ما الذي تكشفه أزمة أوكرانيا عن الشرق الأوسط بعد الخروج الأمريكي؟

حلفاء الولايات المتحدة وشركاؤها في الشرق الأوسط، ليسوا جزءًا مباشرًا في الجهود المبذولة لردع روسيا عن غزو أوكرانيا، قد يكونون على استعداد للمساعدة على الهامش: يمكن لقطر تحويل إمدادات الغاز من العقود طويلة الأجل في آسيا إلى السوق الفورية الأوروبية، ويمكن للمملكة والإمارات تخفيف الضغط على أسعار النفط، في حال حدوث غزو، وإسرائيل يمكنها الاستمرار في تمرير الرسائل الخاصة إلى الكرملين، للحث على وقف التصعيد

ما الذي تكشفه أزمة أوكرانيا عن الشرق الأوسط بعد الخروج الأمريكي؟

ترجمات – السياق

بينما تشير مناورات القوات الروسية على حدود أوكرانيا إلى غزو وشيك، يبذل الرئيس الأمريكي جو بايدن قصارى جهده، لحشد المجتمع الدولي لوقف الهجوم، بحسب موقع "فورين أفيرز".

وأضاف الموقع، في تقرير، أن إدارة بايدن قامت بعمل كبير، بالإشارة لجمع شمل الدول الأوروبية "فبعد المماطلة، تلتزم ألمانيا بوضوح بنهج موحد، وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، انضمت أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية أيضًا".

بينما أظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين- أن الصين تقف إلى جانبه، على الأقل عندما يتعلق الأمر بمعارضة توسع "الناتو"، والبرازيل والهند على الحياد، لكن بالنسبة للجزء الأكبر، اصطف شركاء واشنطن التقليديون مع بايدن.

لكن في الشرق الأوسط، استيقظت إدارة بايدن على حقيقة مؤلمة، تتمثل في تعاطف حلفائها وشركائها مع أوكرانيا والتزامهم تجاه الولايات المتحدة، لكنهم غير مستعدين لاتخاذ موقف ضد موسكو. 

ويعكس ذلك مدى التغيير في الشرق الأوسط بسبب القرار، الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما، والذي تبناه الرئيس دونالد ترامب، والذي فرضه الآن جو بايدن، لوضع الشرق الأوسط أسفل قائمة أولويات السياسة الخارجية لواشنطن. 

لقد قللت الولايات المتحدة من توقعات شركائها في الشرق الأوسط بالنسبة لدعمهم، الآن على واشنطن أن تتكيف مع العواقب.

 

إسرائيل

وقال موقع "فورين أفيرز"، في تقرير: لمعرفة مدى التغيير، يجب عدم النظر أبعد من أقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط، إسرائيل.

منتصف يناير، أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل جولة من المشاورات الاستراتيجية، كان التركيز خلالها على طموحات إيران النووية، حيث تحاول واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون -بشراسة- إنقاذ اتفاق 2015 الذي ألغاه ترامب. 

ومع ذلك، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة بايدن -بكل طاقتها- لمعارضة تكتيكات موسكو ضد كييف، لم توضح قراءة الاجتماع أي ذكر لأوكرانيا.

في الواقع، منذ بدء تعزيز القوات الروسية الخريف الماضي، التزمت إسرائيل الصمت، باستثناء عرض من رئيس الوزراء نفتالي بينيت، للتوسط بين أوكرانيا وروسيا، وهي الفكرة التي رفضتها موسكو بشكل قاطع.

وفي الآونة الأخيرة، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، تقييم إدارة بايدن بأن الغزو الروسي كان وشيكًا. 

كما ناقش بايدن وبينيت أوكرانيا، بين قضايا أخرى، في مكالمة هاتفية أوائل فبراير، وبينما تضمنت التلاوة التي أصدرها البيت الأبيض تأكيدًا لالتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، لم يذكر أمن أوكرانيا.

وتحتفظ إسرائيل بعلاقات وثيقة مع أوكرانيا، لا سيما مع جاليتها اليهودية، التي يبلغ عدد نحو  300000 نسمة، وهي من أكبر الجاليات في العالم، لاسيما أن رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، يهودي. 

وكان ينبغي تعزيز هذا التقارب، من خلال التزام إسرائيل بتحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة، واعتمادها الحفاظ على النظام الدولي الليبرالي، الذي حددته إسرائيل منذ تأسيسها، واعتزازها بكونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وانشغالها بتأمين حدودها الضيقة من غزو القوات المعادية. 

