جدل في مصر بسبب الفنانة حلا شيحة.. الأزمة تدخل منعطفًا جديدًا
وتساءل تامر حسني: هل الحرام نشر الكليب على يوتيوب، بينما يشاهد الناس الفيلم كاملاً، داخل دور العرض السينمائي؟ ألم تتقاضي مبالغ كبيرة بشأن هذ الدور؟!

السياق
72 ساعة من الجدل، شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بسبب قصة الفنانة المعتزلة حلا شيحة، وأزمتها مع الفنان تامر حسني.
تطورات كبيرة، شهدتها القصة، مسبِّبة حالة من الجدل لم تتوقف، منذ إطلاق الفنانة حلا شيحة كلماتها، بخصوص فيلمها الأخير «مش أنا»، ومقطع الفيديو الذي تم عرضه من الفيلم، بما يتضمَّنه من مشاهد أغضبتها.
القصة بدأت، بعد نشر حلا شيحة منشورًا عبر حسابها في «إنستغرام»، علَّقت فيه، على نشر مقطع غنائي مصوَّر من أغنية «بحبك» من فيلم «مش أنا»، أعلنت فيه تبرؤها من المقطع.
مفاجأة وبكاء
وقالت حلا شيحا، إنها فوجئت بنشر الفيديو في أيام ذي الحجة، مشيرة إلى أنها «بكت» عندما رأت الفيديو المصنوع من مشاهد متفرِّقة من فيلم «مش أنا»، خاصة بعد أن وعدها الفنان تامر حسني، باحترام رغبتها، فضلًا عن بعض الطلبات الأخرى التي طلبتها، الصيف الماضي، على حد قولها.
وتابعت شيحة: «أنا على عِلم ومتأكدة من أن زملائي داخلهم خير، لكن للأسف فتنة الشهرة والنجاح، لا تدعنا نرى ونقيس الأمور بشكل صحيح».
وقالت شيحة إنها «تابت» من هذه المشاهد... "فكلنا نخطئ لكن المهم تدارك الأخطاء»، مذكرة الفنان تامر حسني، بمقطع لمقابلة قديمة له يقول فيها إنه «يخاف أن يموت وهو مطرب».
تامر حسني يرد
حديث الفنانة حلا شيحة، دفع الفنان تامر حسني إلى الرد عليها، وتكذيبها وتأكيد أنه التزم باتفاقهما معًا، لكن حلا شيحة هي التي اختفت، معربًا عن دهشته من موقفها.
وقال تامر حسني، عبر حسابه في «فيسبوك»: "الحقيقه عمري ما أتخيل أنني أدخل في نقاش بالشكل دا مع زميل أحترمه وكان بيننا كل خير»، مؤكدًا أنه لم يعدها «أن الكليب مش هينزل (..) دا محصلش أصلاً يا حلا، مش أنا خالص، اللي أوعد و أخلف».
وأشار إلى أنه احترم حديثه معها، وأزال مشاهد أخرى، بناءً على رغبتها، قائلاً، إن الفيلم منذ 3 أسابيع في دور السينما، والمقطع المنشور داخل الفيلم.
وتساءل تامر حسني: هل الحرام نشر الكليب على "يوتيوب"، بينما يشاهد الناس الفيلم كاملاً، داخل دور العرض السينمائي؟ ألم تتقاضي مبالغ كبيرة بشأن هذ الدور؟!
المهن التمثيلية تتدخل
اتخذت قصة حلا شيحة، بُعدًا آخر، بعد تدخل نقابة المهن التمثيلية، التي أكدت -في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه- رفضها لكل محاولات العودة إلى الخلف بنشر ما وصفته بـ«الفِكر الظلامي» الذي عانى بسببه المجتمع المصري، طوال عقود، سواء عبر الصفحات العامة بالوسائط الإلكترونية، أو الصفحات الخاصة لمَنْ يعتزلون الفن، تحت غطاء التوبة و«كأن الموهبة التي منحها الله للمبدعين خطيئة»، بحسب البيان.
ووصفت نقابة المهن المتثيلية، خروج بعض الفنانين من دائرة الفن بـ«التذبذب الفكري، والرؤية التي ربما تحكمها مصالح شخصية».
معز مسعود
الداعية معز مسعود، زوج الفنانة حلا شيحة، دخل على خط الأزمة، معلنًا دعمه لزوجته، التي وصفها بـ«الشُجاعة».
