصاح عن اسمها، بالإضافة إلى مسؤول أمريكي.
وقالت الصحيفة -في تقرير- إن هجومًا بطائرة مسيرة استهدف موقعًا عسكريًا شديد الحساسية خارج طهران، حيث تطور إيران تكنولوجيا الصواريخ، والتكنولوجيا النووية، والطائرات المسيرة، وفقًا لثلاثة إيرانيين على علم بالهجوم ومسؤول أمريكي.
وبحسب المصادر الإيرانية، استهدف الهجوم موقع مجمع بارشين العسكري، على بُعد 37 ميلًا جنوبي شرق العاصمة، بطائرات من دون طيار، مشيرين إلى أن الطائرات المسيرة انفجرت في مبنى تستخدمه وزارة الدفاع لبحث تطوير الطائرات من دون طيار ، ما أسفر عن قتل مهندس شاب، كان يعمل في الوزارة، وإصابة آخر.
نمط إسرائيلي
وذكرت "نيويورك تايمز" أنه رغم أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور، فإنه يتناسب مع نمط الضربات الإسرائيلية السابقة على إيران.
وحسب الصحيفة، أشار بيان لوزارة الدفاع الإيرانية، إلى أنها تعد ذلك هجومًا وليس حادثًا.
وبينما رفض مسؤولون إسرائيليون التعليق، أكد مسؤول أمريكي أن طائرات مسيرة هاجمت بارشين، لكنه لم يذكر الجهة التي تقف وراءها، ولم يقدم أي تفاصيل.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الهجوم يأتي بعد أيام من اغتيال عقيد في الحرس الثوري بالرصاص في طهران، مشيرة إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها وراء قتله، بحسب مسؤول استخباراتي.
وقال المسؤول إن الإسرائيليين قصدوا أن يكون ذلك تحذيرًا لإيران، لوقف استهداف الإسرائيليين في الخارج.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية مطلعة، أن هجوم الطائرات المسيرة –الأربعاء- انطلق من إيران، على مقربة من قاعدة بارشين العسكرية، مشيرة إلى أن هذه الطائرات لديها مدى طيران قصير، وبارتشين طريق طويل وبعيد عن حدود إيران.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن هذا الهجوم ليس الأول، الذي تستخدم فيه إسرائيل أشخاصًا من داخل إيران لتنفيذ هجماتها.
بينما قال رئيس تحرير الموقع الإخباري الإيراني تابناك، مصطفى نجفي، في تويتر": "إسرائيل هاجمت منشأة تابعة لوزارة الدفاع ببضع طائرات من دون طيار" وحُذفت التغريدة لاحقًا.
الطائرات المسيرة
ورأت "نيويورك تايمز" أن استهداف منشأة أبحاث الطائرات من دون طيار في بارشين، يتبع نمطًا من محاولة إسرائيل مواجهة قدرات إيران المتنامية للطائرات من دون طيار.
وأشارت إلى أنه في السنوات الأخيرة ، تقدمت إيران بشكل مطرد في تصميم وإنتاج الطائرات من دون طيار، ونقل تكنولوجيا الطائرات المسيرة وأجزائها إلى ميليشياتها، في الشرق الأوسط.
وحسب الصحيفة الأمريكية، تعد إسرائيل استخدام أعدائها، خاصة إيران، للطائرات من دون طيار، تهديدًا رئيسًا لأمنها، لأن لـ"الدرون" القدرة على تجنُّب أنظمة الصواريخ الدفاعية المتقدمة، مثل القبة الحديدية.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله، إن بلاده تستثمر موارد كبيرة لتحديد مواقع الطائرات المسيرة المعادية وتدميرها.
استهدافات سابقة
وبينت "نيويورك تايمز" أن إسرائيل استهدفت -أوائل فبراير الماضي- منشأة بالقرب من مدينة كرمانشاه، كانت المصنع الرئيس لتصنيع وتخزين الطائرات العسكرية من دون طيار في إيران، بست طائرات (درون) تحتوي على متفجرات، وفقًا لمسؤول استخباراتي كبير مطلع على العملية.
وأشار المسؤول إلى أن الهجوم الإسرائيلي دمر عشرات الطائرات من دون طيار الإيرانية، بينما ردت إيران بإطلاق صواريخ بالستية على مجمع سكني شمالي العراق، قالت إن عملاء إسرائيليين استخدموه للتخطيط لهجمات ضد إيران.
بينما جرى استهداف شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية، أوتيسا، في مدينة كرج العام الماضي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن (أوتيسا) من مراكز التصنيع الرئيسة في إيران، لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، المستخدمة في اثنتين من المنشآت النووية (مفاعل فاردو قرب مدينة قم، ومفاعل نطنز وسط البلاد).
وفي مواجهة الشكوك بأن برنامجها النووي يهدف إلى إنتاج أسلحة، تصر إيران على أنه للأغراض السلمية فقط، بينما قالت الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة، إنها لم تجد دليلًا على أن إيران تطور أسلحة نووية.
بارشين والنووي
وذكرت "نيويورك تايمز" أن المنشأة العسكرية في بارشين اجتذبت متابعة دولية دقيقة، إذ إنه عام 2011، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إن بعض الدول تشك في أن إيران جربت تطوير أسلحة نووية هناك.
وحسب الصحيفة، تظهر الصور التي قال مسؤولون إسرائيليون إنها سُرقت من الأرشيف النووي الإيراني عام 2018 -على ما يبدو- غرفة معدنية عملاقة في مبنى بموقع بارشين العسكري، بُنيت لإجراء تجارب شديدة الانفجار، وهي ضرورية لتجميع رأس حربي نووي.
اغتيال ضابط
بعد أيام من قتل عقيد في الحرس الثوري الإيراني، أعلن قائد الشرطة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران –السبت- قتل ضابط بإطلاق نار على سيارته.
وبينما لم تعرف أسباب هذا الهجوم، الذي أتى بعد أيام من اغتيال عقيد في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، أعلن العميد أحمد طاهري أن هجوماً وقع الساعة العاشرة من مساء الجمعة، على سيارة الرائد عباس راه انجان، الضابط بشرطة قضاء دليكان، لدى عودته برفقة عائلته من مدينة إيرانشهر، حسب ما نقلت وكالة فارس الإيرانية.