سي إن إن: حرب أوكرانيا تهدد آخر شريان حياة اقتصادي لإيران
يقول الخبراء إن صادرات النفط الخام الإيراني إلى بكين، تراجعت منذ غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير الماضي، إلى جانب زيادة الصادرات الروسية إلى الصين

ترجمات-السياق
قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الحرب الروسية في أوكرانيا دفعت دولتين “منبوذتين” مصدرتين للنفط، للتنافس على المشترين: موسكو وطهران.
وأضافت الشبكة -في تقرير- أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى الانضمام للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في فرض عقوبات على النفط الروسي، بينما يحاول دبلوماسيون أوروبيون التوصل إلى توافق على قرار لوقف واردات النفط الروسية إلى الكتلة، يمكن توقيعه في اجتماع زعماء الاتحاد ببروكسل في 30 مايو الجاري.
وتابعت: "في حال التوصل إلى هذا الاتفاق، ستُحرم روسيا من أكبر سوق نفطي لها، أما إيران، التي جرت بالفعل معاقبة صادراتها، فإن ذلك يعني أن سوق النفط المُعاقَب سيزدحم، إذ سيكون لدى المشترين المزيد من الخيارات، كما أنه من المحتمل أن تبدأ حرب أسعار بين المنتجين، الذين قد يرغب القليلون فقط في شراء نفطهم، وروسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية".
ووفقاً للشبكة، فإن اتخاذ هذه الخطوة من الاتحاد الأوروبي، قد يعطي المزيد من الإلحاح لطهران، للتوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية، لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلت عنه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018، ما يؤدي لرفع العقوبات وجعل النفط الإيراني متاحاً في السوق العالمية.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن الصين كانت -خلال العامين الماضيين- المشتري الأول للنفط الإيراني، لكن يبدو أن روسيا بدأت تقليص هذه الحصة، إذ يقول الخبراء إن صادرات النفط الخام الإيراني إلى بكين، تراجعت منذ غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير الماضي، إلى جانب زيادة الصادرات الروسية إلى الصين.
ووفقاً لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، فإن الصين اشترت من الوقود الأحفوري الروسي بأكثر من 7 مليارات يورو (7.5 مليار دولار)، كان معظمه من النفط الخام، منذ بداية حرب أوكرانيا، في الوقت الذي يقول فيه محللون إن مبيعات إيران إلى بكين، تراجعت بأكثر من الربع.
ونقلت الشبكة عن أمير هنجاني، زميل معهد كوينسي لفنون الحكم المسؤول، وهو مركز أبحاث أمريكي قوله: "أعتقد أن مبيعات طهران إلى بكين على وشك أن تفقد ربع حجمها، كما أنها في طريقها لفقد الثلث، ومع تراجع شراء المشترين الصينيين وطلبهم لتخفيضات أكبر، قد تفقد إيران عائدات حيوية من العملات الأجنبية".
ويقول الخبراء إن روسيا تقدم للصين براميل بسعر أرخص، ودرجة أعلى من النفط، من دون التعرض لأي عقوبات أمريكية ثانوية، تعرض الكيانات غير الأمريكية التي تتعامل مع إيران لخطر المنع من العمل في سوق الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار قلق البعض في إيران، وسط مخاوف من حرب أسعار.
ويضيف هنجاني: "لقد بات شريان حياة النفط الإيراني الوحيد في الوقت الحالي يمر عبر الصين، فبكين هي التي كانت تبقي طهران واقفة على قدميها".
كان وزير النفط الإيراني جواد أوجي قد قال، هذا الشهر، إن طهران تبيع نفطها "بسعر جيد"، وإنه "جرى التوصل لأسواق جديدة".
من جانبه، أشار حميد حسيني، عضو مجلس إدارة اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيماويات الإيراني، إلى ضرورة أن تدرك الحكومة أن صادرات النفط الإيرانية إلى الصين، قد تتضرر مع دخول روسيا هذا السوق، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء "ILNA" شبه الرسمية.
وأضاف: "يمكننا أن نقول إن روسيا أخذت نصيبنا، ولذا فإن الوضع الحالي أفضل فرصة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015".
كانت المحادثات بين إيران والقوى العالمية، الهادفة إلى إحياء الاتفاق، تعثرت منذ مارس الماضي، إذ باتت النقطة الشائكة الأخيرة المتبقية، هي مطالبة طهران بأن تزيل الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني، من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
ورأت الشبكة أن روسيا وإيران، اللتين غالباً ما تكونان متحالفتين في الشؤون الدولية، تجدان نفسيهما في تنافس مع بعضهما.
كانت موسكو قد ظهرت، في مارس الماضي، كعقبة أمام الاتفاق النووي، عندما طلبت ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بعدم عرقلة تعاملاتها مع إيران من قِبل العقوبات الغربية على موسكو، لكنها تراجعت في ما بعد عن مطالبها.
ويقول هنجاني: "إيران لديها خيارات، لكن الخيار الأفضل بالنسبة لها هو الانضمام إلى الاتفاق النووي".
بينما يقول أبهي راجيندران، مدير الأبحاث في شركة معلومات الطاقة "إنيرجي إنتليجنس"، إن ارتفاع صادرات النفط الروسية إلى الصين، لم يؤدِ إلى تغيير المعادلة بشكل ملموس حتى الآن، لأن آسيا سوق نفط كبير، لكنه أضاف: "هناك حدود للمقدار الذي يمكن لهؤلاء المشترين شراءه، كما أن عمليات الإغلاق الحالية في الصين، بسبب ارتفاع حالات كورونا، قد تؤثر في الطلب أيضاً".