بسبب العقوبات.. ملياردير روسي مقرب من بوتين يعرض نادي تشيلسي للبيع
صاحب النادي يتعهد بالتبرع بعائدات البيع لضحايا غزو موسكو لأوكرانيا

ترجمات – السياق
بعد 19 عامًا، أعلن المليادير الروسي رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي اللندني، عزمه بيع ناديه الإنجليزي، متنازلًا عن 1.5 مليار جنيه إسترليني يدين بها النادي له، وتعهد بالتبرع بعائدات البيع لضحايا الحرب في أوكرانيا.
وقال الملياردير الروسي الإسرائيلي، إن هذه الخطوة "في مصلحة النادي"، مضيفًا أن "ذلك كان قرارًا صعبًا للغاية، ويؤلمني الانفصال عن النادي بهذه الطريقة".
جاء قرار بيع تشيلسي، بعد ساعات من مطالبة زعيم حزب العمال السير كير ستارمر الحكومة، بفرض عقوبات على أبراموفيتش.
وقال: "يجب أن نقف في وجه بوتين وأولئك الذين يدعمون نظامه، إنه محل اهتمام وزارة الداخلية، بسبب صلاته بالدولة الروسية، وارتباطه بالنشاط والممارسات الفاسدة".
ويتزايد الضغط على الروس الأثرياء، الذين لديهم أصول كبيرة في الغرب، بسبب ارتباطهم بنظام فلاديمير بوتين.
تنازل عن الإشراف
حوَّلت ملكية تشيلسي منذ 2003 أبراموفيتش إلى اسم مألوف في كرة القدم الإنجليزية وما بعدها، وكسب الملياردير ثروته خلال التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، من خلال الحصول على أصول النفط والغاز المخصصة من الدولة، ثم بيعها مرة أخرى إلى الكرملين بأرباح باهظة.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا الأسبوع الماضي، حاول أبراموفيتش مساعدة الحكومة الأوكرانية في مفاوضات السلام مع روسيا، حسبما ذكرت "فاينانشيال تايمز".
السبت الماضي، تنازل عن "الإشراف" على النادي لمؤسسة خيرية، في خطوة لمنع النادي من أن يصبح "رهينة" لعقوبات محتملة، حسبما قال صديق للملياردير لـ "فاينانشيال تايمز".
وقال أبراموفيتش، إن البيع لن يكون سريعًا، وإنه لن يطلب سداد أي قروض شخصية قدَّمها للنادي "نحو 1.5 مليار جنيه إسترليني وفقًا لأحدث الوثائق".
وأضاف أبراموفيتش: "لقد أصدرت تعليماتي إلى فريقي، بإنشاء مؤسسة خيرية يتم فيها التبرع بالعائدات الصافية من البيع، لصالح ضحايا الحرب في أوكرانيا، وذلك يشمل توفير الأموال الضرورية لتلبية الحاجات العاجلة والفورية للضحايا، فضلاً عن دعم أعمال التعافي طويلة الأجل".
الضغط على الأوليغارشية
وقال العديد من المطلعين على الأمر، إن المستشارين في البنك التجاري رين، يتواصلون مع المليارديرات وغيرهم من الأثرياء، في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، لمعرفة اهتمامهم بالاستحواذ على النادي الإنجليزي.
ويتطلع أبراموفيتش إلى بيع منزل في لندن يزيد على 100 مليون جنيه استرليني، مع تزايد الضغط على الأوليغارشية، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مطلعون على الأمر لـ "فاينانشيال تايمز" إن المشترين الأثرياء ذهبوا لمشاهدة "كينسينغتون"، وهو قصر بالقرب من السفارات ومنازل المليارديرات.
وبحسب ما ورد، دفع أبراموفيتش 90 مليون جنيه استرليني مقابل القصر عام 2011 وأنفق عشرات الملايين من الدولارات على تجديده، كما أنه يمتلك شقة بجانب التايمز في تشيلسي.
وقال النائب العمالي كريس براينت -في مجلس العموم- إن أبراموفيتش كان يبحث بيع هذين العقارين في لندن، كما اقترح أن المبيعات يمكن أن تُدفع خلال الأيام المقبلة، وحث الحكومة على التحرك بشكل أسرع لمعاقبة الأوليغارشية.
في المقابل شكك عدد من الذين يتعاملون مع العملاء الأثرياء، في احتمال البيع السريع لتشيلسي أو قصر لندن، لعدم اليقين بشأن العقوبات المحتملة.
إجراءات طويلة
بدوره، قال جيمس فوربس، مدير في وكالة العقارات الراقية فوربس جيلبرت جرين، إنه من أجل بيع أملاك أبراموفيتش "يتعين عليك تجاوز اللوائح والعقوبات الجديدة التي صدرت، لدينا فريق لمكافحة غسل الأموال والامتثال يجب أن نمر به، لن يتمكن أحد من بيعها من دون المرور بكل ذلك".
كان المشترون يبدون اهتمامهم بتشيلسي منذ سنوات، وعام 2018، عُين بنك رين للمساعدة في تقييم الفريق.
كيان فوردستام التابع لأبراموفيتش، الذي يمتلك من خلاله تشيلسي، تراكمت عليه خسائر بنحو 1.1 مليار جنيه استرليني حتى يونيو 2021، كما أن لدى فوردستام ما يقرب من 1.5 مليار جنيه استرليني من الديون، في شكل قروض، من أبراموفيتش.