استنفار أمني في طرابلس... ماذا يحدث بين المليشيات غربي ليبيا؟
أعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ في المنطقة، ووجَّهت قوات من الأمن إلى العجيلات، للقبض على بعض الذين صدر بحقهم أمر الإحضار من النيابة العامة، كما نشرت قوات الأمن جنودها بطول المنطقة، لوقف العنف وللسيطرة على الأوضاع، وتدعيم خطوات الأمن والأمان للمواطنين.

السياق
خلال الأيام الماضية، شهدت منطقة "العجيلات" التي تبعد عن العاصمة طرابلس نحو 80 كيلو متر، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بين مليشيات منضوية تحت سيطرة جماعات الإسلام السياسي في ليبيا.
واندلعت أحداث عنف، بداية من الجمعة الماضية، بين مجموعة مسلحة تتبع المليشياوي المعروف محمد سالم بحرون الملقب بـ"الفار" ومجموعة أخرى تتبع محمد بركة الملقب بـ"الشلفوح" إذ أكد شهود عيان، أن الخلافات جاءت بسبب تقسيم السيطرة على مناطق عدة بـ"العجيلات".
وأسفرت هذه الاشتباكات، عن مقتل عدد من المسلحين، وأضرار مادية أخرى، وأعمال انتقامية، بينها حرق المنازل، ووفاة طالبة جامعية.
وأدان مجلس النواب الليبي الاشتباكات، وحمَّل القيادة العليا للمجلس العسكري وحكومة الوحدة الليبية، مسؤولية هذه الأحداث، إثر أعمال العنف والتخريب، وحالة الذعر والهلع في المنطقة.
وأعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ في المنطقة، ووجَّهت قوات من الأمن إلى العجيلات، للقبض على بعض الذين صدر بحقهم أمر الإحضار من النيابة العامة، كما نشرت قوات الأمن جنودها بطول المنطقة، لوقف العنف وللسيطرة على الأوضاع، وتدعيم خطوات الأمن والأمان للمواطنين.
وتواصلت "السياق"، مع مصدر عسكري في الجيش الليبي، أكد لها أن المليشيات المتحاربة في هذه المنطقة، تكوَّنت أثناء حرب "فجر ليبيا" التي شنتها جماعات الإسلام السياسي، على طرابلس وغربي ليبيا، بعد خسارتها في الانتخابات.
وأضاف المصدر، أن قادة هذه المليشيات تمت ترقيتهم، وتقليدهم مناصب عسكرية، كتكريم لهم على مساعدة تيارات الإسلام السياسي، في دخول العاصمة، وطرد الجيش منها.
وأوضح المصدر أن اختلاف تقسيم نفوذ السيطرة، بمنطقة العجيلات، سبب القتال الذي نشب بين هذه المجموعات المسلحة، وأسفر حتى الآن عن أكثر من 10 قتلى ومئات المصابين.
وأشار المصدر إلى أن قادة التيارات السياسية المتحكِّمة في هذه المليشيات، فقدوا السيطرة عليهم، ولم يتمكنوا -حتى الآن- من وقف الاقتتال بينهم، مرجِّحاً أن تتسع رقعة الاقتتال، ليشمل مدناً في نطاق مدينة العجيلات مركز الاشتباكات.
من جانبه قال الباحث في الشئون الليبية، معاذ الثليب، لمنصة السياق، إن بقاء السلاح في أيدي هذه المليشيات، عبث سيؤدي إلى الفوضى لا محالة.
وأضاف الثليب، أن هذه المليشيات ترى أن ليبيا غنيمة لهم، وأنهم أصحاب حق في تقسيم الأراضي والثروات، ما دام هناك أسلحة في أيديهم، تساعدهم في ذلك.
وأوضح أن المباني والمركبات، التي تضررت من هذه الاشتباكات، تؤكِّد حجم الكارثة والأسلحة الموجودة في أيدي هذه المليشيات.
وأشار الثليب، إلى أن فوضى المليشيات في العجيلات، تدق ناقوس خطر بأن إجراء الانتخابات، قد يكون مستحيلاً، في ظِل انعدام الأمن ووجود أسلحة بهذا الشكل، في أيدي المليشيات.
وطالب الثليب، الحكومة والمجلس الرئاسي، بسرعة التدخل، قبل وقوع كارثة إنسانية، لأن الأمور تتجه إلى التصعيد بين هذه الميلشيات.