بعد 4 أيام من البحث.. قصص مؤلمة من تحت أنقاض المبنى المنهار في فلوريدا

لم تؤتِ جهود فرق الإنقاذ -حتى الآن- أُكلها في العثور على أي أحياء، بل تمكنت في ساعة متأخرة من مساء الأحد من انتشال جثامين أربعة أشخاص فقط، ليرتفع عدد القتلى إلى 9 من بين 150 ما زالوا مفقودين تحت أنقاض المبنى.

بعد 4 أيام من البحث.. قصص مؤلمة من تحت أنقاض المبنى المنهار في فلوريدا

ترجمات - السياق

"لا نعثر على أحياء أو جثث وإنما رفات بشرية"، تصريح صادم من مساعد رئيس الإطفاء في ميامي لعائلات المفقودين، إثر انهيار مبنى سكني في جنوب شرق ولاية فلوريدا الأمريكية.

وقالت وكالة "أسوشيتيد برس"، في تقرير لها، إن رجال الإنقاذ يواصلون الحفر في كومة الأنقاض، متسلحين بالأمل في إمكانية العثور على شخص على قيد الحياة، في مكان ما تحت الخرسانة المكسورة والمعدن الملتوي.

ولم تؤتِ جهود فرق الإنقاذ -حتى الآن- أُكلها في العثور على أي أحياء، بل تمكنت في ساعة متأخرة من مساء الأحد من انتشال جثامين أربعة أشخاص فقط، ليرتفع عدد القتلى إلى 9 من بين 150 ما زالوا مفقودين تحت أنقاض المبنى.

وحدّدت الشرطة هوية آخر أربع ضحايا عثر عليهم مساء الأحد، وهم؛ كريستينا بياتريس إلفيرا (74 سنة)، ولويس بيرموديز (26 سنة)، وليون أوليوكوفيتش (80 سنة)، وآنا أورتيز (46 سنة).

عائلات المفقودين

وفيما يأمل بعض عائلات المفقودين السماح لهم بالاقتراب من المبنى المنهار لتوجيه رسائل إلى أحبائهم، اكتفت السلطات الأمريكية بنقلهم في حافلات إلى مكان قريب حيث يتمكنون من مشاهدة جهود عمال الإنقاذ.

لا إجابات

"نحن فقط ننتظر الإجابات"، قالت ديان أوهايون التي كان والداها، ميريام وآرني نوتكين، في المبنى، مشيرة إلى أنه من الصعب أن نمر بهذه الأيام الطويلة، ولم نحصل على أي إجابات حتى الآن.

وسعى عمال الإنقاذ لطمأنة العائلات بأنهم يبذلون قصارى جهدهم، للعثور على أحبائهم المفقودين، لكن الطواقم قالت إنها بحاجة إلى العمل بعناية للحصول على أفضل فرصة للكشف عن الناجين.

"ابنتي تبلغ من العمر 26 عامًا، وتتمتع بصحة جيدة"، قالت إحدى الأمهات لرجال الإنقاذ خلال اجتماع في عطلة نهاية الأسبوع مع أفراد الأسرة، مضيفة أنها يمكنها الخروج من هناك.

وتابعت الأم التي كانت من بين الأقارب الذين دفعوا السلطات إلى جلب خبراء من دول أخرى للمساعدة: "هذا لا يكفي (..) تخيل لو كان أطفالك هناك".

جثث وبقايا بشرية

الجثث والبقايا البشرية فقط هي من نعثر عليها، قال مساعد رئيس الإطفاء في ميامي ديد رايد جاد الله، موضحًا أسباب عدم استطاعتهم تقديم أجوبة حتى الآن لعائلات الضحايا.

وأضاف المسؤول الأمريكي: ليس بالضرورة أننا نعثر على ضحايا، إننا نعثر على رفات بشرية، مشيرًا إلى أن انهيار المبنى المكوّن من 12 طابقًا، ليصبح كومة أنقاض يمكن قياسها بالأقدام، هي ظروف عمل أحبطت الأطقم في البحث عن ناجين.

في كل مرة يعثر فيها الطاقم على بقايا، يقومون بتنظيف المنطقة وإزالة البقايا، بحسب جاد الله الذي قال إنهم يعملون مع حاخام لضمان أداء أي طقوس دينية بشكل صحيح.

حقل الحطام مبعثر

من جانبه، قال آلان كومينسكي، رئيس إدارة الإنقاذ في ميامي ديد، إنهم يأملون في العثور على شخص ما على قيد الحياة، لكن يجب أن يكونوا بطيئين، فحقل الحطام مبعثر في جميع الأنحاء، وهو مضغوط للغاية.