وقال معز مسعود، في منشور عبر حسابه في «إنستغرام»، إنه قادر على فهم «انزعاجها» من التركيز على مشاهد بعينها، وتجميعها رغم الوعد الشفهي بتجنُّب ذلك من صُنّاع العمل، خصوصًا مع نزول المقطع، في توقيت له قدسية كبيرة بالنسبة إلينا، في إشارة إلى شهر ذي الحجة.
وتابع الداعية المصري: "رحلتنا هي رحلة بحث عن الحق والخير والجمال، رحلة اعتزاز بالثقافة والهوية، نموذج قوي لرفض التطرف على الناحيتين، الناحية المكسوفة من هويتها وبتقلّد الغرب من غير حِكمة أو عِلم أو عِزة، والناحية الأخرى المسجونة في قوالب مميتة للفكر والفنون.. كل ناحية منهما فاكرة أن الحقيقة المطلقة معها».
تصريحات معز مسعود، دفعت سارة وفيق مخرجة فيلم «مش أنا» إلى كتابة منشور عبر "فيسبوك"، متسائلة: لماذا نزيل مشاهد وبأي حق، بعد أن تلقَّت الفنانة حلا شيحة أجرها عليها؟
مخرجة الفيلم تعلِّق
ووجهت سارة وفيق، رسالة للفنانة حلا شيحة وزوجها معز مسعود، قائلة: يجب أن تشكرونا أننا لم نأخذ إجراءً قانونياً ضد حلا، التي امتنعت عن تسجيل صوتها لدوبلاچ الفيلم، وعن تصوير أفيش الفيلم، الذي دُفعت فيه ملايين الجنيهات.
الفنان التشكيلي أحمد شيحة، والد الفنانة حلا ردَّ على ابنته، معبَّــرًا عن غضبه الشديد من أفعالها وأقوالها، مؤكداً أن تلك التصرُّفات تضع عائلتها في موقف محرج.
غضب أسري
وقال أحمد شيحة -في تصريحات صحفية- إن ابنته صوَّرت الفيلم وكانت معجبة به جداً، «الكلام ده ما أعرفش أساسه إيه، مش دي حلا اللي أنا أعرفها».
وأضاف والد حلا شيحة، أنه غير موافق على كلام حلا على الإطلاق «وما ينفعش الكلام ده، ومش عشان خاطر هى بنتي هطاوعها فى الغلط».
وأعرب عن حزنه من حديث ابنته، قائلاً إن «خطأها هذه المرة كبير جداً، ما أدى إلى انهيار والدتها، عندما علمت بما كتبته»، على حد قوله.
هجوم لاذع
تصريحات حلا شيحة، قوبلت بهجوم لاذع، من كثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بينهم مشاهير، كان بينهم الفنان المصري ماجد الكدواني، رد على قصة حلا، بمقطع فيديو لإحدى أفلامه، قائلاً: «تامر يرد على حلا شيحة ويقول لها: تريدين مني عمل فيديو رومانسي مع مَنْ؟ ماجد الكدواني!»
بينما نشر الداعية عبدالله رشدي مقطعًا عبر صفحته في «فيسبوك»، وجَّه فيه رسالة لحلا شيحة قائلاً: «توبتك مرفوضة».
لم تتسبَّب تصريحات حلا في انقسام المشاهير فحسب، بل إن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلوا مع القصة، بين مؤيد لما فعلته شيحة، وأنها حرة في أي قرار اتخذته، وفريق آخر، هاجم تصريحاتها التي قالوا إنها تتناقض مع أفعالها.
الأزمة ليست الأولى
أزمة اعتزال الفن للفنانة حلا شيحة، لم تكن الأولى، بل إنها اعتزلت وعادت إلى العمل مجدداً، ثم قرَّرت الاعتزال مرة أخرى، بعد زواجها.
وكانت الفنانة المصرية، اعتزلت التمثيل، بعد تصوير فيلم «كامل الأوصاف» عام 2006 الذي مثَّلته وهي ترتدي الحجاب، إلى أن عادت عام 2019 للعمل بالفن مرة أخرى بعد 13 عاماً، وشاركت في مسلسل زلزال، ثم قررت عام 2021 الاعتزال مرة أخرى، بعد زواجها الداعية معز مسعود.
وحلا شيحة من مواليد فبراير 1979، لأب مصري هو الفنان التشكيلي أحمد شيحة وأم لبنانية، وكانت بداية مسيرتها الفنية عام 1997 من خلال مشاركتها بمسلسل نسر الشرق، ثم شاركت بمسلسل الرجل الآخر عام 1999.