بعد هزيمته في آسيا.. معركة التحالف الدولي ضد داعش تنتقل إلى أفريقيا

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها صنفت عثمان إلياسو دجيبو، وهو مواطن من أصل نيجيري وزعيم تنظيم داعش في مالي، إرهابيًا عالميًا مطلوبًا، وجمدت ممتلكاته في الولايات المتحدة ومنعت المواطنين الأمريكيين من التعامل معه.

بعد هزيمته في آسيا.. معركة التحالف الدولي ضد داعش تنتقل إلى أفريقيا

 ترجمات - السياق

بعد القضاء عليه في دولتي العراق وسوريا بقارة آسيا، انتقلت جولة أخرى من المعركة العالمية الدائرة بين التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده أمريكا، وتنظيم داعش الإرهابي، إلى شتى أنحاء قارة أفريقيا، بعد توسعه وانتشاره فيها، خصوصا في منطقة جنوب الصحراء الكبرى.

جاء ذلك عقب اجتماع هام للدول أعضاء التحالف الدولي لهزيمة داعش، المكون من 83 عضوًا، في روما بإيطاليا، وهو الأول منذ عامين.

وأصدر التحالف بيانًا مشتركًا أكد فيه عزمه التحدي مجددًا لهزيمة داعش والتزامه بزيادة التركيز على قارة أفريقيا، حسب موقع "يو بي آي" الأمريكي.

وطرح وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو خططًا خلال الاجتماع بدعم من الولايات المتحدة لفريق عمل أفريقي لتحديد وكبح إرهاب داعش في القارة وتحديد الإجراءات التي يمكن اتخاذها.

وقال، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "الآن نخشى توسع وانتشار داعش في أفريقيا.. وهذا لا يمثّل تحولًا فقط في استراتيجية التنظيم، بل توسعه أيضًا وانتقال تحركاته من الشرق الأوسط إلى القارة السمراء".

صرخة أفريقية

أوضح وزير الخارجية الإيطالي أنه زار مؤخرًا دولتي النيجر ومالي، وشهد "صرخة أفريقية" تطالب الغرب بالمساعدة الفورية للوقوف أمام توسع التنظيم داخل القارة السمراء، إذ سقطت العديد من القرى التي تشمل أراضي شاسعة في أيدي هؤلاء الإرهابيين، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني أنهم سيتوقفون عن محاربة داعش في سوريا والعراق، لكن هناك حاجة إلى زيادة الاهتمام بأفريقيا التي طالها التنظيم مؤخرًا.

وكشف أنه منذ تدمير ما يُسمى "خلافة داعش" في سوريا عام 2019، لوحظ انتشار "عدد من الخلايا الإرهابية" في منطقة الساحل الأفريقي.

من جانبه، قال بلينكن للصحفيين: إن الولايات المتحدة تدعم بقوة خطة فرقة العمل الإيطالية لزيادة الأنشطة في أفريقيا ضد الإرهاب، مع الحفاظ على أنشطة التحالف في سوريا والعراق، مضيفًا: "هذا مهم جدًا، وأعتقد أننا سمعنا اليوم إجماعًا قويًا من جانب شركاء التحالف للقيام بذلك بالضبط".

وبسبب توسع داعش في أفريقيا، دُعيت بوركينا فاسو وغانا وموزمبيق للانضمام إلى الاجتماع الوزاري مراقبتين، في غضون ذلك رحب التحالف بانضمام جمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وموريتانيا واليمن إلى صفوفه.

تحذير أمريكي

وحذر بلينكن التحالف -خلال تصريحاته الافتتاحية في الاجتماع الوزاري- من أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا في سوريا والعراق رغم هزيمته هناك، قائلاً: إن عناصره المتبقية لا تزال "تتطلع لشن هجمات واسعة النطاق"، داعيًا الأعضاء إلى إعادة تأكيد التزامهم بقطع أوصاله، ومساعدة قوات الناتو في ذلك، حتى القضاء على الإرهاب داخل العراق وسوريا نهائيًا.

وجدّد بلينكن دعوة الولايات المتحدة للدول لإعادة مواطنيها الذين انضموا إلى صفوف داعش، لكنهم اعتقلوا، إذ لا يزال نحو 10 آلاف مقاتل من داعش في معتقلات "قوات سوريا الديمقراطية".

وقال بلينكن: "هذا الوضع ببساطة لا يمكن تحمله.. لا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى".

تصنيف إرهابي جديد

فيما كان بلينكن يجتمع مع التحالف، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها صنفت عثمان إلياسو دجيبو، وهو مواطن من أصل نيجيري وزعيم تنظيم داعش في مالي، إرهابيًا عالميًا مطلوبًا، وجمدت ممتلكاته في الولايات المتحدة ومنعت المواطنين الأمريكيين من التعامل معه.

وقال بلينكن، في البيان الختامي للاجتماع: إن دجيبو المعروف أيضًا باسم بيتي ‏​شابوري يقود أعضاء التنظيم الإرهابي في الصحراء الكبرى، ويعمل على تطوير شبكة لاختطاف ومهاجمة الغربيين في النيجر والمناطق المحيطة بها.

وقالت وزارة الخارجية إن دجيبو شارك أيضًا في هجمات على القوات المحلية.

وقال بلينكن خلال تصريحاته "هذا التصنيف جزء من جهودنا المستمرة لمطاردة تمويل داعش في أفريقيا".