هل يمثل ذوو البشرة السوداء حصان طروادة في انتخابات نيويورك؟
في ضوء انتخابات البلدية التي تشهدها ولاية نيويورك، تتزايد فرص نجاح المرشح الديمقراطي إريك آدامز لمنصب العمدة.

ترجمات - السياق
سلَّطت وكالة بلومبرج، الضوء على انتخابات بلدية مدينة نيويورك 2021، التي تُجرى نوفمبر المقبل، ويتصدَّر جولاتها الأولى إريك آدامز، رئيس حي "بروكلين بورو"، وهو ضابط شرطة سابق، بنسبة أصوات بلغت31.7%.
ويعد السباق لانتخاب عمدة مدينة نيويورك، من أكثر المسابقات السياسية أهمية في جيل واحد، مع اعتبار أن أكبر مدينة في الولايات المتحدة، بدأت تتعافى نسبيًا من كورونا، لكن استطلاعات الرأي ونتيجة الجولة الأولى تبرزان تقدُّم الحزب الديمقراطي، مع وجود 13 مرشحًا ديمقراطيًا، أمام اثنين من الجمهوريين.
وقالت "بلومبرج" في تقريرها: إنه في ضوء انتخابات البلدية التي تشهدها ولاية نيويورك، تتزايد فرص نجاح المرشح الديمقراطي "إريك آدامز" لمنصب العمدة.
تجدر الإشارة إلى أنّ "آدامز" والرئيس الأمريكي "جو بايدن" يتشاركان في وِجهة نظر، مفادها أنّ حملتهما الانتخابية، تكون أوفر حظًّا بأصوات الناخبين السود، الذين يمثِّلون قاعدة لحزبهما الديمقراطي، فالتحالف الذي شكَّله "آدامز" - نحو 43% من أصوات السود- لا يختلف كثيرًا عن التحالف الذي أدى إلى فوز "بايدن"، فضلًا عن أنّ "آدامز" اجتاح أحياء "كوينز" الجنوبية الشرقية، التي تهيمن عليها أسر السود من الطبقة الوسطى.
يُذكر أن جوهر حملة "آدامز" الانتخابية، يكمن في السلامة العامة، لأنّه فهم العلاقة بين الشرطة والأقليات، ففي الوقت الذي تزيد فيه وحشية الشرطة، تزداد الجريمة.
ومن المرجَّح أن الناخبين السود في "نيويورك" رشحوا الديمقراطي "آدامز"، لإعادة إحياء المدينة التي دمَّرها وباء كورونا، وجعلها مكانًا يساعد فيه القانون على ازدهار الاقتصاد، مثلما فعلوا العام الماضي، واختاروا "بايدن" باعتباره الحل الأنسب لهزيمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
الناخبون السود
رجَّحت بلومبرج، أن يتخذ عمدة نيويورك القادم نبرة حادة ومختلفة، ضد العنف المسلح المتزايد بالمدينة، خصوصًا بعد عام من الاحتجاجات على قتل الشرطة لرجل أسود، وباعتبار أن آدامز شرطي سابق، وله مواقف عدة ضد العنف، فإنه يعد الأقرب للفوز خلال الانتخابات النهائية المقررة نوفمبر المقبل.
وتفسِّر بلومبرج ذلك، بأن الناخبين السود يمثِّلون القاعدة الأهم بالنسبة للحزب الديمقراطي، ربما لتلاقيهم أيديولوجياً، في بعض الأفكار الليبرالية المحافظة.
لم يكن آدامز بحاجة لمباركة من شخصية شهيرة قبل الانتخابات، كما حدث مع حملة جو بايدن الرئاسية، عندما أيَّده الممثل جيمس كليبيرن من ساوث كارولينا عام 2020، وذلك لأن آدامز معروف جيدًا بالنسبة للنيويوركيين.
فقد ظهر في تسعينيات القرن الماضي، كناقد داخلي لقسم شرطة نيويورك، قبل أن يشغل منصب عضو مجلس الشيوخ ثم رئيس مقاطعة بروكلين.
والأهم من ذلك، أنه فهم العلاقة المعقدة بين الشرطة ومجتمعات الأقليات التي تخدمها، ففي حين يعي جيدًا أن وحشية الشرطة، مصدر قلق كبير للكثير من المواطنين، خصوصًا أصحاب البشرة السوداء، فإنه يهتم أيضًا كثيرًا بمنع الجريمة من جذورها بمنع أسبابها، لأن أحياء عدة بالمدينة تشتكي من هذه الجرائم، والتصرفات غير المسؤولة، لبعض الخارجين على القانون.
وخلال الأيام الأخيرة، استغل آدامز جريمتين أثارتا الرعب في قلوب مواطني نيويورك، الأولى: إطلاق النار على طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، أمام باب منزله في منطقة كوينز، والأخرى: إطلاق النار على تجمع للمواطنين في منطقة برونكس، التي كادت تودي بحياة اثنين من المارة الأبرياء.
وحتى قبل هذه الحوادث، كان آدامز يطالب دومًا بأهمية التفتيش، للحد من الأسلحة مع المواطنين، وتعهد باستعادة وحدة مكافحة الجريمة في شرطة نيويورك، التي تم التخلي عنها مؤخرًا، والتي كانت مهامها الأساسية جمع الأسلحة من المواطنين.
صدى انتصار آدامز
وعن مدى صدى انتصار آدامز، قالت "بلومبرج": إن بايدن سريعًا تفاعل مع تقدم آدامز للانتخابات، وكشف النقاب عن خُطة لمعالجة الجريمة المتزايدة، تتضمن ميزانية ضخمة قدرها 350 مليار دولار، لتوظيف أفراد جدد بالشرطة، في الولايات المختلفة، وليس نيويورك فقط.
العام الماضي -تضيف بلومبرج- دعم الناخبون السود المحافظون بايدن، للخلاص من ترامب، والآن يقفون خلف آدامز، كمحاولة لاستعادة قوة مدينة نيويورك اقتصاديًا وقانونيًا، بعد فترة صعبة مرَّت بالمدينة، نتيجة تفشي كورونا، وزيادة الجرائم.