مع تعثر الغزو الأوكراني.. بوتين ينقلب على مستشاريه العسكريين

فيكتور زولوتوف، مدير الحرس الوطني الروسي، رئيس غافريلوف المباشر، ظل بعيدًا عن الأنظار بعد أن أصبح أول مسؤول كبير يعترف -في الأسبوع الثاني من الحرب- بأن الغزو استغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا.

مع تعثر الغزو الأوكراني.. بوتين ينقلب على مستشاريه العسكريين

ترجمات – السياق

بعد مرور أكثر من 36 يومًا على الغزو الروسي لأوكرانيا، هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدأ عملية انقلاب واسعة على قادة التجسس والمستشارين العسكريين الخاصين به، على خلفية تعثر الغزو، حسبما ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية.

ونقلت الصحيفة، عن تقارير استخباراتية أمريكية رُفعت عنها السرية مؤخرًا، أن بوتين يشعر بأنه قد "ضُلل" من قِبل القادة العسكريين الذين فشلوا في إبلاغه بمدى ضعف حملته العسكرية على أوكرانيا.

واستشهدت الصحيفة البريطانية، بتصريحات مسؤول أمريكي -رفضت كشف اسمه- قال فيها: إن بوتين لا يعرف حتى أن جيشه يخسر المجندين، وهو ما يظهر انهيارًا واضحًا في تدفق المعلومات الدقيقة إليه".

 

خيبة أمل الكرملين

وأعلنت وسائل الإعلام المحلية في روسيا قتل سبعة جنرالات روس في أوكرانيا، وأكدت مراسلة "التلغراف" أن الرقم مرتفع جدًا لشهر واحد فقط من القتال.

وأكدت أن الكولونيل سيرغي بيسيدا، رئيس فرع المخابرات الأجنبية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أُقيل واعتُقل هو ونائبه خلال الأسبوع الثاني من الحرب، ووُضعا قيد الإقامة الجبرية، للاشتباه بتورطهما في قضايا فساد وتقديم معلومات كاذبة عن أوكرانيا، وفقًا للتقارير.

وأشارت "التلغراف" إلى أنه بينما لم يؤكد المسؤولون الروس هذه التقارير، إلا أن كريستو جروزيف، أحد أعضاء مجموعة الصحافة الاستقصائية "بيلينغكات"، نقل عن مصادر قولها إن الجنرال غافريلوف اعتُقل إما بسبب "التبذير المسرف للوقود" وإما لتسريب معلومات استخباراتية عسكرية "أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح".

وحسب الصحيفة، فقد كان الحرس الوطني، الذي يتعامل عادةً مع تجمعات المعارضة في الداخل، يقاتل في أوكرانيا وتعرض أيضًا لخسائر فادحة.

وذكرت أن فيكتور زولوتوف، مدير الحرس الوطني الروسي، رئيس غافريلوف المباشر، ظل بعيدًا عن الأنظار بعد أن أصبح أول مسؤول كبير يعترف -في الأسبوع الثاني من الحرب- بأن الغزو استغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا.

 

إقالات بالجملة

ونقل أوليكسي دانيلوف، رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، عن مصادر استخباراتية قولها إن بوتين أقال ثمانية جنرالات على الأقل بسبب الخسائر في الغزو، على رأسهم رومان غافريلوف، نائب رئيس الحرس الوطني، الذي كان يخدم في حراسة بوتين الأمنية، ومع ذلك، لا يمكن التحقق من هذه التقارير بحسب "التلغراف".

وأوضحت الصحيفة، أنه كشف عن ثغرات بين بوتين -وهو في الأصل ضابط مخابرات روسي- ورؤساء المخابرات قبل يومين من بدء الحرب، عندما تعثر سيرغي ناريشكين، رئيس وكالة الاستخبارات الأجنبية، أثناء مناقشة متلفزة عن الاعتراف باستقلال دويلتين انفصاليتين شرقي أوكرانيا، مشيرة إلى أن بوتين قاطعه مرارًا وتكرارًا، واستجوبه بشأن موقفه من استقلال الانفصاليين.

وتشير تصريحات بوتين الخاصة -في الأسبوع الأول من الحرب- إلى أنه يتوقع استسلام الأوكرانيين في غضون أيام، بينما سيهزم الجيش الروسي القوات الأوكرانية ويصل إلى كييف، نهاية الأسبوع.

إلا أنه ما حدث أثبت عكس ذلك، فقد بدأت التصدعات تضرب الجيش الروسي بعد فترة وجيزة من الغزو، حيث غمرت الصور ومقاطع الفيديو للمجندين الروس الذين أسرهم الجيش الأوكراني وسائل التواصل الاجتماعي، حسب "التلغراف".

وأشارت إلى أن العديد من الضباط الروس، شككوا في الأساس المنطقي للحرب، وقالوا إنهم لم يخبروا إلى أين هم ذاهبون، عندما عبروا الحدود إلى أوكرانيا، كاشفة أن أحد هؤلاء الضباط ظهر في فيديو قال فيه: "ماذا نفعل هنا؟... لقد مات الكثير منا... ومع ذلك فإن وزارة الدفاع الروسية ليست لديها فكرة عنا أو ماذا نفعل هنا".

 

تغييرات عسكرية

استشهدت "التلغراف" بما نقلته شبكة سي إن إن الأمريكية الأسبوع الماضي، عن مسؤولين دفاعيين لم تذكر أسماءهم، قولهم إن واشنطن لا يمكنها تحديد ما إذا كانت روسيا قد عينت قائدًا عسكريًا للإشراف على الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن مسؤولي الدفاع أكدوا ما ورد في تقارير أفادت بأن وحدات من مناطق عسكرية تتنافس على ما يبدو على الموارد، بدلاً من القتال كقوة مشتركة وتنسيق جهودهم.

وتكبدت روسيا خسائر فادحة في أوكرانيا. وأشارت "التلغراف" إلى أنه في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية قتل 1500 من جنودها في أوكرانيا، تقول كييف إن الخسائر البشرية الروسية أعلى بعشرة أضعاف على الأقل.

ونقلت وسائل إعلام محلية في روسيا، قتل سبعة جنرالات روس في أوكرانيا وهو رقم مرتفع جدًا لشهر واحد فقط من القتال.