أكبر عصابة مخدرات في المكسيك تهدِّد صحفية... والسبب التغطية غير المتوازنة
تهديدات من إحدى أقوى عصابات المكسيك لمذيعة... والسبب غريب...!

السياق
تلقَّت مذيعة أخبار مكسيكية، تهديدات بالقتل، من رجل مجهول يزعم أنه يتحدَّث نيابة عن زعيم إحدى أقوى عصابات تهريب المخدرات في المكسيك.
وبحسب مقطع الفيديو، الذي لقي انتشارًا واسعًا في المكسيك، فإن المتحدِّث الذي ظهر محاطًا بستة مسلَّحين، وجَّه تهديدًا مباشرًا للصحفية أزوسينا أورستي، قال فيه: «أؤكد لكِ أنه أينما كنتِ سأجدكِ وسأجعلكِ تتراجعين عمّا قلته حتى لو اتهموني بقتل النساء»، متهمًا إياها وتلفزيون ميلينيو بالانحياز، في تغطية المعركة بين الكارتيل ومجموعات الحراسة الذاتية.
واشتكى المسلَّحون الذين ينتمون إلى «عصابة خاليسكو الجيل الجديد» المشار إليها اختصاراً بـ«CJNG أو Cartel Jalisco New Generation»، من أن قناة ميلينيو التلفزيونية، تنحاز في تغطيتها إلى مجموعات حراسة ذاتية، نظَّمت نفسها لمقاومة الكارتيل.
وقال أحد المسلَّحين في مقطع الفيديو، (راجعته لجنة حماية الصحفيين)، الذي ادَّعى أنه يمثِّل نيميسيو روبين أوسيجويرا سرفانتس، الملقب بـ«إل مينشو»، والذي تزعم التقارير الإخبارية، أنه زعيم خاليسكو نويفا جينيراسيون كارتل، إن زعيم العصابة المزعوم وجد تقارير أورستي غير متوازنة، ويتهمها بأخذ أموال من العصابات المحلية في ميتشواكان، مقابل تغطية مواتية وانتقاد شخصيات على الهواء.
من جانبها، ناشدت لجنة حماية الصحفيين في المكسيك، السُّلطات المحلية ضرورة التحرُّك الفوري لحماية المذيعة، والتحقيق في التهديدات بقتلها.
غير مسبوقة
قال جان ألبرت هوتسن، ممثِّل لجنة حماية الصحفيين في المكسيك: «التهديدات ضد أزوسينا أورستي، مذيعة الأخبار المعروفة على المستوى الوطني، غير مسبوقة حتى في أخطر دولة بالنسبة للصحفيين في نِصف الكرة الغربي، وتمثِّل تصعيدًا آخر في العنف ضد المراسلين في المكسيك»، مشيرًا إلى أنه «لا يمكن للسلطات المكسيكية أن تقف مكتوفة اليدين، وتسمح لمذيع إخباري يُبث على الصعيد الوطني بتهديد، بالإفلات من العقاب».
ولم تؤكد السلطات المكسيكية، ما إذا كان مقطع التهديد حقيقيًا، لكن الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أدان التهديدات الموجَّهة لأوريستي، في مؤتمره الصحفي اليومي في مكسيكو سيتي، الذي نُشر على قناة يوتيوب الحكومية.
وأضاف الرئيس، أنه أمر وكيل وزارة حقوق الإنسان أليخاندرو إنسيناس والآلية الفيدرالية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، التي يشرف عليها إنسيناس، بتوفير الحماية للصحفية.
من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة في المكسيك خيسوس راميريز كويفاز في تغريدة عبر «تويتر»: إن الحكومة «ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحفيين والمنصات الإخبارية».
الزعيم غاضب
بدوره، قال مراسل في ميتشواكان لصحيفة وطنية، غطت أعمال العنف في تييرا كالينتي، للجنة حماية الصحفيين عبر الهاتف، إنه يعتقد أن زعيم العصابة المزعوم، غضب من تقرير أورستي في 4 أغسطس على راديو فورمولا، الذي أجرت فيه مقابلة مع أحد أعضاء ما تصفها بأنه «مجموعة الدفاع عن النفس»، التي كانت تصطدم مع CJNG، جزئيًا بسبب انتقاده «إل مينشو»، بينما طلب المراسل من لجنة حماية الصحفيين، عدم ذكر اسمه، لأسباب تتعلَّق بالسلامة.
وأجرت أورستي مقابلة، مع أحد أفراد جماعات الحراسة المنخرطين في القتال، للسيطرة على بلدة ايكاتيبيك مطلع الشهر الحالي، وقال الرجل إن كارتيل خاليسكو الجيل الجديد «سيقتل كل مَنْ في البلدة»، إن نجح في هزيمة المدافعين عنها.
المذيعة تتحدى
أورستي بدورها، تناولت التهديدات التي تلقتها، خلال بثها على قناة Milenio Televisión، التي نشرتها القناة على YouTube، وقالت للمشاهدين إنها ستواصل تقديم التقارير، بينما أصدرت شركة ميلينيو تيليفزيون بيانًا، ندَّدت فيه بالتهديدات، وأكدت دعمها للمراسلة.
وأكد رئيس الآلية الفيدرالية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين إينريك إزاروك، عبر تطبيق المراسلة، أن الوكالة اتصلت بالمذيعة أورستي، وكانت بصدد دمجها في برنامج حماية اتحادي، إلا أنه لم يذكر تفاصيل إجراءات الحماية.
الدولة الأخطر
ووفقًا لمراجعة لجنة حماية الصحفيين لعملها في تلفزيون ميلانو، وراديو فورمولا، غطت أورستي الصراع في تييرا كالينتي، بشكل مكثَّف في الأيام الأخيرة.
وتُعَدُّ المكسيك أخطر دولة بالنسبة للصحفيين، في النِّصف الغربي من الكرة الأرضية، وفقًا لأبحاث لجنة حماية الصحفيين.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية، معارك بين كارتيل خالسيكو، ومجموعات الأمن الذاتي في ولاية ميتشواكان، للسيطرة على المنطقة الواقعة غربي العاصمة مكسيكو، بينما تقول مجموعات الحراسة الذاتية، إنها حملت السلاح لحماية نفسها من اعتداءات الكارتيل، الذي يُعَدُّ قائده، نيميسو أوسيغيرا سيرفانتس، أحد أبرز المطلوبين لدى الحكومة الأمريكية، التي عرضت مكافأة تبلغ 10 ملايين دولار لمَنْ يدلي بمعلومات عنه.