لمواجهة الأزمة الاقتصادية... متجر لبناني يبيع ملابس مستعملة

يعد ديبو فينت من المتاجر التي تسعى للتحايل على الأزمة، بإعادة تدوير الملابس القديمة، لتصبح حديثة وتباع بأسعار زهيدة، مقارنة بأسعار الملابس الجديدة في المتاجر الشهيرة.

لمواجهة الأزمة الاقتصادية... متجر لبناني يبيع ملابس مستعملة

السياق

مع تزايد حِدة الأزمة الاقتصادية، التي تضرب لبنان منذ سنوات، لجأ بعض اللبنانيين إلى طرق مبتكرة للتغلُّب على الأزمة، وتوفير مصادر جديدة للدخل.

بعض متاجر المقتنيات القديمة، سعت إلى تلبية شغف اللبنانيين الشديد، بمسايرة الأزياء الحديثة، بعرض أزياء عصرية بأسعار مناسبة، لكن معاد تدويرها.

 

إعادة تدوير الملابس

ويعد "ديبو فينت" من المتاجر التي تسعى للتحايل على الأزمة، بإعادة تدوير الملابس القديمة، لتصبح حديثة وتباع بأسعار زهيدة، مقارنة بأسعار الملابس الجديدة في المتاجر الشهيرة.

ويقول أصحاب المتجر، إنهم لا يفعلون ذلك لأسباب اقتصادية فحسب، ولكن لتعزيز فِكرة الموضة المستدامة.

وقال سيزار جدعون، الذي يعمل في المتجر، إن اقتناء الملابس من محلات الأزياء السريعة، كما يطلق عليها، لم يعد في إمكان الكثيرين، نظراً لارتفاع أسعارها.

وأضاف جدعون، أن الذين كانوا يشترون ملابس مرة أو مرتين بالشهر، لا يستطيعون حالياً شراء تلك الملابس، ومن هنا ظهرت أهمية محلات الملابس المستعملة ومنها "ديبو فينت".

مشيراً إلى أن الملابس المستعملة تضمن في الوقت ذاته، عدم تلويث البيئة التي تعاني أزمات هي الأخرى.

وقال جدعون، إن الكآبة والتذمُّر من كل شيء صارا سمتين تطبعان الناس في كل مكان، إلا أننا مازلنا نحاول الاستمرار في ظِل كل ذلك، ونعمل بجد في أجواء مرحة، تتضمن جلسات تصوير وحلقات للتصميم، لنقدِّم للزبائن ملابس عصرية بأسعار في متناول اليد، حتى نساهم ولو بالقدر اليسير في تحسين مزاجهم، ونرسم البسمة على أفواههم، آملين أن تتحسَّن الأوضاع، وأن يسترد الشارع اللبناني بهجته.

 

أزمة مالية خانقة

وأصبحت الملابس باهظة الثمن، بالنسبة لمعظم اللبنانيين، الذين لا يزالون يتقاضون رواتبهم بالليرة، في وقت تعاني فيه البلاد أسوأ أزمة مالية منذ عقود.

وأكدت كارن، وهي من زبائن المتجر، أنها تجد في "ديبو فينت" تصاميم في غاية الروعة، وبأسعار في متناول اليد، لاسيما في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها البلد، في ظِل أزمات عدة، قضت على القدرة الشرائية للكثيرين.

 

الليرة تفقد 90% من قيمتها

وخلال العامين الماضيين، شهد لبنان انتفاضة شعبية ضد زعمائه السياسيين، وجائحة كورونا، فضلاً عن انفجار هائل في مرفأ بيروت، أسفر عن مقتل 200 شخص وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة.

وفقدت الليرة اللبنانية نحو 90% من قيمتها أمام الدولار، وتسبَّبت الأزمة الاقتصادية في إلغاء الآلاف الوظائف.

 كما دفعت الأزمة الاقتصادية بأكثر من نِصف سكان البلاد إلى دائرة الفقر.