لافروف إلى الخليج... هل تنجح أوبك بلس في مقاومة الضغوط الغربية؟

لافروف إلى السعودية قبل يوم من اجتماع أوبك بلس... هل تنجح المنظمة النفطية في مقاومة الضغوط الغربية؟

لافروف إلى الخليج... هل تنجح أوبك بلس في مقاومة الضغوط الغربية؟

السياق

«محاولات الفرصة الأخيرة»، عنوان جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دول الخليج، التي تهدف إلى ضمان التزام "أوبك بلس" باتفاق إنتاج النفط المتفق عليه العام الماضي.

بدأ لافروف -مساء الاثنين- جولة إلى الخليج انطلقت من العاصمة البحرينية المنامة، عقد خلالها لقاءً مع العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، بينما من المقرر أن يعقد اليوم، محادثات مع نظيره البحريني عبداللطيف الزياني، ورئيس مجلس الوزراء، ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، قبل أن يتوجه إلى المملكة العربية السعودية.

تلك الزيارة فسَّرها مراقبون، بأنها تهدف للحصول على ضمان من دول الخليج، بإبقاء اتفاق الإنتاج على وتيرته الحالية، ومقاومة الضغوط الأمريكية الهادفة لحصار روسيا، عبر إبقاء إنتاجها من النفط في مستودعاته، وحرمانها من العملة الصعبة التي تناور بها، في الأزمة الأوكرانية.

وقال مسؤولان خليجيان في تصريحات لوكالة رويتر»، الثلاثاء، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور المملكة العربية السعودية، للقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، أنه من المتوقع أن يلتقي لافروف وزراء خارجية السعودية والإمارات وعمان والكويت والبحرين وقطر في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض.

وبينما لم يتضح ما الذي سيركز عليه الاجتماع، قال المسؤولون إن وزراء الخليج الستة سيعقدون أيضًا اجتماعًا عبر الإنترنت، مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الأربعاء.

زيارة لافروف تأتي قبل يوم واحد من اجتماع "أوبك بلس" في فيينا، الذي من المقرر أن تعلن فيه المجموعة التزامها باتفاق إنتاج النفط المتفق عليه العام الماضي، وزيادة الإنتاج في يوليو بـ 432 ألف برميل يوميًا.

 

الضغط شديد

وتقول «رويترز»، إن المملكة العربية السعودية وغيرها من أعضاء أوبك، الذين لديهم تحالف أوبك بلس مع روسيا، يتعرضون لضغوط شديدة من الغرب، لزيادة إنتاج النفط وتهدئة الأسعار، وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقاومت المملكة العربية السعودية -حتى الآن- هذه الضغوط، بحجة أن ارتفاع أسعار النفط ناتج عن العوامل الجيوسياسية، وقدرات التكرير المرهقة، والضرائب المرتفعة في العالم الغربي، بدلاً من مخاوف الإمداد.

وفي الأيام الأخيرة، أعربت المملكة العربية السعودية عن دعمها لدور روسيا كعضو في مجموعة أوبك بلس المنتجة للنفط، رغم تشديد العقوبات الغربية على موسكو.

وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن الرياض تأمل «إيجاد اتفاق مع أوبك بلس يشمل روسيا»، مشيرًا إلى أن «العالم يجب أن يقدِّر قيمة تحالف المنتجين»، بينما يشكك السوق في إمكانية تحمل خروج الإنتاج الروسي.

لكن الغرب لا يستسلم، بحسب «جيروزاليم بوست»، التي نقلت عن مصادرها قولها، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه يفكرون في زيارة السعودية وإسرائيل، بعد أن يسافران لحضور قمم في ألمانيا وإسبانيا أواخر يونيو المقبل.

 

إمدادات الطاقة

زار اثنان من كبار المسؤولين الأمريكيين، هما بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن في البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة عاموس هوشستين، المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي.

وقال البيت الأبيض إن المسؤولين ناقشا إيران وإمدادات الطاقة العالمية وقضايا إقليمية، مع المسؤولين السعوديين، لكنهما لم يطلبا زيادة صادرات النفط السعودية.

زيارة لافروف إلى الوطن العربي، لا تعد الأولى منذ بدء الحرب الأوكرانية، قبل أكثر من 3 أشهر، فسبق له أن زار الجزائر في مايو الجاري، والتقى الرئيس عبدالمجيد تبون، وسلمه دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو، الثلاثاء، أن نظيره الروسي سيرغي لافروف سيتوجه إلى تركيا في الثامن من يونيو، لمناقشة إنشاء ممرات آمنة لتصدير الحبوب الأوكرانية.

 

ممرات آمنة

وأوضح الوزير التركي، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن «لافروف سيأتي إلى تركيا في الثامن من يونيو مع وفد عسكري، لمناقشة إنشاء ممرات آمنة لتصدير الحبوب».

وبحسب صحيفة ذا إيكونوميك تايمز، فإن الولايات المتحدة تعاني «نقصًا بنيويًا» في ما يتعلق بقدرة التكرير لأول مرة منذ عقود، مشيرة إلى أن الطاقة الإنتاجية الأمريكية انخفضت بنحو مليون برميل عما كانت عليه قبل الوباء إلى 17.9 مليون برميل يوميًا في فبراير، وفقًا لأحدث البيانات الفيدرالية.

وتعمل المصافي الأمريكية بكل طاقتها لتلبية الطلب، خاصة بالنسبة للصادرات، التي قفزت إلى أكثر من ستة ملايين برميل يوميًا، وهو رقم قياسي، يتجاوز استخدام السعة الحالية البالغة 92%.

وانخفضت طاقة التكرير العالمية عام 2021 بـ 730 ألف برميل يوميًا، وهو أول انخفاض منذ 30 عامًا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، التي أشارت إلى أن البراميل المعالجة يوميًا انخفضت إلى 78 مليون برميل يوميًا في أبريل الماضي، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2021، وهو أقل بكثير من متوسط ما قبل الوباء البالغ 82.1 مليون برميل يوميًا.