ومع ذلك، فإن الخبراء الإسرائيليين يؤكدون أنه في أزمة أوكرانيا، يجب أن تظل إسرائيل محايدة.

 

الخليج

 علاقة الكويت ليست حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، بقدر ما هي اعتماد على واشنطن، فمنذ أن حررت الولايات المتحدة الكويت، من براثن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في حرب الخليج 1990-1991، دعم الكويتيون أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى. 

ومن بين جميع دول المنطقة، يجب أن تكون الكويت حساسة بشكل خاص، لمخاطر رضوخ المجتمع الدولي لجار كبير يغزو دولة صغيرة، لكن عندما جاء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، إلى واشنطن منتصف يناير، لإجراء حوار استراتيجي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تجنَّب الدبلوماسي الكويتي الموضوع، ومثل بيان الاجتماع الأمريكي الإسرائيلي، لم يشر البيان الأمريكي الكويتي المشترك إلى الأزمة الأوكرانية. 

وخلال مؤتمر صحفي، ذكّر بلينكين وزير الخارجية بأهمية الأزمة في أوكرانيا: "دولة ما لا تستطيع ببساطة تغيير حدود دولة أخرى بالقوة"، لكن وزير الخارجية الكويتي تجنَّب الاعتراف بهذه النقطة في رده.

بالموازاة كان حلفاء واشنطن الآخرون، والشركاء الاستراتيجيون في الشرق الأوسط، هادئين بشكل ملحوظ.

مصر حليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، ومستفيدة من السخاء الأمريكي، لكنها تشتري أيضًا أسلحة من روسيا، وتحتاج إلى تعاون موسكو، للحفاظ على الاستقرار في ليبيا المجاورة، فمصر ليست مهتمة باتخاذ موقف ضد بوتين بشأن أوكرانيا، خاصة في الوقت الذي قررت فيه إدارة بايدن تعليق 130 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمصر، بسبب عدم "رغبة النظام المصري في السماح لشعبه بمزيد من الحريات".

 

السعودية

تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقات عميقة مع الولايات المتحدة، وكانت حليفًا ثابتًا في الجهود المبذولة لاحتواء الشيوعية السوفيتية في الشرق الأوسط.

وغالبًا ما استخدمت قدرتها على زيادة إنتاج النفط لخفض السعر، كلما احتاجت الولايات المتحدة. 

لكن في الأزمة الأوكرانية، لا يتعاون السعوديون، على الأقل حتى الآن، فسوق النفط انتعش أسرع من المتوقع، بعد ويلات جائحة كورونا، ودفعت اضطرابات الإمدادات -الناتجة عن أزمة أوكرانيا- الأسعار إلى ما يزيد على 90 دولارًا للبرميل.

وفي حال غزت روسيا أوكرانيا، من المتوقع أن يرتفع السعر إلى 120 دولارًا، وقد تكون هذه أنباء سيئة لجهود بايدن، لوقف التضخم في الاقتصاد الأمريكي، قبل انتخابات التجديد النصفي نهاية هذا العام، ومع ذلك، تبدو المملكة العربية السعودية منيعة على مناشدات حليفها الأمريكي.

أحد أسباب ذلك، غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الطريقة التي عاملته بها إدارة بايدن. 

وخلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، أشار بايدن إلى المملكة العربية السعودية على أنها "منبوذة"، وبعد انتخابه أوكل مهمة التعامل معه إلى لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي. 

وبعد عام، يبدو أن محمد بن سلمان قد اكتفى، ففي سبتمبر الماضي، ألغى زيارة أوستن إلى المملكة العربية السعودية بإشعار يوم واحد، ووفقًا لعدد من كبار مسؤولي الإدارة، فإنه ينتظر مكالمة هاتفية من الرئيس، قبل الرد على مناشداتهم.

ويعتقد قادة الشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا به.

 

حرب الأسعار

قد يلتقط بايدن الهاتف، ويمتص ردود الفعل السلبية من التقدميين في حزبه، لكن ليس من المؤكد -بأي حال من الأحوال- أن محمد بن سلمان سيرد بشكل إيجابي حتى في ذلك الوقت.

وحيث أن روسيا تحتل مكانة كبيرة في حساباته، بطريقة لم تكن صحيحة بالنسبة للمملكة العربية السعودية في العقود السابقة. 

تصدر روسيا الآن ما يقرب مما تصدره المملكة العربية السعودية من النفط، وقد تولت مؤخرًا دورًا قياديًا في أوبك بلس، منظمة منتجي النفط التي تتحكم في الأسعار، من خلال تحديد حصص إنتاج لجميع أعضائها.

