حكومة التغيير.. تستعد لإنهاء عهد نتنياهو
بالنسبة للإسرائيليين، الذين شهدوا أربعة انتخابات منذ أبريل 2019، انتهت ثلاثة منها، بدفع البلاد نحو مأزق، بينما أسفرت أحد هذه الانتخابات عن حكومة وحدة وطنية قصيرة الأجل، فإن التصويت سيشير على الأقل، إلى فترة استراحة قصيرة من الجمود السياسي.

ترجمات - السياق
بعد أربعة انتخابات، وسنتين من الجمود السياسي، يستعد الكنيست الإسرائيلي، للتصويت على منح الثقة في الحكومة الجديدة، لإنهاء حُكم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي حكم إسرائيل 12 عاماً، في خُطوة وصفتها وسائل الإعلام الأجنبية، بأنها بمنزلة تغيير تاريخي في قيادة تل أبيب.
ورصدت صحيفة جورزاليم بوست، الإسرائيلية، إرث نتنياهو الاقتصادي الذي سيتركه خلفه، ونقلت عن رئيس معهد شورش للبحوث الاجتماعية والاقتصادية والخبير الاقتصادي في جامعة تل أبيب، البروفيسور دان بن ديفيد قوله: "إرث نتنياهو من الفرص الضائعة، فالسنوات الـ12 الماضية، كانت مجرَّد فرصة واحدة كبيرة ضائعة لإسرائيل، فإذا نظرت إلى إنتاجية العمل في تل أبيب اليوم، ستجد أنها الأقل بين معظم الدول المتقدِّمة، كما أن نظام التعليم في إسرائيل، هو الأسوأ بين هذه الدول".
وعن العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية، قال موقع جويش فويس، الإسرائيلي: "رغم أن إمكانية خروج نتنياهو من منصبه، تثير قلق البعض بشأن الكيفية التي ستتعامل بها القيادة الجديدة، عديمة الخبرة، في علاقتها المهمة بالولايات المتحدة، فقد كان لنتنياهو فهمه الخاص للسياسة والثقافة الأمريكية، لا يجاريه فيه القادة الإسرائيليون السابقون، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن رئيس الوزراء القادم، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لابيد، سيكون لهما نفوذ أكبر، بين مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
بينما وصفت صحيفة نيويورك تايمز عملية التصويت بأنها "تصويت سيصنع التاريخ"، قائلة إنه من المقرَّر تحديد المصير السياسي لزعيم إسرائيل، صاحب الفترة الأطول في الحُكم، نتنياهو، اليوم، لكن يأمل معارضوه أن يخفِّف التصويت، إذا تم تمريره، حالة الجمود السياسي الذي ترك إسرائيل من دون ميزانية حكومية لأكثر من عام، كما أنه سينهي، على الأقل، في الوقت الحالي، هيمنة السياسي الذي شكَّـل صورة إسرائيل في القرن الحادي والعشرين، وحوَّل سياساتها إلى اليمين، وأشرف على تعثُّـر مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت، الذي من المتوقَّع أن يحل محل نتنياهو، رائد أعمال سابق في مجال التكنولوجيا، وزعيم للمستوطنين، ومعارض لفِكرة قيام دولة فلسطينية، ويؤمن بضرورة ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة.
وسيصبح بينيت رئيساً للوزراء لمدة عامين، ثم سيتنحى بعد ذلك، ويفسح المجال لزعيم حزب "يش عتيد"، ليئير لبيد، الذي شكَّـل ائتلافاً من ثمانية أحزاب، يضم اليسار واليمين مع حزب عربي لإطاحة نتنياهو، وهي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل، التي يشارك فيها حزب عربي في الحُكم.
وقالت صحيفة فاينانشال تايمز، البريطانية، إن نتنياهو، الذي وصفته بـ"حامل لواء اليمين الإسرائيلي"، قد أمضى الأسبوعين الماضيين، في محاولة لفك التحالف الجديد، وانتقد بينيت لتعاونه مع الوسط واليسار، ووصف التحالف مراراً وتكراراً بأنه "احتيال القرن".
وبالنسبة للإسرائيليين، الذين شهدوا أربعة انتخابات منذ أبريل 2019، انتهت ثلاثة منها، بدفع البلاد نحو مأزق، بينما أسفرت أحد هذه الانتخابات عن حكومة وحدة وطنية قصيرة الأجل، فإن التصويت سيشير على الأقل، إلى فترة استراحة قصيرة من الجمود السياسي.
ويصف المحلِّلون السياسيون، الائتلاف الجديد، بأنه ضعيف، ويتوقَّعون تفكُّكه، وذلك بسبب مجموعة من نقاط الخلاف، بما في ذلك حقوق المثليين، وحقوق الفلسطينيين في إسرائيل، وحتى حقوق اليهود غير الأرثوذكس في حرية الزواج.
ورأت "نيويورك تايمز" أنه في حال تمت إطاحة نتنياهو، فإنه لا يزال بإمكانه قيادة حزب الليكود، الذي يتزعمه، إلا أنه من الممكن أيضاً، أن يؤثِّر تصويت الثقة على الحكومة الجديدة، في مَنْ سيقود "الليكود".
ونقلت الصحيفة، عن آرون كلاين، أحد كبار مستشاري نتنياهو قوله، إنه إذا خسر رئيس الوزراء التصويت، فإنه يعتزم الاستمرار في المنصب زعيماً للمعارضة، لكن الصحيفة رأت أن منافسيه قد لا يوافقون على ذلك.
وتابعت: "بمجرَّد أن يترك نتنياهو منصبه الحكومي، فإن سُلطاته على المنافسين، على قيادة الحزب ستتضاءل، لأنه لن يكون بإمكانه ترقية حلفاء الحزب إلى مناصب وزارية، ما سيمنح زخماً أكبر للنقاد الداخليين، الذين يشعرون بأن الحزب كان يمكن أن يظل في مكانته نفسها بالحكومة، لو تنحى نتنياهو عن القيادة، وسمح لزميل آخر بتولي المسؤولية".
وأوضحت الصحيفة، أنه من أجل إقصاء نتنياهو من قيادة الحزب، فإنه سيتعيَّن على منافسيه إلحاق الهزيمة به، في الانتخابات الداخلية، التي تكون لأعضاء الليكود الـ 120 ألفاً، الكلمة الأخيرة فيها.
وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة، إلى أن يوسي كوهين، الذي كان حتى وقت سابق من هذا الشهر رئيساً لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، سيكون المرشَّح الأكثر شعبية، بين أعضاء حزب الليكود، على زعامته.