وأشار إلى أنه يجب تثبيت الحطام وتدعيمه أينما ذهبنا، فإذا كانت هناك مساحة خالية، فإننا نريد التأكد من حصولنا على كل فرصة ممكنة لإنقاذ أي ناجين، مؤكدًا أنه لهذا السبب لا يمكننا الدخول وتحريك الأمور بشكل عشوائي، لما سيكون له من آثار كارثية.

وردًا على تساؤلات عائلات الضحايا: لماذا لم يتمكنوا من إزالة أكبر قطع الأسمنت جراحيًا بالرافعات، أجابت ماجي كاسترو من وكالة الإنقاذ من الحرائق، قائلة: "لا توجد قطع عملاقة يمكننا إزالتها بسهولة (..) إنها قطع متداعية، ويتم تماسكها بواسطة حديد التسليح الذي هو جزء من البناء".

وسائل حديثة

لم تكن جهود فرق الإنقاذ تغرد بعيدًا عن الوسائل الحديثة المستخدمة في مثل هذه الظروف، فالكلاب المدربة على شم البشر، وجهاز رادار يعمل بالموجات الدقيقة، يمكنه رؤية ما يصل إلى 8 بوصات (20 سم) من الخرسانة الصلبة، كانت الذراع اليمنى للفرق العاملة.

ويمكن لجهاز الرادار الذي طوّره مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا اكتشاف التنفس البشري ودقات القلب.

وقالت دانييلا ليفين كافا، عمدة مدينة ميامي ديد، إنه بين 6 و8 فرق تبحث بنشاط في الأنقاض طوال الوقت، مع وجود مئات من أعضاء الفريق على أهبة الاستعداد للتناوب.

وأشارت إلى أن أطقم العمل قضت ليلة السبت في حفر خندق يبلغ طوله 125 قدمًا، وعرضه 20 قدمًا، وعمقه 40 قدمًا (طوله 38 مترًا وعرضه 6 أمتار وعمقه 12 مترًا)، ما سمح لهم بالعثور على المزيد من الجثث والرفات البشرية.

تخطيط وتنفيذ

إيرل تيلتون الذي يدير شركة استشارية للبحث والإنقاذ في ولاية كارولينا الشمالية، قال -في تصريحات لوكالة "أسوشيتيد برس"- إن الاندفاع إلى الأنقاض دون تخطيط وتنفيذ دقيقين سيؤدي إلى إصابة أو قتل رجال الإنقاذ والأشخاص الذين يحاولون إنقاذهم.

وتابع: "أتفهم مخاوف العائلات بشأن هذا الأمر (..) إذا كان هناك أحد أفراد عائلتي، فسأريد من كل شخص أن يزيل الأنقاض بأسرع ما يمكن، لكن تحريك قطعة الحطام الخطأ في الوقت الخطأ قد يتسبب في سقوطها عليهم وسحقهم".

وأشار إلى أنه خلال عمليات الإنقاذ السابقة في المناطق الحضرية، عثر رجال الإنقاذ على ناجين لمدة أسبوع بعد الكارثة الأولى. وتقوم السلطات بجمع عينات الحمض النووي من أفراد الأسرة للمساعدة في تحديد الهوية.

قصص مؤلمة

قناة "الحرة" الأمريكية، سلطت الضوء على بعض القصص التي وصفتها بـ"المؤلمة" حول الجثامين، التي كانت ستايسي دون فانغ، (54 عامًا) أول ضحية، يتم التعرف عليها في المأساة.

وقالت أسرة فانغ، في بيان، إنه لا توجد كلمات لوصف الخسارة المأساوية لمحبوبتنا ستايسي، فيما أنقذ ابن فانغ، جوناه هاندلر، البالغ من العمر 15 عامًا، من تحت الركام، من قبل رجل كان يمشي مع كلبه عندما انهار المبنى.

تعرفت السلطات على الزوجين ضحايا للانهيار، السبت، وقال حفيدهما، إنهما تزوجا قبل 59 عامًا، وكانا يتشاجران دائمًا حول من سيموت أولاً، إذ لم يكن أي منهما يرغب في العيش من دون الآخر.

بريان لوزانو قال في بيان: "إنه أمر مأساوي، لكن من الغريب أن أشعر بالسلام وأنا أعلم، لكن في النهاية... حصلا على ما أرادا".

تم انتشال جثة لافونت الجمعة، وجرى التعرف عليه السبت، كان أبا لطفلين، وقبل اكتشاف جثته، قالت زوجته السابقة، ووالدة أطفاله، لصحيفة "يو إس إيه توداي": عندما رأيت الحطام، كدت أموت، شعرت وكأن تلك الجدران سقطت عليّ أيضًا.