واعتادت المملكة العربية السعودية أن تهيمن على أوبك، لكن بداية الوباء عام 2020، عندما انخفض الطلب بشكل كبير، دخل محمد بن سلمان في حرب لخفض الأسعار مع موسكو، أدت إلى انخفاض سعر النفط إلى الصفر تقريبًا. 

وتدخل ترامب وتوسط في اتفاق بين روسيا والسعودية، يخفض بشكل كبير إنتاج نفط أوبك، ويجعل موسكو شريكًا للرياض في تحديد أسعار النفط. 

لذلك فإن الاستجابة لنداء بايدن، تتطلب من محمد بن سلمان، أن يكسر اتفاقه مع بوتين، وكذلك التخلي عن الأرباح المفاجئة من ارتفاع الأسعار، الذي يحتاجه لدعم مشاريع التحديث الطموحة.

 

دفع الثمن

في الماضي، لم تكن المملكة العربية السعودية لتتردد، حيث اعتبرت أن الرد على حليفها الأمريكي وقت الحاجة، كان مثل دفع قسط تأمين، للمساعدة في ضمان أن الولايات المتحدة ستكون هناك للدفاع عن المملكة عند الضرورة.

 لكن هذا الاتفاق انهار في سبتمبر 2019، عندما تعرضت منشآت النفط السعودية في بقيق، لهجوم بطائرات مسيرة إيرانية وصواريخ أوقفت 50 بالمئة من إنتاجها النفطي، وبدلاً من التسرع في الدفاع عن المملكة العربية السعودية، راوغ ترامب ثم أشار إلى أنه هجوم على السعودية وليس على الولايات المتحدة، و إذا قرر الرد، فعلى السعوديين دفع ثمن ذلك.

وأدى تجاهل ترامب للالتزامات الأمنية الأمريكية التقليدية، إلى تفاقم الشكوك التي أثيرت بالفعل، بسبب قرار أوباما عام 2013 بعدم فرض خطه الأحمر المعلن ضد نظام الأسد في سوريا، عندما استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. 

وطبعًا واصل بايدن هذا الاتجاه، مقللاً من التركيز على الشرق الأوسط، لأنه جعل محاربة الصين على رأس أولوياته.

وعندما أنهى "الحرب الأبدية" في أفغانستان، وأعاد ما تبقى من القوات الأمريكية والأمريكيين إلى الوطن في إجلاء مخيف، توصل قادة الشرق الأوسط إلى نتيجة مشتركة، أن الولايات لم تعد المتحدة شريكًا موثوقًا به في أمن المنطقة.

 

احتضان موسكو

ونظرًا لأن هذا الاتجاه، المتمثل في الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، تطور على خلال العقد الماضي، ولأن قادة المنطقة دائمًا ما يكونون حساسين للتحولات في ميزان القوى، فقد ظلوا يبحثون عن ضامن بديل لأمنهم بعض الوقت. 

وسارعت روسيا إلى رفع يدها، وتدخلت عسكريًا في الحرب الأهلية السورية عام 2015 لإنقاذ نظام بشار الأسد. 

في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام في مصر وليبيا وسوريا، فالتناقض لم يغب عن الزعماء العرب في المنطقة: روسيا أصبحت قوة الوضع الراهن في الشرق الأوسط، كانت الولايات المتحدة هي التي بدت وكأنها تروج لعدم الاستقرار.

وذلك لم يعجل اندفاعًا طائشًا نحو احتضان موسكو، بحسب موقع "فورين أفيرز".

في المقابل أدت ذكريات السلوك السوفييتي المزعزع للاستقرار والأمل في أن يغير رئيس جديد في واشنطن الأمور رأساً على عقب، إلى استكشافات أكثر حذراً. 

لكن بمرور الوقت، أصبح القادة العرب مرتاحين لاستراتيجية التحوط، التي تنطوي على علاقات أكثر دفئًا مع روسيا.

 

 حان الوقت

بالنسبة للإسرائيليين، الحسابات ليست مختلفة، رغم اعتمادهم الشديد على الولايات المتحدة، فالتهديد الوجودي هو إيران، الخريطة تشرح ذلك، فعلى ثلاثة من حدود إسرائيل الأربعة، يستجمع وكلاء إيران: حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والميليشيات التي تسيطر عليها إيران في سوريا. 

وتحارب إسرائيل ما تسميها "الحرب بين الحروب" لمنع نقل الصواريخ الإيرانية المتطورة وأنظمة التوجيه عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان، وإحباط محاولات الميليشيات المدعومة من إيران فتح جبهة أخرى مع إسرائيل، على خلفية مرتفعات الجولان.

