قتال شوارع وفرار المواطنين.. الانفجارات تضيء ليالي أوكرانيا
الحرب التي لم تضع أوزارها، غزت شوارع العاصمة الأوكرانية كييف، بينما يكافح الجيش الأوكراني لصد تقدم القوات الروسية في مواقع عدة، ما أجبر السكان على البحث عن ملاذ آمن، وسط أصوات الانفجارات وإطلاق النار.

السياق
قتال في الشوارع، قصف مبنى سكني، انفجارات عدة، سكان يحملون السلاح، ملامح اليوم الثالث من الهجوم الروسي على أوكرانيا، في الحرب التي اشتدت وتيرتها السبت، بين طرفين أعلنا عدم الاستسلام حتى الرمق الأخير.
فالحرب التي لم تضع أوزارها، غزت شوارع العاصمة الأوكرانية كييف، بينما يكافح الجيش الأوكراني لصد تقدم القوات الروسية في مواقع عدة، ما أجبر السكان على البحث عن ملاذ آمن، وسط أصوات الانفجارات وإطلاق النار.
وبحسب تقرير لشبكة «سي إن إن»، ترجمته «السياق»، فإن مبنى سكنيًا أصيب بصاروخ في وقت مبكر من صباح السبت، بينما أظهرت صور ومقاطع فيديو أضرارًا جسيمة في الشقق، التي يزيد ارتفاعها على عشرة طوابق، مع تمزق الجدران الخارجية.
وتُظهر الصور وحدات سكنية عدة تحطمت، بينما جدرانها الخارجية ونوافذها مفقودة، بحسب شبكة «سي إن إن»، التي قالت إن الرصيف أسفل المبنى مليء بالحطام.
كما تظهر بعض النوافذ في الطوابق السفلية محطمة، مع أضرار مماثلة على الأسطح المنخفضة المجاورة، وبدا في لقطات أخرى اثنان من المستجيبين للطوارئ، يحملان امرأة مصابة بعيدًا عن مكان الحادث، بينما يركض عمال آخرون في الخلفية.
قتال في الشوارع
وفي وقت مبكر من اليوم، حذرت وزارة الداخلية الأوكرانية عبر "فيسبوك" من أن «قتالًا نشطًا يدور في شوارع مدينتنا»، داعية السكان إلى التزام الهدوء والاختباء في الداخل والاحتماء، والتوجه إلى أقرب ملجأ على الفور، إذا سمعوا صافرات الإنذار من الغارات الجوية.
وشوهدت انفجارات في العاصمة وحولها، تخلله هدوء قصير وسماع طلقات نارية قبل الفجر، في حادث هو الأول من نوعه داخل مدينة كييف نفسها، بعد أيام من القتال العنيف في الضواحي، بينما عزا الجيش الأوكراني بعض انفجارات الصباح الباكر إلى تدمير دبابة روسية.
السكان يحملون السلاح
كان الأوكرانيون، الذين تلقوا -خلال الأيام الماضية- تدريبات على حمل السلاح، في الموعد، ليعلنوا استئسادهم في الدفاع عن عاصمتهم في الأيام الأخيرة، وبينما بث التلفزيون الأوكراني تعليمات لصنع زجاجات المولوتوف، قال أعضاء البرلمان لشبكة «سي إن إن» إنهم التقطوا أسلحة وتعلموا إطلاق النار استعدادًا للمعركة.
يأتي ذلك، بينما تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالدفاع عن بلاده في شريط فيديو صوِّر ليلة الجمعة، أثناء وقوفه في أحد شوارع كييف مع قادة آخرين في إدارته، قائلًا: «نحن هنا جميعًا للدفاع عن استقلالنا(..) المجد لأوكرانيا».
وقال عمدة بلدة فاسيلكيف، على بعد 35 كيلومترًا (21.7 ميلًا) جنوب كييف، في ساعة مبكرة من صباح السبت، إن القتال العنيف في البلدة، أدى إلى خسائر في الجانب الأوكراني.