فالوجود العسكري الروسي في سوريا، يجعلها لاعباً في هذا الصراع أكثر من الولايات المتحدة، التي تحتفظ بقوة محدودة شرقي سوريا، لمحاربة تنظيم الدولة (أو داعش)، لكنها تركت إسرائيل لتدافع عن نفسها في بقية البلاد.

 الطريقة الوحيدة، التي يمكن لإسرائيل من خلالها مواصلة هجماتها الجوية المتكررة، على أهداف إيرانية في سوريا، هي إذا وافقت القوات الجوية الروسية على استخدام إسرائيل للمجال الجوي السوري.

ولهذا السبب، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعشر زيارات إلى روسيا بين عامي 2015 و2020 لتقبيل حلقة بوتين، وتأمين تعاون الرئيس الروسي، والتأكد من أن عمليات القوات الجوية الروسية والإسرائيلية في سوريا لم تعترض طريق بعضها.

وبالمثل، بمجرد أن أصبح بينيت رئيسًا للوزراء العام الماضي، لم يضع أي وقت في إعادة تأكيد تلك الترتيبات، في زيارة إلى الكرملين في أكتوبر 2021.

لكن في يناير من هذا العام، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات روسية وسورية قامت بدورية مشتركة فوق مرتفعات الجولان، وأن هذه الدوريات ستستمر.

وكانت هذه طلقة تحذير رمزية تقول: إذا أراد بوتين، يمكنه بسهولة إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، وإذا كانت إسرائيل تفكر في الانحياز إلى الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، فإن موسكو أشارت إلى أنه سيكون هناك ثمن استراتيجي باهظ يجب دفعه.

 

إعادة ترتيب

حلفاء الولايات المتحدة وشركاؤها في الشرق الأوسط، ليسوا جزءًا مباشرًا في الجهود المبذولة لردع روسيا عن غزو أوكرانيا، قد يكونون على استعداد للمساعدة على الهامش: يمكن لقطر تحويل إمدادات الغاز من العقود طويلة الأجل في آسيا إلى السوق الفورية الأوروبية، ويمكن للمملكة والإمارات تخفيف الضغط على أسعار النفط، في حال حدوث غزو، وإسرائيل يمكنها الاستمرار في تمرير الرسائل الخاصة إلى الكرملين، للحث على وقف التصعيد، وفقًا لموقع "فورين أفيرز".

لكن الصمت العلني لتلك البلدان في هذه الأزمة، يتحدث عن مجلدات الجغرافيا السياسية الجديدة للشرق الأوسط، وأصبحت روسيا لاعباً في المنطقة، وملأت جزئياً الفراغ الذي خلفه تقليص الإنفاق الأمريكي.

وبالنسبة لبعض حلفاء الولايات المتحدة، تبدو موسكو أكثر موثوقية من واشنطن، وهنا لا مجال للالتفاف على هذه المقايضة الأساسية، بالنظر إلى حقيقة أن الصين الصاعدة وروسيا العدوانية يتطلبان اهتمامًا أكبر من الولايات المتحدة. 

وبدلاً من مطالبة شركائه وحلفائه في الشرق الأوسط، باتخاذ موقف علني، يتعين على بايدن أن يريحهم بعض الشيء، وذلك يتجاوز التصريحات والإدانات بشأن أوكرانيا.

وقد تضطر واشنطن إلى إعادة ترتيب العلاقة مع ولي العهد السعودي، إذا احتاج بايدن إلى محمد بن سلمان لخفض سعر النفط. 

وقد تضطر الولايات المتحدة، إلى الاستمرار في منح إسرائيل حرية التصرف في التعامل مع التخريب الإيراني الإقليمي، حتى مع عودة بايدن إلى الاتفاقية النووية مع إيران.

وقد يتعين أن يأخذ التعاون مع مصر في غزة وليبيا، الأولوية على مطالب الولايات المتحدة، بأن يخفف السيسي قبضته في الداخل.

وسلَّطت الأزمة الأوكرانية الضوء على مفارقة قاسية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ورغم أنها قللت من مكانتها هناك، وهو ما كان يجب أن يسمح بتأكيد أكبر للقيم الأمريكية، فإن أهمية الجغرافيا السياسية، تجبر إدارة بايدن على تبني واقعية جديدة.

ومهما كانت النيات الحسنة للولايات المتحدة في المنطقة، فإن مصالحها هناك تأخذ الأولوية بشكل متزايد على قيمها.