الأوكرانيون يفرون
وغادر العديد من سكان كييف بحلول يوم الجمعة، تاركين الطرق المتجهة غرب العاصمة التي كانت مزدحمة، ليعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، مغادرة أكثر من 50000 لاجئ أوكراني البلاد، في أقل من 48 ساعة، مشيرًا إلى أن معظمهم ذهبوا إلى بولندا ومولدوفا.
من جانبه، قال نائب وزير الداخلية البولندي بافيل اسيفرناكر، في تصريحات صحفية: «35 ألف شخص عبروا الحدود الأوكرانية البولندية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية»، مشيرًا إلى أن بينهم نساء وأطفالًا، ورجالًا في سن لم تعد مناسبة للخدمة العسكرية.
المسؤول البولندي أكد أن هناك «طوابير طويلة من المنتظرين على الجانب الأوكراني من الحدود»، إلا أنه قال إن إنهاء إجراءات دخول اللاجئين الأوكرانيين تسير ببطء، بسبب ظروف الحرب التي تسببت في تعطل أنظمة الكمبيوتر التابعة لحرس الحدود الأوكراني.
رسالة طمأنة
وفي محاولة من عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، لطمأنة مواطنيه، قال إن العاصمة الأوكرانية لا تزال في أيدي الحكومة، مشيرًا إلى أنه لا توجد قوات روسية في المدينة، لكن «العدو» يحاول اختراقها.
ودعا كليتشكو المواطنين إلى الاحتماء في أماكن آمنة، قائلًا: «ابقوا في ملاجئ الاحتماء من القنابل، لأن العدو يهاجم من الجو»، مشيرًا إلى أن البنية التحتية ومترو الأنفاق يعملان.
محاولة أوكرانية
وفي محاولة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لدفع الأوروبيين للدفاع عن بلاده وإبعاد شبح احتلالها من روسيا، طالب بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي عبر «تويتر»: إنها لحظة حاسمة لإنهاء المناقشة طويلة الأمد، والبت في عضوية أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي.
وأكد الرئيس الأوكراني، أنه ناقش مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، المزيد من المساعدة الفعالة وما وصفه بـ«الكفاح البطولي للأوكرانيين من أجل مستقبلهم الحر».
وأوقعت القوات المسلحة الأوكرانية خسائر فادحة في صفوف القوات الروسية، منذ بداية الغزو الروسي، بحسب بيان للجيش الأوكراني السبت، أكد فيه أسر 200 جندي.
وقال الجيش الأوكراني، إن قواته أسقطت 14 طائرة و 8 مروحيات و 102 دبابة وأكثر من 530 مركبة عسكرية، مشيرًا إلى أن قتالا عنيفًا يدور في مناطق متفرقة من البلاد، حيث شنت مقاتلات روسية هجمات على سومي في الشمال الشرقي، وماريوبول في الجنوب، وبولتافا في الشرق.
روسيا ترد
في المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها شنت ضربات صاروخية كروز ليلًا على أهداف في أوكرانيا، لكنها زعمت أنها استهدفت -بشكل حصري- البنية التحتية العسكرية.
وقال الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف في بيان بالفيديو: «خلال الليل، شنت القوات المسلحة الروسية ضربة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى، بصواريخ كروز جوًا وبحريًا ضد منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية».
وأكد المسؤول العسكري الروسي، أن «النيران موجهة فقط إلى أهداف البنية التحتية العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، باستثناء الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية السكنية والاجتماعية».
وزعم بيان الوزارة الروسية أيضًا أن وحدات من القوات المسلحة الروسية، سيطرت على مدينة ميليتوبول جنوبي شرق أوكرانيا. تحققت شبكة سي إن إن الخميس، وحددت الموقع الجغرافي بلقطات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، لانفجار هائل في مطار ميليتوبول.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، في تصريحات صحفية، إنه تم تدمير 14 مطارًا عسكريًا و19 موقع قيادة و24 نظامًا صاروخيًا مضادًا للطائرات طراز "S-300" و48 محطة رادار، إضافة إلى استهداف ثمانية زوارق للبحرية الأوكرانية.
وأضاف المسؤول الروسي، أن مقاتلي دونيتسك تمكنوا -بدعم روسي- من السيطرة على المزيد من الأراضي لمسافة تزيد على ستة كيلومترات.